Sunday 26th January,2003 11077العدد الأحد 23 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

متعب بن عبد الله بن عبد العزيز لـ واجهة ومواجهة « 1-2» متعب بن عبد الله بن عبد العزيز لـ واجهة ومواجهة « 1-2»
لا «قوائم سوداء» في الجنادرية..

  إعداد وحوار: إبراهيم بن عبدالرحمن التركي - متابعة: علي بن سعد القحطاني - تصوير - فتحي كالي
(1)
** أما الواجهةُ..
«فالسيفُ» حين يمضي..
«والفكر» حين يقضي..
و«البوحُ» حين يُفْضي..
فذاك يَصُدّ..
وذاك يُعدُّ..
وهذا يَمُدَّ..
مسافاتِ قولٍ بدون مقالْ.
وساحة حرب بدون قتال..
وفيها.. ومنها يثور السؤال..
** وأما المواجهة..
فمقاربةٌ في معادلة «أبي الطيب»..
واستشرافٌ لرؤية «أبي تمام».. فهل يسبق «الرأيُ» .. «.. أم تتقدم «الشجاعة»..؟
وهل يتصدرُ «السيف»..« أم تسيطر» «الكتب»..؟
***
(2)
** «عسكري» في ثياب «مدني»..
أو «مدني» في بدلةٍ «عسكرية»..
صمتُه صوت
وصوتُه مكاشفة..
يستمعُ.. دون أن يقاطع..
ويردّ.. دون أن يصادر..
وتلمح في إجاباته مباشرة..
بلا محاورة أو مداورة..
***
(3)
** يعترفُ بالتقصير..
ويخطط للتطوير..
يقرأ «المتغيرات»..
ويستوعب «التوجهات»..
ويحتفظ بما يؤمن به من آراءٍ وقرارات..
***
(4)
** ميزة «متعب» أنه «مريح»..
** يثير فيك رغبة «السؤال»..
** وتستثير لديه اختلاف «الإجابة»..!
***
(5)
** لا «حواجز» لديه سوى حواجز «الفروسية»..!
ولا «صرامة» إلا متطلبات «العسكرية»..!
ولا «استثناءات» إلا للانتماءات «الوطنية»..!.
***
(6)
** ينبذ الخلاف..
ويقدر الاختلاف..
ويؤمن أن عليه السعي للإصلاح..
وأن ليس عليه إدراك النجاح..
***
(7)
** الفريق أول ركن الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز
نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية..
في الواجهة - ومع المواجهة..
في جزئها الأول
غياب
** غابت مهام الحرس الوطني -على الأقل «إعلامياً»- داخل أنشطته الأخرى مثل الفروسية / الجنادرية / الثقافة والتعليم / الخدمات الطبية... ألا يرى سموكم أن ذلك قد يستتبع قصوراً في المهمة الرئيسة.. أو المهام الفرعية.. اللقاء مواجهة «أبا عبد الله»..
- أولاً: نحن نحب أن نسمع انتقاداتكم وأفكاركم بل نسعى إليها ونرحب بها بما يمثِّل إضافة أو يستدعي تعديلاً.. وإجابة عن سؤالك.. فإن الحرس الوطني قائم بعمله.. وكما تعلم فإن للحرس الوطني -في الإطار العسكري- مهمتين وليست مهمة واحدة، المهمة الأولى تدخل ضمن الأمن الداخلي ونحن نتعاون مع وزارة الداخلية في الدوريات الموجودة داخل المدن، أما الثانية فإن تدريباتنا العسكرية للذود عن حياض الوطن -جنباً إلى جنب مع القوات السعودية المسلحة -مستمرة بالشكل الأمثل، ولا تؤثر مهمة على مهمة، ولا أنشطةٌ على نشاط..
جاهزية
** إذن دعني أضع السؤال بهذا الشكل : هل الحرس الوطني - وسط الأحداث المتعاقبة في المنطقة - جاهز «لحراسة الوطن»..؟
- نعم أستطيع أن أقول لك : مائة في المائة والحمد لله، فلدينا برنامج يومي للتدريب، وكنا -في السابق- نطبقها على الحرس الوطني بشكل عام، أما الآن فبدأنا عملها عن طريق غرفة العمليات أي تنفيذ «العمليات بصورة مصغرة».. بحيث إنها تمثل العملية الحقيقية تماماً ولكن ليست عبر مواجهات عسكرية كما كنا نعملها منذ فترة..
تغيير
** لماذا تم هذا التغيير من تدريبات الميدان إلى غرفة العمليات..؟
- السبب هو «التكلفة»، فالمناورات الميدانية تكلف الكثير، وفي الحقيقة.. لكي تعمل تمريناً كاملاً للحرس الوطني فإن هذا مكلِّف جداً، وبتوجيه من سمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني فإن رسالة الحرس الوطني هي ليست رسالة عسكرية فقط بل هي ثقافية/ اجتماعية/ علمية/.. ولهذا تجد أن الحرس الوطني يقوم بجميع أعماله ولا تؤثر هذه على العمل الأساسي الذي هو العمل العسكري، وأؤكد لك أننا موجودون في قلب الأحداث وتماريننا موجودة وقائمة،ونسأل الله تعالى ألاّ تواجه الوطن الغالي أي مشكلة، ولكننا -في كل الأحوال- مستعدون..
دمج
** لعلني -هنا- أنطلق من تصريحات أخيرة، بعضها من جهاز الحرس وبعضها من أجهزة أخرى، وتتعلق بقرب ضم مدارس الحرس إلى وزارة المعارف.. فهل يناقض هذا ما أشرتم إليه من مقدرة الحرس على الوفاء بكل مهامه..؟ أم أن الأمر محكومٌ بالتخصص..؟
-هذا مجرد خبر ظهر في إحدى الصحف ليمثل -في الواقع- نقاشات داخلية بيننا لدراسة كل الموضوعات من حيث إيجابياتها وسلبياتها، وتعتمد هذه على دراسات مستفيضة لتقرير الأفضل، فإذا وجدنا السلبيات قابلةً للحلّ فإننا نقوم بذلك، ثم من يضمن أن هذه السلبيات ستكون أقل لو نقل التعليم لوزارة المعارف..؟، فالموضوع عموماً لا يتجاوز أفكاراً استعجل في نشرها دون سندٍ من الحقيقة، والفكرة قد تكون ذات جذور فنحن دائماً نضع أمام المخططين والمنفذين في الحرس الصورة الكاملة لرؤيتها بوضوح وتقليبها من مختلف الوجوه ليجيء القرار -من ثم- ناضجاً ونافعاً..
ناطق
** لكن سمو الأمير..خبر نقل التعليم صدر من مسؤولٍ في الحرس، وهذا يطرحُ سؤالاً مهماً.. لم لا يكون لديكم ناطق رسميٌ تتلافون به أيّ احتمالات للإشاعة أو التسرع أو تسريب المعلومات..؟
- لدينا ناطق رسمي وهو مدير العلاقات العامة الأستاذ سلطان البازعي، لكن ذلك لا يحول دون التقولات والتخرصات والظنون.. وخذ مثلاً قريباً فإحدى الأخوات توجّه لي شكرها على موضوع لا أعلم عنه إلا بعدما اطلعت على الصحف وقرأتها، وفيه أنني أنا شخصياً متبني «أوبريت» للشاعرة فلانة وأنا آخر من يعلم، فطبعاً مثل هذا الموضوع : من أحاسب فيه يا إبراهيم..؟ لعلك أدركت المشكلة.. فالشائعات موجودة، وللأسف فإن كثيراً من الناس حين يكونون جالسين مع بعضهم يتكلمون عن أن الحرس الوطني يفكر في نقل مدارسه لوزارة المعارف.. وأؤكد -ثانية- لم يتم شيء في موضوع مثل هذا.. وإذا كان الموضوع يهم الصحفي بهذه الدرجة.. فلم لا يأخذ حقائقه من المصدر الأساسي.. وهو -في هذه الحالة- إما العلاقات العامة في الحرس الوطني أو وكيل الحرس الوطني للشؤون الثقافية والتعليمية في موضوع التعليم.
سبق
** الحقيقة أن إشاعة نقل التعليم فاجأت بعض منسوبي الحرس خصوصاً أن الحرس نجح في مهمته التعليمية وحصل على شهادة عالمية في مكافحة الأمية، وتجاوز أجهزة عديدة سبقته في هذا الميدان..
- كما قلت لك -إبراهيم- لم يحدث شيء حتى الآن، وأشكر لك ثناءك..
تنظيم
** في بداية توليك منصبك الجديد عملتم تنظيماً إدارياً اعتمدتموه من سمو ولي العهد، وأُلغيت فيه إدارات وأحدثت إدارات.. لكنه لم يطبق بكامله على أرض الواقع.. لماذا..؟
- في الحقيقة أن عندي مشكلة وأنا أعترف بها، وإذا كنت قد استطعت تطبيق التنظيم على القطاعات العسكرية في الحرس فإن القطاعات المدنية تحتاج إلى شيء من «التأني»، فالتنظيم للجهاز المدني جيِّد -نظرياً-، لكنني أود التريث في تطبيقه بشكل شامل أو كامل، وهذا هو السبب في عدم استعجالنا بشأن تعميمه انتظاراً لظهور مؤشرات نجاحِ ما تم تطبيقه منه.
اعتماد
** هل تنوون اعتماد هذا التنظيم من اللجنة العليا للإصلاح الإداري...؟
- في المرحلة الحالية.. لا نفكر بذلك، لأننا لا نهدف إلى إيجاد وظائف أو إلغاء أخرى بل هو تنظيم داخلي..
لقاءات
** في بداية عملكم كانت لكم لقاءات مفتوحة مع المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية، ومع الوكيل للشؤون الثقافية ومع وكيل الشؤون الفنية وأجهزتهم ومع منسوبي الحرس مع وعد بإجرائها دورياً.. أين هي الآن..؟ وما نتائجها..؟
- لا يزال معمولاً بها بشكل دوري، وسنوياً نعمل هذه اللقاءات مع الإدارات والقطاعات والأقسام، وهي -بالطبع- ليست لقاءات مع متعب بن عبد الله بل لقاءات مفتوحة، وهي مواجهة المسؤول مع المسؤول عنهم.. وكثير منهم يقول: إننا لا نستطيع أن نوصل الرسالة التي نريدها ونبلغ احتياجاتنا وطلباتنا وانتقاداتنا للمسؤول الفلاني الذي لا نستطيع أن نراه أو نصل إليه، ومن الأشياء الأساسية أن نعمل هذه اللقاءات المفتوحة التي يجب على كل مسؤول فيها أن يواجه أداءه من خلال موظفيه، والجميل أننا نجحنا بنسبة 85% وأعتقد أن هذه نسبة عالية جداً فقد عرفنا المشكلات، وفكرنا في الحلول، وقررنا بشأنها وأحدثنا تعديلات وإضافات ونفذنا مقترحات، وفي الحقيقة فقد كانت لقاءات جيدة جداً، ونحن ماضون فيها مع كل القطاعات والأقسام في الحرس الوطني.
مع من..؟
** هل ستستمر -في دوريتها السنوية- معك شخصياً أو مع المسؤولين المباشرين فقط..؟
- نحن سائرون فيها، «يعني ما وقفناها..».
حضور
** أقصد : بوجودك أنت..؟
- نعم بوجودي أنا دائماً، نفس اللقاءات التي كانت سابقاً، لأنه دون وجودي فيها ودون أن أعرف المشكلات التي يواجهها كل قسم وأعرف الأشخاص وماذا ومم يعانون فلا فائدة من فتح اللقاءات وانتظامِ عقدها.. فلا الموظفون سيستفيدون ولا أنا سأستفيد، ومهمتي -في الحقيقة- ليست فقط الاستفادة مما أسمع وإنما هي الاستفادة من تطبيق أو تنفيذ كثير من الطلبات والاقتراحات المعقولة، ونحن نحاول أن نسدد ونقارب بين الآراء المختلفة..
