يوم انا اسرج بي خيالي وصوتي بالمزهرية
طالبة بين الدفاتر اقرى درسي وتوّي بنت
خلت انا حالي عجوزٍ قد بلغ عمري عتيّة
قد مضى للشيب كرة في سنيني يوم لنت
مد شوفي حاجبينٍ يشتعلها الشيب غيّه
ومد خطواتي عصاة في مواريها فطنت
تشتكي سود البرايا من تجاعيدٍ بيديه
وما شكيت الوهن غمّه بالبرايا ما حزنت
ما تعلمت الكتابة والحروف الأبجديّة
راس مالي بيت شعر وكنت ياما ياما كنت
بالفلا شدّيت رحلي للعصور الزومرية
قمت اهوجس باغلى ناسي والمكان اللي سكنت
راحت الدنيا بأهلها ما بقى فيهم بقيّة
ايه يا دنيا تقلب في لهبها لو رسنت
صار ناسي غير ناسي والزمن عاف اجرديّه
وهذا قلبي نفس قلبي والمشاعر يوم صنت
يستجير الصمت فيني والغضى يشعلني كيّه
لا خوالٍ او عمامٍ يذكروني لا وهنت
اشتكي لله حالي من زمن ما شفت زيّه
كل شي فيهم تغير والعلوم اللي وزنت
ما ذكر الصد وجفاته من عوايدنا يا خيّه
والله اني ما هقيته في زماني ما رهنت
يشهد الله في حياتي مانحنى ظهري لسيّه
مانحنيت لغير ربي في صلاتي واستعنت
مرّة اسهر في عيون الليل ورماحي قويّة
ومرّة اشعر بالشقا من كبر سني لا ذعنت
علميهم يا عصاتي وش يصير الشعر ليّه
غير طفلٍ احتوي ولغير شعري ما حضنت
ادري ان العمر راح وما بقى لي غير فيّه
وادري ما ينساني شعري لا غفيته واندفنت
جيت ابرميها عصاتي واحتري زول المنيّه
وفي مكاني في زماني في متاهاتي آمنت
فجأةٍ فتحت عيني وصورتي بالمزهرية
طالبة بين الدفاتر اقري درسي وتوّي بنت
