نشرت جريدة «الجزيرة» منذ أيام خبر رفض احدى القنصليات الغربية منح تأشيرات دخول لأراضيها لعشرة من الأكاديميين السعوديين وذلك لحضور مؤتمر علمي هناك، هذا وكما هو المعتاد فقد مر هذا الخبر عبر الأذهان القارئة والمستقرئة مروراً عابراً وكأنه لم يقرأ ..، يحدث ذلك على الرغم مما حبلت به ثنايا هذا الخبر من حيثيات ودلالات ودلائل حبلى بالقهر والغباء في آن. أما السبب وراء هذا المنع فعلمه في بطن القنصلية المعنية وإن كنت أخمن أنه ذو صلة بالارهاب وقانا الله واياكم شرور «الرهاب» المميت من الارهاب المتخيل.
إنه إذن الرهاب لا الارهاب وقد قمت بتخيل تفاصيل بواعث هذا المنع لأرى الاستاذ الدكتور «مرهب بن ارهاب» متوجها لقاعة المؤتمر المعني وقد خبأ تحت قميصه محشاً ارهابياً أراد به أن يقطع بالتوضيح المبين دابر سوء الفهم الحضاري الذي ابتليت به بعض الدوائر الرسمية الغربية، في المقابل تخيلت ذلك الاستاذ المشارك «رعب بن مرعب» وهو يتأبط سيفا مصنوعاً من خلاصة الحقيقة الناصعة وقد بيت النية على تسخير الحوار الحضاري لقطع أوردة الخيالات المريضة التي لا تنفك تنسج عن ارهابنا خيالا هو الإرهاب ذاته..، بالإضافة فقد لمحت - خياليا- ذلك الاستاذ المساعد «مختب!» وهو يحمل اختراعاً ذاتياً يبدو من شكله انه جهاز يصفي المياه الملوثة ومما يظهر فقد أراد أن يقطع به عكرة المصطادين بالمياه العكرة، في الوقت نفسه تبادر إلى الخيال أحد الأساتذة وهو يحمل «لفافة» من الوريقات الحبلى بالمقاصد الشريفة حيث أراد أن يمنحها هناك إلى من لم تصله حقيقة هذا الدين العظيم لعل وعسى أن يهتدي إلى الطريق القويم، وأخيراً تمعنت مرة أخرى بما صرح به أحد مسؤولي المنظمات المهتمة تعليقا على هذا الحدث.. أقول تمعنت بتصريحه قائلاً ما مفاده إنه يتوجب على ذوي القنصلية المعنية ضرورة «مراجعة موقفهم» الغريب هذا...!! ويا الله الخيرة.. أعتقد إنني من كثرة التفكير في خطورة هؤلاء الدواب «السليمة» .. أقصد هؤلاء الدكاترة المسالمين إلى حد الاستسلام .. قد أصبت من الغبن بالصداع ومن الصداع بالطنين .. غير انني على الرغم من ظروفي «الرهيبة» هذه قد فككت لكم شفرة هذا الطنين الحزين يقول.. راجع موقفك.. راجع موقفك.. راجع موقفك..!!
اللهم انه قد مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين.. اللهم إن لم يكن بك غضب علينا.. فلن نبالي .. فأنى لنا المبالاة وأنت عنا راضٍ..؟!
| 