إزعاج
** هل يزعجك في هذه اللقاءات الانتقادات المباشرة التي تجيء - أحياناً- حادة وصريحة..؟
- السؤال -يا إبراهيم-: هو هل أنت ممن يتقبل الانتقاد أو ممن لا يتقبله..؟ فإذا قدمت انتقادك بأسلوبٍ جيد ونية صادقة للإصلاح فأنا سأكون سعيداً جداً بأن أناقشه معك ولو أخذ ساعتين أو ثلاث ساعات أو أكثر.. ولكن إذا جاء الانتقاد بطريقة استفزازية أو بطريقة أنك تحب أن تثبت أو تبرز نفسك في انتقاداتك أكثر من أنك تصلح خللاً ما فهذا غير مقبول.
حكم
** طيب.. كيف وجدت الانتقادات بوجه عام..؟
- اطلعت على أشياء كثيرة من خلال بعض الانتقادات التي جاءتنا، وقد حققنا فيها ووجدنا فيها شيئاً من الصحة ولهذا أصلحنا القصور بسرعة، وكثير من الانتقادات التي وصلتنا وجدنا أن ليس لها أساس من الصحة، أو أن المسألة ذاتية بين شخص وشخص، فهذه عرفناها ولن نظلم أحداً إن شاء الله بسبب شكاوي كيدية.
خوف
** لكن بعض الناس قد يخافُ من إظهار رأيه المخالف..؟
- لا داعي لأي خوف.. وهنا أقدم رجائي عبر جريدة (الجزيرة) لكل شخص أن يعرف أن انتقاده إذا كان لمصحلة دينه ووطنه ومصلحة المواطن بشكل عام فيجب أن يعرف أننا نتقبل كل الانتقادات، ونحن لسنا أداة قمع مثلما يقول بعض الناس من إنه إذا انتقدت فإن الواحد يخاف أن يؤخذ انتقادُه بموقف ضدي أو أن يعاقب عليه.. نحن لم نعاقب أحداً على رأيه، وأهم شيء عندنا هو أسلوب الإقناع.. إما أن تقنعني أو أن أقنعك.. لهذا فلا معنى لحكايات القمع والخوف والتردد ما دام الهدف صادقاً والأسلوب صحيحاً.
بديل
** الحرس الوطني يشكو من غياب الصف الثاني من الكفاءات الشابة، فمعظم قياداتِه الحالية من كبار السن مما يتوقع معه الناس حدوث فجوةٍ إدارية لعدم تهيئة البديل الشاب المؤهل الكفء واستمرار اعتماد الحرس على موظفيه القدامى...
- قد يكون هذا صحيحاً إلى حد ما، وقد بدأنا خطوات لحل هذه المشكلة، وأولها إيقاف «الإعارات» لأن من الموظفين من يأخذ وظيفتين بحيث يعمل في شركة ويأخذ راتبها ووظيفته محجوزة له في الحرس الوطني، في وقت من الأوقات لم تكن لدينا الكوادر المؤهلة، ولكن في الوقت الحاضر فأنا أعتقد أن ثمة أناساً كثيرين لا يجدون عملاً، فهل من المعقول أن أحجز وظيفتين لشخص واحد يعمل في شركة ووظيفته الحكومية محجوزة له، وكل المميزات معتمدة له ما عدا الراتب، وخدمته مستمرة في الحرس الوطني طيلة العمر..إلى آخر المميزات الموجودة في نظام الخدمة المدنية والتقاعد، أنا ضد هذا الموضوع، ولهذا أمر سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله- بإيقاف العمل بنظام الإعارات وأُوقف فعلاً، وأصبح الموظف مخيّراً بين العودة إلى وظيفته في الحرس الوطني أو الاستمرار في الشركة والتقاعد أو الاستقالة وترك الوظيفة ليستفيد منها موظف جديد، ولدينا -بحمد الله- كفاءات وكوادر مؤهلة شابة من منسوبي الحرس الوطني قادرة على أداء ما سيناط بها من مهام على أكمل وجه.
مجموعة
** ليس فقط واحداً بل مجموعة..؟
صحيح فالوظيفة الواحدة يستفيد منها عشرة أو اثنا عشر موظفاً لأن هذه المرتبة سيترفع عليها موظف والثاني سيترفع على مرتبة ذاك.. وهكذا..
جيل
** وماذا عن جيل أو صف الشباب..؟
- الكوادر التي تحكي عنها وهي الكوادر الشابة موضوعٌ مهم جداً يا إبراهيم.. وقد صدر أمر صريح وسعدت به جداً وهو منع التمديد، إذا جاء وقت التقاعد يجب -في الحقيقة- ألاّ يمدد لأي كان.. لأن الموظف أخذ فرصته وفي إحالته للتقاعد خير له -شخصياً-، وخير للوظيفة على حد سواء فأقل واحد منهم أمضى عشرين أو خمساً وعشرين أو ثلاثين سنة، وأنت حينما تتيح الفرصة للتقاعد فإن أشخاصاً آخرين هم أولاده أو إخوته أو أولاد عمه أو أقاربه أو بنو وطنه سيأخذون مكانه، وهؤلاء هم الشباب الذين يضيفون لوظائفهم ولأنفسهم..
إيقاف
** هل فعلاً أوقف التمديد..؟
- أنا أعرف أن الحرس الوطني يحتاج إلى فترة لتطبيق القرار كاملاً في بعض الوظائف، لكننا لو شاهدنا كثيراً من الوظائف الأساسية فإننا نجد من الشباب من شغلها، وهذا هو ما يسعدنا، يعني -يا إبراهيم- تمديد ما عاد فيه، بنسبة 99 ،9%.. وهذا إنجاز.. أليس كذلك..؟
تقنية
** بلى.. إيقاف التمديد والإعارات خطوة في سبيل تجديد دماء العمل وفتح منافذ التوظيف لجيل الشباب.. لكن هذا الجيل -أبا عبد الله- هو جيل التقنية.. وبرغم الخطوات الطموحة التي قطعها الحرس في مجالات كثيرة إلا أن الميكنة المكتبية Office Automation وتوظيف وسائل حديثة في الإدارة والإجراءات لا تزال أقلّ مما هو مؤمل..!
- هذا صحيح ولكن الجهات التي تعنيها لها ظروف خاصة، وليس المطلوب منها التطوير بقدر ما يطلب منها تقديم خدمات معينة، وتطويرها -كما تفضلت- سيتم على يد مجموعة من الشباب في هذه الأقسام، ومنهم -في الواقع- من أحدث أو حدّث الأشياء الموجودة عنده، وهم يسيرون -الآن- بشكل جيد ولكن ليس بالمستوى الذي نرضى عنه، يعني أنا أعتقد أن لدينا كثيراً من الأشياء التي أشرت إليها تطورت بنسبة 60% إلى70%، ولكن المفروض في الوقت الحاضر أنها تصل إلى مائة في المائة، وأؤكد لك أننا نعرف هذه الأقسام وطبيعتها ونسعى لأن نطورها بأسرع وقت، لكن لا تنس يا إبراهيم الظروف المالية التي نتمنى أن تساعدنا..
تسرب
** نحن لا نزال في الوضع الإداري العام، وثمة حديث متزايد هذه الأيام حول تسرب الأطباء من مستشفيات الحرس الوطني.. هل هي ظاهرة..؟
- الحقيقة أن مستشفيات الحرس الوطني -في الوقت الحاضر- تمثل -بكل أمانة- مطلباً أو طموحاً لكثير من الأطباء الذين يريدون العمل فيها، والمشكلة الأساسية التي تواجه بعض الأطباء أنهم بعد الانتهاء من عملهم الحكومي يودون أن يفتحوا عيادات خاصة، ولتحقيق هذه الرغبة -دون المساس بنوعية عطائهم ومستوى عملهم- فإن لدينا دراسة حول فتح عيادات داخل المستشفى لهؤلاء الأطباء بحيث يعملون فيها خارج وقت الدوام الرسمي على ألا يحال «مرضى» من العمل الصباحي إلى المسائي، فمثلاً يبقى علاج موظفي الحرس الوطني في الصباح، وفي المساء يخصص العمل فقط لمن يأتي من خارج الحرس الوطني..
موافقة
** وهل تمت الموافقة على هذا المقترح ؟
- نعم
مقابل
** بمقابل مادي وللجميع..؟
- نعم بالتأكيد..
الجنادرية
** مهرجان الجنادرية -سمو الأمير- يكرر نفسه كل عام.. وتصرف عليه مبالغ باهظة، وحديث الناس الدائم.. لم لا يعمل كل خمسة أو عشرة أعوام.. سؤال مشروع .. فما نظرتكم لإقامته بشكل سنوي..؟
- يا ليته يعقد كل عشر سنوات يا إبراهيم لأننا لا نكاد نتنفس من جنادرية إلا وندخل في جنادرية جديدة، ولكن جاءت فكرة عقد المهرجان سنوياً بسبب الأحداث التي تتوالى بشكل سريع جداً، وتحتاجُ إلى ما يواكبها فإذا أقمناها كل سنتين أو كل ثلاث أو أربع سنوات، فإن موضوعات جديدة تجِدُّ دون أن تناقش.. هذه واحدة.. أما الأخرى فأتمنى ألا ننظر للجنادرية بوصفها أغنيةً أسمعها وأطرب لها وعندما أكرر سماعها أملّ منها، الجنادرية ليست أغنية، الجنادرية ليست مسرحية، الجنادرية ليست أوبريتاً، عرفت -يا إبراهيم-.. كل سنة أريد أن أرى شيئاً جديداً.
مكاسب
** ما هي أبرز مكاسب الجنادرية في نظركم..؟
-لو لم نكسب من الجنادرية إلا الكُتّاب والأدباء والمثقفين الذين تواصلنا معهم وأفادونا بأفكارهم، وعرفوا واقع المملكة المختلف عن تصوراتهم السابقة وغيّروا كثيراً من الظنون والأوهام والتصورات السلبية عن هذا الوطن فإن ذلك كافٍ جداً، أما إذا نظرت -فقط- إلى التعب الذي نعانيه من الجنادرية، والمشقة التي تأتينا منها على حساب راحتنا، ولو نظرت إلى التكاليف المادية مجردة من عائداتها الثقافية والمعنوية فسأتفقُ معك على إقامتها كل خمس أو ست سنوات..
سلوك
** أشرت إلى الكتاب والمثقفين، وهنا دعوى جديدة.. حيثُ يقال: إنكم تدعون فقط مَنْ لديهم حسن سيرة وسلوك فقط، ولا تدعون منْ يحمل آراءً مختلفة.. وقد امتد هذا الموضوع إلى السعوديين حيث نلاحظ أن عدداً منهم لم يشارك في المهرجانات الأخيرة..؟
- يا إبراهيم البرنامج الثقافي في الجنادرية لا يضعه الحرس الوطني وحده، لدينا لجنة يشارك فيها مديرو الجامعات ومجموعة من الأدباء والمثقفين الموجودين في اللجنة وهم مَن يقرر ولسنا نحن في الحرس الوطني حيث لا يمثلنا في اللجنة سوى عدد قليل جداً، والحرس الوطني لا يقرر بل أعضاء اللجنة وهم من يختار المشاركين وغير المشاركين سواء من داخل أو خارج المملكة، وإذن فالبرنامج الثقافي كلّه من الألف إلى الياء تقرره اللجنة.. أي لجنة المشورة التي أمر بتشكيلها سمو سيدي ولي العهد - حفظه الله- لأن المهرجان مسؤولية الجميع.
