تعقيباً على ماينشر في الجزيرة من مواضيع حول الامتحانات أقول:
ازدادت نسبة التوتر لدى طلاب المدارس هذه الأيام مع بداية اختبارات الفصل الدراسي الأول، ولا غرابة في ذلك فهذا إحساس يسري في نفس كل طالب حتى الطالب المتفوق فهو يخاف من ضياع مركزه الأول فضلاً عن الخوف الذي ينتاب أي طالب من الرسوب. والطالب في هذه الأيام يجول بخاطره كثير من المشكلات التي تعترضه في استذكاره ويحتاج إلى من يقف بجانبه ويرشده إلى الصواب بشرط أن يكون لديه الدافع القوي، فكلما كان الدافع قوياً زادت فاعلية المذاكرة بالإضافة إلى أن الدافع القوي يزيد من اليقظة وتركيز الانتباه، ويؤخر ظهور التعب ويحول دون الملل ويجعل الطالب أكثر تقبلاً للمادة التي هو بصددها.
ولعلنا نذكر بعض الأساليب والطرائق التي تعتبر قواعد للمذاكرة الهادفة، ومن تلك الطرائق المذاكرة بالطريقة الكلية لا بالطريقة الجزئية، وأعني بالطريقة الكلية أن يقوم الطالب بتناول الموضوع المراد استذكاره على أنه وحدة واحدة حتى يصل إلى دراسة الفكرة ككل، ففهم الفكرة الكلية ييسر على الطالب فهم الأجزاء. أما تناول الموضوع في شكل أجزاء متناثرة فذلك يصعّب فهمها.
وقد دلت الأبحاث التربوية على أفضلية الطريقة الكلية لأنها تجعل للموضوع في الذهن وحدة وتسلسلاً منطقياً. وعلى الطالب كذلك أن ينظم المعلومات التي يرغب في مذاكرتها أو حفظها فعقل الإنسان يميل إلى حفظ الأشياء المرتبة والمنظمة عن غيرها، كذلك فإن بعد الطالب عن مصادر التشويش أو الضوضاء يزيد في تركيز الطالب واستيعابه لما يقرأه، فتجد الطلاب الذين يذاكرون دروسهم عند بعض المشتتات يعيدون مذاكرة الشيء الواحد مراراً وتكراراً من أجل فهمه.
وعلى الطالب أن يتجنب الاستغراق في أحلام اليقظة وأن يبتعد عن مسببات الانفعالات النفسية وأن يتبع أسلوب الاسترجاع والتسميع الذاتي لأن ذلك يبين له مقدار ما حصله ومقدار ما غاب عنه.
واحذر أخي الطالب تداخل المواد المتشابهة، أو الاتجاه للمذاكرة في حالة الشعور بالتعب أو الحاجة إلى النوم.
وأبدأ بمذاكرة المواد الصعبة في الفترة التي تشعر فيها بالتفتح الذهني، ثم بعد ذلك باستذكار العلم المبسط حيث لا يحتاج العقل فيها إلى نفس المستوى الأول من العمليات الذهنية، واتخذ في كل ذلك جلسة الانتباه لا جلسة الاسترخاء والتكاسل التي تقود للخمول وتعطل التحصيل والاستيعاب الجيد.
ولا يغب عنك أخي الطالب أن أفضل أوقات الاستذكار في البكور وتبدأ في الساعة الرابعة تقريباً حيث يربط الأطباء المتخصصون بينها وبين نشاط الغدة الكظرية (فوق الكلوية) حيث يصل إفراز تلك الغدة لهرمون التركيز أقصى مداه ، وعلى العكس تصل إفرازات الغدة أدنى درجاتها في الحادية عشرة ليلاً وما بعدها ولقد أرشدنا عليه الصلاة والسلام إلى طلب البركة في البكور فقال صلى الله عليه وسلم :(بورك لأمتي في بكورها) وأخيراً عليك أخي الطالب بتقوى الله فهي السبيل للعلم والفوز العظيم وهي سبب كل خير قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)، وقال تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله)، فتقوى الله تشعر المرء بأن الله معه طوال الوقت وأنه سيسدد خطاه ويعينه على الصعوبات التي ستواجهه ومن ثم يصل إلى النجاح والتوفيق بإذن الله.
مساعد عبدالله الهطلاني
ثانوية الفتح في عنيزة
|