ربما تكون الطريقة التي رسمت لأداء مباريات البطولة العربية الموحدة الأولى على كأس الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله في أدوارها التمهيدية والأدوار التالية هي الطريقة الأولى التي تحدث بهذا الشكل في العالم ويستحق القائمون على اللجنة الفنية بالاتحاد العربي أن يسجل هذا الاختراع العظيم باسمهم بعد أن تفتقت أذهانهم عن تركيبة عجيبة في بناء مراحل البطولة.
فالبناء العلمي والمنطقي لأدوار المسابقات يكون هرمياً بحيث تلعب الفرق المشاركة أكبر عدد من المباريات في الدور التمهيدي ثم يتناقص عدد المباريات تدريجياً مع كل دور، ولكننا في البطولة العربية الحالية شاهدنا عكس ذلك فالفرق التي تأهلت للدور الثاني ستلعب مباريات أكثر مما لعبته في الدور التمهيدي، فما هذا المنطق التنظيمي المقلوب؟!. أما ان يلتقي الأهلي البحريني والمغرب الفاسي مرتين في الدور التمهيدي لأن مجموعتهما لا تضم سواهما ثم يلتقيان مرة ثالثة في الدور الثاني فذلك فتح كبير في تنظيم المسابقات والبطولات لم يسبق أمانة الاتحاد العربي إليه أحد قبلها.
ولو رجعنا للشكل العام لتنظيم المسابقة لوجدنا أن الفرق المشاركة «11 فريقاً» قد تم تقسيمها إلى أربع مجموعات تتكون كل مجموعة من ثلاث فرق عدا مجموعة واحدة تتكون من فريقين، يتأهل للدور التالي فريقان من كل مجموعة، وفي هذا الدور تلعب الفرق دورياً من دور واحد، وهذا خطأ تنظيمي وخلل واضح فيه مجاملة مكشوفة وتسهيل لبعض الفرق لكي تتأهل دون عناء، كما أن الفريقين اللذين سيصلان للمباراة النهائية سيكون كل واحد منهما قد لعب 6 مباريات في ظرف أسبوعين. فماذا نتوقع أن يكون عليه المستوى الفني والحضور البدني والذهني للفريقين بعد هذا المشوار الطويل والصعب والمرهق؟ لا شك أن مستوى الفرق سيبدأ في الانحدار والتراجع قبل أن ينتهي دور الثمانية وسيجد مدربو الفرق أنفسهم في أزمة وبالأخص من يتأهل منهم لدور الأربعة.
فلماذا عمدت اللجنة الفنية بالاتحاد العربي إلى هذا الأسلوب الممل والمرهق الذي لا يتماشى مع النظم المتعارف عليها في البطولات والمسابقات الكروية في أنحاء العالم.؟ فهل القصد من هذا وضع الحواجز أمام الفرق الطموحة والمتحمسة لكي لا تتمكن من إحداث أي مفاجأة في البطولة ومنح أفضلية للفرق الأكبر بحيث يكون أمامها فرصة للتعويض فيما لو أخفقت في أي مباراة وتأمينها ضد أي مفاجآت يمكن تحدث ؟.
بصراحة ذلك واضح تماماً وما يؤيد هذا التوجه إعلان اللجنة الفنية مع انطلاقة البطولة الغاء العمل بنظام الهدف الذهبي وهذا ما يؤكد أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر ضد أي مفاجآت يمكن أن تحدث وتتضرر منها الفرق الكبيرة في البطولة.
وللأسف ان اللجنة الفنية اتخذت كل تلك الإجراءات على حساب المستوى الفني للبطولة وهي التي كان يجب عليها أن تكون أكثر من يحرص على تحقيق مبدأ العدل بين الفرق حسب الأنظمة المعروفة وليس من خلال تطويع الأنظمة واختراع أخرى جديدة لخدمة فرق ضد أخرى كما أن اللجنة كان يجب أن تكون أكثر حرصاً على الارتقاء بالمستوى الفني لا على الهبوط به كما هو حادث الآن وقد رأينا كيف كان الدور الأول ضعيفاً للغاية ومملا حتى أن كثيرين اعتبروا البطولة قد بدأت منذ دور الثمانية خصوصاً وانه يلعب بطريقة الدوري من دور واحد وهذا ما أفقد هذه المرحلة عنصر الإثارة والتشويق المتوقع كما أن دور الأربعة والنهائي سيكون دور سقوط الفرق وانهيارها من الإجهاد والتعب والإرهاق.
كما أن أمانة الاتحاد العربي كان يجب عليها تشجيع الفرق العربية الطموحة والراغبة في التطور والساعية للاستفادة من هذه البطولات بدلا من قمعها وتكسير مجاديفها وقطع طريق تحقيق أي انجاز عليها.
|