أين عقول هؤلاء؟ كيف ينقذهم ميت «منتحر» من براثن الذلة؟ ألا يعلمون انهم.. ودون أن يشعروا.. يسيرون.. نحو القيامة!!
نعم مشكلتنا دائماً بتفسيرنا للظواهر.. بحسب ما نهوى ونطلق على المنتحر مجاهداً حتى وهو لا يعرف كيف يمسك السلاح!!
يقولون الحرب خدعة ويقولون «اللي تكسب به العب به»، ومبدأ يقوم على الخيانة وعلى عدم المروءة وشجاعة المواجهة ولكن لو وافقناهم من الذي يجيب على سؤالنا: ما ذنب الأبرياء من عامة الناس؟!
ان الذي يريد ان يجاهد في سبيل الله حق جهاده عليه ان يتميز بالشجاعة والقوة وأن يجهز نفسه تجهيزاً متكاملاً لا ان يرمي نفسه في النار ويقول انه يجاهد أو يلف جسده النحيل بأشد المتفجرات قوة وينتحر!!
لا تحصوا اعداد القتلى من الاعداء حالياً، بل احصوا نتائج هذا العبث غير البطولي بعد اعوام لتعرفوا ان العرب والمسلمين هم فعلاً من خسر من استمرار موجة الانتحارات المتوالية حالياً!!
وحتى لا تلبس الأمور ملابس اخرى فضفاضة يتوجب الاشارة إلى أن ثقافة الانتحار التي تقتل الأمة حالياً هي ليست ولادة نزعة دينية، بل هي نتيجة لتراكم ثقافة الثورة والحداثة وتغلغلها في الفكر، فمن الآراء التي تطالب وتتعالى بقوة نحو انتشال الأمة والرفع منها الى مرحلة انكشاف المستور ومعرفة عجز الأمة عن تحقيق الاحلام الوردية ونهاية ببزوغ فكر الانتحار لولادة مجد الأمة وهذا وربي الانتحار بعينه الذي يجعلنا نحكم على الأمة بالنهاية والانتحار.
خصوصاً وهي تصل لقمة ضعفها بالاستعانة بأجساد (الموتى) والمنتحرين كي تحيا!!
|