Sunday 26th January,2003 11077العدد الأحد 23 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من يفوز بالجائزة العظمى من الأمير سلمان؟ من يفوز بالجائزة العظمى من الأمير سلمان؟
المهندس ناصر محمد المطوع

نقلت الصحف المحلية عن سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز استعداده لتقديم جائزة لمن يقنع الناس باستخدام النقل الجماعي..
هذا التصريح من سمو أمير الرياض يعكس مشاعر الضيق من المواصلات لدى غالبية أهالي المدينة العريقة - الحديثة - التي لا تنام.
مدينتنا لم تعد مجرد عاصمة نقشت اسمها على خريطة العالم بحكم مكانة الدولة التي تمثلها فحسب.. ولكنها غدت عاصمة للعلم والثقافة.. ومركزاً مرموقاً من مراكز الطب الحديث.. وحديقة غناء يتناثر على أرضها عدد لا يستهان به من المعاهد والكليات والجميل من المعمار والحديث من الأسواق، والكثير من المصانع.. إضافة إلى الوزارات والسفارات.. أعطاها أميرها عطاء الكريم.. فكبرت..
كبرت الرياض كثيراً.. وكبرت سريعاً.. ولكن تبقى «الرياض».. فاتنة لا تشيخ.. بحفظ الله، ومشيئته، ورعايته.
في غمرة انشغالنا بأن يكون في الرياض الأفضل والأكبر من كل ما يجب أن يكون في عاصمة المملكة العربية السعودية فات علينا أن نحسب حساب مشاكل المواصلات.
كثير من مدن العالم الكبيرة تعاني من مشاكل المواصلات.. ومما يزيد الأمر تعقيداً وأسفاً.. أن هذه المشاكل تتفاقم بسرعة فائقة. وبنفس الدرجة تتفاقم أعراض جانبية تتوالد منها. أهمها حوادث السيارات وما تسببه من وفيات وإعاقات، وتلوث البيئة، وأمراض الربو والحساسية، وارتفاع ضغط الدم ومشاكل النوم والقلق والإحباط وغيرها مما أثبته العلم الحديث.
ولقد اطلعت على دراسات أوضحت أن الولايات المتحدة اتبعت بعض الأنظمة والوسائل جعلت المواطنين يقدمون على استخدام النقل الجماعي بحيث زادت أعدادهم بنسبة 21% منذ عام 1995م ووصل معدل استخدام الأمريكيين المواصلات العامة أعلى نسبة منذ أربعين عاماً..
وفي الوقت الحاضر وصل عدد مستخدمي النقل العام في مدينة كبيرة مثل سان فرانسسكو إلى أكثر من 25% من السكان.
كما أثبتت بلدية مدينة أتلانتا أنه خلال فترة إقامة بطولات العالم الأولمبية عام 1996م قامت البلدية بوضع نظام خفض عدد السيارات التي تتجول داخل المدينة بنسبة 5،22% في الفترة الصباحية فقط.. ونتج عن ذلك انخفاض كبير في حوادث السيارات وكذلك انخفاض حاد في نسبة الأطفال الذين يعانون من الربو.
وقد قامت إحدى المجلات الأمريكية باحتساب خسارة الاقتصاد الأمريكي من الوقت المهدر في الطرقات بسبب الازدحام فكانت تعادل 78 «نعم ثمانية وسبعين» مليار دولار.. في قيمة الوقت والوقود الضائع هباء وسدى.. وما هو مزعج حقاً هو أن الدراسة تشير إلى أن هذا الرقم في ازدياد بمعدل يزيد على 5،3% كل عام. يضاف إليه بالطبع مصائب وخسائر الحوادث والوفيات والإصابات والأمراض.
- أين الحلول؟؟...
إن مدن المملكة الرئيسية تتوسع بشكل يصعب ضبطه والتعامل معه.. وهذا بالطبع يتبع الزيادة الكبيرة في أعداد السكان ويتبع ذلك زيادة أعداد السيارات.. وأن المشكلة وصلت إلى درجة تحتم علينا المبادرة بالتصدي لها.. إن أهم خطوة هي أول خطوة.. وأول خطوة: هي أن نعترف ونقر ونقتنع بوجود المشكلة.. ثم إني أقترح تشكيل فريق.. صغير في عدده.. كبير في فكره..
مثل كثير من مشاكلنا نحن بحاجة إلى فكر خلاق.. مشاكلنا لا يمكن حلها بواسطة منظرين وأكاديميين.. ولكن يحلها أناس من نوع آخر..
حينما وجدت البلدية في سويسرا أن النفايات تتكاثر عاماً بعد آخر إلى أن أصبحت تكلفة تجميعها والتخلص منها عبئاً كبيراً على بلديات المدن.. شكلت فريق عمل صغيراً وخرج بتوصية تتمثل في رفع الضرائب على أكياس البلاستيك التي تستخدم للنفايات بحيث ارتفع سعر الكيس الواحد إلى «2 دولار».. هذا الإجراء جعل كل صاحب بيت يحرص على شراء البضائع التي يصدر منها أقل قدر ممكن من النفايات.. وقام أصحاب المصانع وأصحاب المحلات التجارية بالتجاوب مع رغبة الزبائن وأصبح هناك تنافس على تصغير أحجام وسائل التغليف وكل ما يلزم التخلص منه. بمثل هذه الحلول العملية تحل المشاكل الكبيرة.
الفريق الذي اقترحت أن يشكل لدراسة ووضع الحلول لمشاكل المواصلات في مدينة الرياض يمكن أن ينظر في كثير من البدائل وأن يضع أمامه عدداً من الأسئلة ويحاول الإجابة عليها..
- لماذا لا نشجع على استخدام الدراجات؟ وكيف؟.
- لماذا لا نخفض أعداد السيارات؟ وكيف؟.
- لِمَ لا نحد من الاستخدام الفردي لكل سيارة؟ وكيف؟.
- هل يلزم وضع نظام رسوم على استخدام الطرق أو مناطق معينة في المدينة؟ وكيف؟.
- لماذا لا نستفيد من تجربة المدن السويسرية أو غيرها من المدن التي تصدت لمشكلة المواصلات.
- هل يعاد النظر في قرار منح الاعانات لأصحاب التكاسي وتقديمه لأصحاب الحافلات بدلاً من ذلك.
وأخيراً.. أقترح النظر في أمرين ملحين للغاية.
أولهما: ضرورة الحد من التوسع الأفقي للمدينة ويكون ذلك بالسماح بتعدد الأدوار في معظم الشوارع الرئيسية وفي نفس الوقت عدم التحمس للترخيص والتخطيط لمزيد من الأحياء الجديدة.. فكلما زادت مساحة المدينة صعب التحكم فيها.
ثانيهما: ضرورة وضع خطط عاجلة لنشر مواقف السيارات في مختلف الأحياء وخاصة التجارية قبل فوات الأوان.
أرجو من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان وفقه الله أن يحدد مقدار الجائزة.. وأن تخصص للفريق الذي سيأتي بالحلول الناجعة لمشكلة المواصلات.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved