محبو الهلال ما زالوا يتذكرون أيام ريفالينو ذلك البرازيلي العجوز الذي صنع آنذاك ثورة في ملاعبنا، فشاهدنا تمريرة اللمسة الواحدة وتعلمنا «الموزة» وعرفنا ان الكرة تلعب أولاً بالعقل لا القدم.
ومشكلة الهلاليين أنهم ما زالوا يقارنون أي لاعب يستقدمونه «بريفو» ويتمنون التعاقد مع مثله، ومنذ عودة اللاعب الأجنبي إلى ملاعبنا وهم يجربون «مقاسات» ريفو على كل من يتعاقدون معه علهم يجدون بديلاً مناسباً، ولكن أحلامهم تتبخر بالأسعار المرتفعة للاعبين العالميين، فيضطرون إلى طرق أبواب السماسرة الذين يبيعونهم «الوهم» وآخرهم لاعب برازيلي يدعى صوماليا وبمبلغ كبير قيل انه يقارب الثلاثة ملايين ريال. وصوماليا ليس الوهم الوحيد، فقد مر بمطاراتنا المئات منهم، ولن نندم على مبلغ صوماليا أو بيبيتو فقد خسرت أنديتنا الكثير من المبالغ في تجارب ومقالب اللاعبين الأجانب، ولكن المصيبة هي أننا لا نزال نشرب من هذه المقالب ونستمتع بذلك، فكيف استطاع السماسرة تمرير هذه الصفقات على مسيري أنديتنا، ومن المستفيد؟ ألا يدفعكم هذا إلى التساؤل بخبث من المستفيد من ذلك؟ وهل لبعض مسيري الأندية نصيب من الصفقات؟
مرت على ملاعبنا فترتان سمح فيهما باستقدام اللاعب غير السعودي، الفترة الأولى امتازت بحسن التعاقد بالرغم من قلة الامكانيات المادية، وما زال أغلب لاعبي تلك الفترة في ذاكرة المتابعين، أما الفترة الثانية - والتي تعيشها ملاعبنا حالياً - فالواضح فيها سوء اختيار العناصر وقصر مدة التعاقد وارتفاع تكاليف التعاقد، وهذه هي المسافة بين البرازيليين ريفالينو وصوماليا.
شكراً لإدارة الأهلي
نُشر خبر مفاده ان الأهلي السعودي رفض اعارة أحد لاعبي الطائرة لبطل الإمارات نادي الجزيرة، بحجة أن الهلال السعودي سيشارك في بطولة الخليج المشارك فيها النادي الإماراتي، وكي لا يكون اللاعب الأهلاوي ورقة رابحة لنادي الجزيرة عندما يلعب أمام الهلال.
مثل هذه الأخبار مفرحة ومفرحة جداً لأنها تصنف تحت باب «الوطنية» ولا يكفي أن نقول شكراً لإدارة الأهلي التي علّمت عقارب الظلام درساً بليغاً في أن الوطن للجميع ومصلحته فوق الجميع وأن أي انتصار يحققه فريق سعودي هو انتصار لكل نوادي وطننا الحبيب.. أما عقارب الظلام وخفافيشه - وما أكثرهم - ممن يفسدون صفقات منافسيهم بالتعاقد مع المدربين أو اللاعبين الأجانب، فإن إدارة الأهلي صفعتهم بهذا الايثار ولعل في ذلك ما يعيد لهم رشدهم ووطنيتهم.
أيضاً درس جميل آخر تقدمه إدارة الأهلي وذلك عندما اتصل د. عبدالرزاق أبو داود بعضو الشرف الاتحادي منصور البلوي يسأله ان كان للاتحاد رغبة في ضم لاعب الشعلة نواف الدعجاني، لئلا تنقلب عملية انتقال لاعب وطني إلى مساومات ومزايدات ليست في صالح الناديين،، وما فعله رئيس النادي الأهلى هو ما يفعله الكبار الذين لا يعانون من عقدة النقص أو عقدة نفسية أخرى، الكبار بعقولهم ووطنيتهم، فهل تكفي كلمة «شكراً» للإدارة المثالثة؟ لا أظن ذلك.
مرزوق وعبيد
عبيد الدوسري ومرزوق العتيبي مهاجمان انتقلا إلى ناديي الأهلي والاتحاد بمبالغ كبيرة، حتى ان صفقة انتقال مرزوق تسجيل كأكبر صفقة لانتقال لاعب خليجي، ومنذ انتقالهما لم يقدما ما يوازي ما حصلا عليه، وقد خبأ نجمهما خاصة عبيد الدوسري الذي أصبح غيابه غامضاً، هل هي الاصابة أم النوم في العسل، أما مرزوق العتيبي فبعد فترة استكانة ها هو يحاول تدارك موهبته قبل أفولها.
فكيف عاد مرزوق وحظي برضا إدارة وجماهير الاتحاد وبقي عبيد الدوسري في «نوم العسل» ولم يرض إدارة وجماهير ناديه؟ جواب ذلك ببساطة ان إدارة الاتحاد وجدت علاجاً لمرزوق، فبعد انتقاله إلى الفريق ومروره بفترة «هبوط المستوى» لدرجة أنه لم يجد له موقعاً على دكة الاحتياط رأت الإدارة أن علاجه يكون بإعادته - بنظام الاعارة - لفريقه السابق الشباب لمدة موسم واحد، فكانت بهذا العلاج كمن أعاد تأهيله مرة أخرى للعب للفريق الاتحادي، وفعلاً نجحت هذه الطريقة وعاد مرزوق إلى الملاعب مرعباً للحراس والمدافعين وقدم نفسه للجماهير من جديد في مباراة منقولة تلفزيونياً استطاع فيها تسجيل ثلاثة أهداف في مرمى النصر.
والآن بعد عودة مرزوق إلى موهبته التي كادت أن تضيع وكان لحكمة الإدارة الاتحادية الدور الأكبر في ذلك، يبقى عبيد الدوسري الذي يتضح حالياً أن الأمور مع إدارة ناديه تتجه إلى طريق مسدود، فلا هو يعرف كيف يتصرف ولا إدارة الأهلي ساعدته على نفسه، مرة أخرى يا أهلاويين عليكم «بشعرة معاوية» ففيها الحل.
غياب ماطر
مر وقت على نادي النصر لم يتم اختيار أي لاعب منه لتمثيل المنتخب سوى الكابتن إبراهيم ماطر، فهو الرقم الوحيد من نادي النصر الثابت في معادلة المنتخب، وهو في الأسبوعين الماضيين واجه كثيراً من الضغوط والاشاعات تزامنت مع قرب انتهاء عقده مع ناديه «تبرير غيابه - ايقافه عن التمارين - تحويله إلى هاو - اعارته لناد خليجي» وغيابه يومين أصبح الشغل الشاغل للصفحات الرياضية عدة أيام في حين هناك لاعبون يغيبون عن الأنظار عدة أسابيع ولا يطالبون بتبرير ذلك. واستطاع ماطر الثبات على موقفه والبعد عن التصريحات الجوفاء التي لا تخدمه،وقبل كل ما تعرض له برحابة صدر تدل على قدرته على التماسك، وأخيراً انفرجت أزمة «توقيع العقد» باتفاقه مع إدارة ناديه على التجديد فقد أوضح مسؤولو النادي أن ماطر كان ملازماً لوالدته التي تعاني من وعكة صحية، وتوقفت الاشاعات وأدرك شهرزاد الصباح.
غيض من فيض
* ألغى الهلال عقد صوماليا الذي كان يدفع له شهرياً عشرين ألف دولار «احسبوها بالريال».
* أشاع الهلاليون أنهم سيتعاقدون مع باتستوتا، وهو حينها يضع اللمسات الأخيرة لانتقاله من روما إلى الانترميلان.
* من باب المضحك المبكي تعاقد الهلال قبل ثلاث سنوات مع مهاجم برازيلي اسمه «نيبالا» شارك الهلال في دورة الصداقة بأبها، لم يسجل أي هدف في مرمى الخصوم إنما سجل هدفاً وحيداً في مرمى الدعيع.
* اشار منصور البلوي إلى أن اللاعب نواف الدعجاني عجوز يبلغ ثلاثين عاماً وان الاتحاد لا يفكر بالتعاقد مع لاعبين بهذه الأعمار. المضحك المبكي أيضاً أن البلوي تعاقد في مظاهرة إعلامية مع «طفل» يبلغ أربعين عاماً لم يلعب منذ عامين هو البرازيلي بيبيتو بأكثر من خمسة ملايين ريال.
* السنغالي علي مال حاول استغلال تدليل الرائديين له، ولكنه جوبه بالعين الحمراء ووصلت الأمور إلى ما يقارب «فك الارتباط» وخاف مسيرو الرائد من تعاقد «الجيران» معه فقالوا انه مصاب لا يرجئ برؤه، إلا أن أحوال دفاعهم في مباراة النصر جعلتهم يتراجعون ويرضخون لمطالبه ويعيدونه إلى الملعب في مباراة الهلال.
* برازيليو الاتفاق نالوا الرضا في أول مباراة لهم وكانت أمام الطائي، إلا أن النظرة الاتفاقية نحوهم تغيرت بعد ذلك، وقد فهم المدرب زوماريو اللعبة جيداً فربط بقاءه بالفريق ببقائهم «يمكن أقارب أو المسألة سمسرة».
* حنين الهلاليين لأيام ريفو جعلهم يعيدون نجيب الإمام كمستشار فني للفريق.
* الغيني كمارا قال عن تعاقده مع الاتحاد ان المال لا يهمه وحلمه رؤية الأماكن المقدسة «؟»
وأخيراً:
مثل شعبي:
ما كلت كفوفه ظهر على كتوفه
|