قائمة
** أفهم -أبا عبد الله- أن ليست لديكم «قائمة سوداء» للكتاب والمفكرين والمثقفين السعوديين والعرب..؟
- لا توجد لدينا قائمة سوداء للمثقفين سواء كانوا من داخل المملكة أو من خارجها، بل لقد كان هناك مثقفون وكُتّاب لهم مواقف ضد الحكومة ودُعوا للجنادرية وتغيرت نظرتهم للمملكة العربية السعودية، ورجعوا إلى بلدهم وكتبوا كتابات جيدة، وهذا يعني أن فكرة الجنادرية -كما قلت لك أخ إبراهيم- هي جذب الأفكار واجتذاب المفكرين العرب والمفكرين الأجانب ليروا بعيونهم ويحكموا بأنفسهم لا من خلال ما يسمعونه من أشخاص أهدافهم غير سامية، ولدينا عديدون منهم زاروا المملكة واطلعوا على نهضتها وتواصلوا مع الأدباء والمثقفين والشباب فيها، وقالوا : لم نكن نتوقع ما رأيناه..
ليلة
** «الأوبريت» -سمو الأمير- عمل مُضْنٍ ومكلِّف كذلك... يعرض ليلة.. ثم ينسى بعد ذلك.. وإذا استثنينا أوبريتاً واحداً أو اثنين فإن بقيتها لا وجود لها في ذاكرة الناس مما يعني ضياع جهدها.. ألا يزعجك ذلك..؟
- الحقيقة.. نعم.. يزعجني ذلك، وكنت أتمنى في الحقيقة أن الأوبريت يعرض على المواطنين في أربعة أو خمسة أيام خلال أسبوع يسبق الافتتاح الرسمي لأن «الأوبريت» الذي يشاهد على التلفزيون لا يُمثل الحقيقة، بل إن الأوبريت يفقد في التلفزيون في حدود 40% من مادته، والمشاهد لا يشاهد إلا 60% من الشكل الحقيقي للأوبريت..
تواضع
** هناك أيضاً تواضع في المستوى الفني ..؟
- ربما.. لكن دعنا نأخذ أول مجموعة أوبريتات، فقد كان التنافس بين شعرائها محتدماً، وحتى أكون صادقاً معك فالشاعر يُتابع الأوبريت من ألفه إلى يائه نصاًّ ولحناً وأداء ويشمل ذلك: الديكور وكل ما يتصل بالأوبريت، فكان التنافس قوياً حول من يكون الأفضل : الأوبريت الفلاني أو الأوبريت الفلاني..؟ ومن هو أجمل شعراً، ومن هو أجمل لحناً وأجمل أداء، ومن هو أجمل أزياء إلى آخره..أما الآن فقد بدأ اتجاه الأوبريت يساير الأحداث الموجودة.
رسالة
** لم أفهمْ ما تشير إليه..؟
- كانت الأوبريتات الأولى تتغنى بالمملكة العربية السعودية ولاحظنا فيها أنها تتحدث عن مناطق وعادات المملكة إلى أن وصلنا إلى أوبريت فارس التوحيد (الملك عبد العزيز) طيب الله ثراه وانتهى الموضوع عنده، ثم نظرنا نظرةً مختلفة وهي أنه يجب أن يكون للأوبريت رسالة ربما ترضي كثيرين وربما لا..، وأضرب لك مثلاً، فلو أحضرت.. لك فيلماً سينمائياً عادياً وفيلماً ثقافياً ووضعتُهما في صالتين متجاورتين ستجد الفيلم العادي ممتلئاً بالجماهير بينما يعد الحاضرون للفيلم الثقافي على الأصابع، فلهذا -في حكاية الأوبريت- كنا في فيلم عادي سابقاً والآن بدأنا نأخذ الصورة الثقافية أو الرسالة الثقافية التي نحب أن نوصلها للعالم الخارجي، ولا عجب -بعد ذلك- إن مَلّ المعجبون..
شعبنة
** الفروسية -أبا عبد الله- رياضة «نخبوية» «مكلفَةٌ»..إن لم أضف «جداً جداً» أي أنها خاصة «بالأغنياء» أو «المخمليين».. وأنتم تسعون «لشعبنتها» وجعلها رياضة جماهيرية للجميع.. هل تتصور أنكم ستنجحون..؟
- إذا نجح مشروعنا السنة القادمة فسوف ننجح، خذ كرة القدم مثلاً، صارت شعبية لأن الإعلام ركز عليها أولاً، ونحن لو نظرنا بتمعُّن فإن كرة القدم هذه السنة تختلف عنها في السنين الماضية، واللاعب الذي كان موجوداً في الساحة هذا العام أو العام الماضي غير من كان قبل عشرين سنة، فذاك يتحدث عن كرة القدم بصورة مخالفة لما يتحدثه لاعب اليوم الذي يبدأ حواره حول المبلغ الذي ستعطيه إياه مقابل توقيعه عقداً للعب معك.. أليس كذلك..؟
شبه
** بلى..! ولكن ماوجه الشبه..؟
- نحن نقول: إننا لا نستطيع أن نُجاري كرة القدم في هذا الإطار ولكني أعتقد أن الإعلام لم ينصف الفروسية ولم يعطها حقها، ولكن إذا سار المخطط الموجود لنادي الفروسية في السنة القادمة -إن شاء الله- فسوف ترى تغييرات كبيرة..
خطة
** هل لنا في ملامح من هذه الخطة والتغيير المأمول..؟
- نحن الآن على وشك التوقيع مع شركة عالمية سوف تتولى موضوع الفروسية من ألفها إلى يائها خصوصاً في الناحية الإعلامية، وسوف تعمل في اتجاهات كثيرة تهدف -في النهاية- إلى اجتذاب الجماهير، طبعاً أنت تعرف أن انتماءك لكرة القدم تم من خلال فريق معين، لأنك ببساطة تحب هذا الفريق أو تشجع هذا الفريق.. لماذا..؟، كيف نمت هذه المحبة..؟، الواقع أنها ما نمت - فقط- لأنك تتفرج على كرة القدم وتراها.. بل.. لأنك تذهب إلى مجلس من المجالس وأنت هلالي، وذاك نصراوي، والآخر اتحادي، والرابع أهلاوي، وهكذا.. يبدأ الحوار.. كلمة منك، كلمة منه، كلمة منهم، فيتحول الموضوع إلى عناد وتمسك وإصرار على تشجيع الفريق الذي اخترته..»، فلهذا -طبعاً- تبدأ المتابعة بمثل ذلك، وهو ما نحاول عمله لاجتذاب الجماهير وخلق نوعٍ من المتابعة ثم الانتماء والتشجيع..!
مسابقات
** لكن.. لديكم مسابقات وجوائز.. ولم تُحقِّق ما تريدونه..؟
- نحن حينما وضعنا المسابقة الموجودة حالياً، فلنحاول في الحقيقة أن نجتذب أكبر عدد ممكن من الناس ليعرفوا الخيول وكيف تتم سباقاتها، وأتوقع -إن شاء الله في السنة القادمة- أن تكون لدينا مميزات مختلفة في السباقات وجوائز أكثر إذا نفذ المشروع.. وبالتالي حضور أكبر مما هو حاصل حالياً..
صغار
** ماذا عن محاولة العمل مع الجيل الجديد.. مع الصغار في المدارس.. وتقديم حوافز لمن يدخل هذه الرياضة في مدارسه..!
- دعني أقل لك عن رياضة الفروسية: إننا لا نستطيع أن ندخلها للمدارس لسبب مهم، فمثلما تفضلت هي رياضة مكلفة، ثم ليست المشكلة فقط في شراء الخيول وإنما في إعاشتها، والاهتمام بها، وتدريبها، وأهم من ذلك كله -حقيقة- أن الفروسية هي ليست مجرد ركوب الخيل، بل هي رياضة رجولةٍ وأخلاق وتنافس شريف..

والمواجهة مستمرة الأحد القادم

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved