انكب شارون على ممارسة أفضل هواياته: القتل، وبصورة متتابعة وهو يقترب من موعد الانتخابات، وهذا الأسلوب العنيف يغنيه عن جهد إعلامي دعائي أو ما يعرف بالحملات الانتخابية، حيث إن حصانة الرابح في هذا السباق هو الدم الفلسطيني..
وينسجم أسلوب شارون الدموي مع طبيعة تكوين الكيان الصهيوني والعناصر الفاعلة فيه، وهي العناصر المتطرفة بشكل عام والتي تقود عمليات سرقة الأراضي وإقامة المستعمرات ودغدغة أحلام مشردي العالم اليهود إلى إيجاد مأوى لهم في أرض فلسطين..
كل ذلك يتيح لحزب الليكود بقيادة شارون فترة رئاسية أخرى، ولهذا فإن الإرهابي العتيد يحرص دائماً على الحفاظ على أجواء الحرب والتصعيد، لأنه يفتقر إلى مقومات الطرح السلمي، وهو لا يستطيع أصلاً التعامل مع مثل هذه التوجهات السلمية، كما أن حديث السلام لا يستقيم مع تطلعات هؤلاء الذين يريدون الاحتفاظ بما سرقوه من أرض وما حققوه من مزايا من خلال إجبار الفلسطينيين على النزوح من مساكنهم ومزارعهم..
وفي الجانب الآخر من الصورة فإن الفلسطينيين قد انخرطوا بمختلف الفصائل في حوار بالقاهرة هدفه الأساسي تعزيز السعي للسلام من خلال تقريب الرؤى والاتفاق على أدوات النضال ووسائل إدارة الصراع مع إسرائيل.
وعندما ينفض حوار القاهرة تكون نتائج الانتخابات الإسرائيلية قد ظهرت، والتوقعات الأكثر ترجيحاً تقول بعودة شارون إلى الرئاسة، وستكون أولى مهامه محاولة القضاء على التقارب الذي يتحقق بين الفصائل الفلسطينية، ووسيلته الدائمة هي التصعيد وجرّ الفلسطينيين إلى الرد والانتقام ومن ثم تردي الأوضاع بحيث لا يمكن تبيُّن أثر للسلام.
ومع هيمنة موضوع الحرب ضد العراق على الساحة الدولية فإن شارون سيجد فرصته لتصعيد جرائمه وبالتالي وضع المزيد من العراقيل أمام أي جهد سلمي، فرئيس الوزراء الإسرائيلي يتطلع إلى أن تكون حربه ضد الفلسطينيين ضمن الحرب المرتقبة، بحيث تعزز أطماع إسرائيل وتحافظ على ما سرقته طوال أكثر من ستة عقود من الزمن..
|