Sunday 26th January,2003 11077العدد الأحد 23 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المهرجان الوطني للتراث والثقافة.. المهرجان الوطني للتراث والثقافة..
نجاح يعكس المكانة المرموقة للمملكة
مقدم/ ذوقان بن معاشي العطية / مدارس الحرس الوطني العسكرية

مع كل عام، تتجدد مساحة الحضور الحضاري في الذاكرة السعودية، ومع كل عام يوسع المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» خريطة النشاط المعرفي الذي تضعه حكومتنا الرشيدة ضمن أوليات اهتماماتها المتشعبة، ولعل الرعاية الكريمة التي يحظي بها المهرجان من قبل سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، والجهد المخلص الذي يتمثل في مساعي اللواء الركن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، من أهم العوامل التي جعلت المهرجان تظاهرة وطنية للعلم والثقافة والتراث.
لقد كان مهرجان «الجنادرية» الذي ختم فعالياته قبل أيام قليلة، تواصلاً مع مجمل النجاحات السابقة التي حققها عبر دوراته المستمرة، لكن الأهم في دورة هذا العام، أن محوره الرئيسي جاء مواكباً لمتغيرات الأحداث التي يمر بها واقع الأمة الإسلامية في هذه المرحلة المهمة من تاريخها، فقد جعل المهرجان دورته لهذا العام عملاً صادقاً ودؤوباً لقراءة واقع أحوال الأمة الإسلامية والعربية، من خلال مصارحة صادقة وعلمية من الإسلام مع ذاته، وعبر دراسات ورؤى قام بها جمع من أعلام الفكر الإسلامي من مختلف أنحاء العالم، فالدراسات المعمقة التي شهدتها قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق انتركونتننتال بالرياض، كانت بمثابة شهادات مصارحة للصدق مع قيمة ديننا الإسلامي الحنيف في علاقته مع ذاته أولاً، وفي علاقته مع الآخرين ثانياً، وهكذا يكتسب مهرجان «الجنادرية» قيمة إضافية إلى مجمل نجاحاته السابقة التي طرحت العديد من المحاور التي تشغل الرأي العام الدولي، مثل: حوار الحضارات، وصدام الحضارات، والإسلام والغرب، والإسلام والشرق، وقضية فلسطين، وغيرها من القضايا التي تتصف بالعمق الدولي في مدلولها الإنساني العام، حيث أصبح المهرجان عبر تلك الأبحاث والدراسات مرجعاً شاملاً لكل من يريد البحث في مثل هذه الشؤون من خلال ما يوفره من كتابات معرفية متخصصة تقوم عليها عقول مستنيرة تؤمن بالطرح العقلاني في تناولها للموضوعات المصيرية التي تعني بها الأمم والشعوب، وبذلك ضمن المهرجان لنفسه مكانة مرموقة تضعه على رأس المهرجانات المماثلة أو المتشابهة له في مختلف بلدان العالم، فالمهرجان خرج من حدود المحلية الضيقة إلى آفاق أرحب تربطه بالعالم الخارجي عربياً وإسلامياً ودولياً، مما جعله يحظى بمتابعة دقيقة من مختلف الجهات المعنية في الكثير من دول العالم.
إن المهرجان إلى جانب وقوفه إلى جانب القضايا الإسلامية والعربية، يكرس كذلك العديد من الأبعاد التراثية والثقافية، فهو في صورة من صوره المتعددة يعتبر وجهاً مشرقاً لمسألة الهوية المحلية والحفاظ على التراث، ومن خلال المباني والمعروضات والأجنحة التي تضمها قرية الجنادرية التراثية، يقدم لزائريه من المواطنين والمقيمين والضيوف والسياح صورة بانورامية شاملة للمملكة بمختلف مناطقها، وبتعدد ملامح تراثها، وبكل ما تحمله خريطتها المترامية الأطراف من قيم وعادات وتقاليد وثقافة، حتى باتت القرية معلماً سياحياً يتوافق مع مخططات الدولة في مجال التنمية السياحية، وبالإضافة إلى كل ذلك فالمهرجان في جانبه الثقافي يعد قيمة منفردة تعكس اهتمام المملكة وقدرتها على القيام بدور فاعل ومؤثر في تفعيل الثقافة العربية بشكل عام، وذلك من خلال المنظومة الثقافية المتعددة الجوانب التي يتضافر فيها الشعر مع السرد، والمسرح مع الفنون التشكيلية، والندوات مع الأمسيات، والعروض مع المعارض، وهو بذلك يحقق معادلة ثلاثية الأطراف تجمع الطرف الفكري مع الطرف الثقافي الأدبي، إلى جانب الطرف التراثي السياحي، إنه بلا أدنى شك «عرس» تعد له المملكة، وتعيشه على أرضها، وتفتح أبوابه أمام العالم، ليكون نافذة تطل منها المملكة على الواقع الدولي، ويطل منها الواقع الدولي على المملكة شاهداً على مظاهر النمو والنماء الذي لا يتمثل فقط في النهضة العمرانية، وإنما يتمثل كذلك في النهضة البشرية، والمكانة المرموقة التي تتمتع بها المملكة بين دول العالم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved