Sunday 26th January,2003 11077العدد الأحد 23 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خيال الظل خيال الظل
تكلموا
منصور عثمان

الكلام مثل خطو الحمام
إن لم تنصت له... «طار»
قالت زوجة لزوجها: قل لي كلاماً يشعرني بالأمان!
أجاب سريعاً: وزارة الداخلية..!!
هذا البداية الباسمة تقود لمعاني «الأمن» ومفاهيمه عند الرجل والمرأة..
فالكلمة - كانت دائماً رفيقة دافئة وآمنة للمرأة - فأمنها النفسي يبدأ وينتهي «بالكلمة»
هكذا آمنت المرأة -
أمّا الرجل - فهو لفرط ما غاصت أفكاره في الأرض - فلم يؤمن قط إلا بما هو «كائن» لذا كان الخلاف يدّب كنملٍ رويداً رويداً ليفصل «حبة القمح الكبيرة»
فصارا «اثنين» رجل سحقه الواقع لدرجة «تفريغ روحه» من الصوت فأصبح أسير - الأمر - وكذلك النهي، وصدّر بدوره كل هذا «الارتهان الذي يعيشه»
لزوجه وولده -
أما المرأة - فالكلمة عندها لها مفعول السحر - تريد كلاماً عن «الحياة» والمعاش والاياب.. تريد - تفاصيل «حالة» تعيشها وتقولها..
تريد زوجاً بسماعتين «استيريو» يستطيع الاصغاء قبل القدرة على تأمين الرغيف -
لا يشغلها كثيراً.. وجود «العسس»
لا ولا تريد من الزوج هذا الصمت وهذا القبر لبوحٍ هو «الامان»
المرأة لفرط ما تحب «أن تحكي» تؤجل رضاعة «مولودها» ريثما - يمن الله عليها بكلمة حب من بعلها - فيأتي الحليب
قلت ذلك لأن «حالات الأمن» تصبح نسبية بين الرجال أنفسهم - وبين النساء.. قبل أن تكون بين الرجل - والمرأة..
ولكنها - تبدأ بالكلمة.. فتكلموا.. تكلموا - معاً لتعرفوا «شفافية الصوت» وشروق «الفكرة الغاربة».
أعود - لوزارة الداخلية التي تكلمت أخيراً وفي ذات الساعة.. وأصدرت بياناً - يقول حقيقة ما جرى.. لنقف احتراماً - لصوت تأخر وصوله كثيراً ولكنه وصل..
والآن يأتي دورنا «لندفن الصمت» ونقابل الوضوح بالوضوح - فما حدث في «المصيف» بكل خسائره البشرية - يؤكد أننا نبدأ - الآن في تفعيل دور المواطن.. ليكون شريكاً حقيقياً ومصدر احترام وثقة - لبناء أمن مجتمعي.. ونعود لنقول - كلاماً.. يحسس زوجاتنا بالأمان ونقول أفعالاً تدل علينا..

وبس..!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved