* واشنطن الوكالات :
جمدت الولايات المتحدة أموال شخصين تتهمهما بالإرهاب بينما تواصل الأجهزة الأمنية التحقيق مع 50 ألف مواطن عراقي بغرض الكشف عن معلومات قد تقود إلى مخططات أو خلايا إرهابية .
وفي اطار هذه المخاوف المتعاظمة من الإرهاب منذ أحداث سبتمبر فقد تواصلت بجد أعمال التطعيم ضد الجدري فيما جمد مجلس الشيوخ الامريكي تمويل برنامج للمراقبة مثير للجدل يقوم على إنشاء بنك كبير للمعطيات المعلوماتية حول الأفراد.فقد قررت الولايات المتحدة تجميد أموال آسيويين اثنين يشتبه بانتمائهما إلى تنظيم الجماعة الاسلامية الذي تقول واشنطن انه يقيم علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة.
وقالت الخارجية الامريكية ان الرجلين المستهدفين هما: نورجمان رضوان اسم الدين المعروف أيضا باسم الحنبلي والذي يعتبر أحد المشتبه بهم في اعتداء بالي الذي وقع في تشرين الأول اكتوبر الماضي ومحمد إقبال عبد الرحمن المعروف أيضا باسم أبو جبريل والمعتقل حاليا في ماليزيا.
وطلبت واشنطن أيضاً من الأمم المتحدة إدراج اسم الرجلين على لائحة المجموعات والأفراد الذين يجب تجميد أموالهم طبقاً لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وتعتبر وزارة الخارجية الامريكية الحنبلي بمثابة أحد قادة الجماعة الاسلامية وله ماض طويل بينه محاولة الاعتداء عام 1995 على إحدى عشرة طائرة امريكية.
وقال المتحدث باسم الوزارة ريتشارد باوتشر ان الحنبلي «يعتبر بمثابة مدير العمليات في التنظيم، وهو أيضاً الوسيط الرئيسي من قبل التنظيم مع القاعدة».
إلى ذلك قال مسؤولون امريكيون: إن مكتب التحقيقات الاتحادي يستجوب ما يصل إلى 50 ألف عراقي يقيمون في الولايات المتحدة بحثاً عن خلايا إرهابية وجواسيس وسعياً للحصول على معلومات قد تكون مفيدة في حالة شن حرب امريكية ضد العراق.
وأضاف المسؤولون الذين رفضوا نشر أسمائهم ان الاستجواب الذي يجري في شتى أنحاء البلاد بدأ منذ شهور ومن المتوقع ان يستمر إلى أجل غير مسمى.
ومن المعتقد ان معظم العراقيين الذين يجرى استجوابهم معادين للنظام العراقي وللرئيس صدام حسين.
وقال مسؤول «نحاول الحصول على المساعدة، ربما تتوفر لديهم معلومات مفيدة»
ومضى يقول ان هذه المساعي مشابهة للاستجواب الذي أجرته الحكومة مع رجال شرق أوسطيين في الولايات المتحدة بعد الهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر ايلول عام 2001 .
واستطرد «بالإضافة إلى هؤلاء الذين قد يقدمون مساعدة فقد يكون هناك أيضا أفراداً يتعارض ولاؤهم مع المصالح الامريكية» وقد يساعد الاستجواب في جمع معلومات عن خلايا إرهابية أو جواسيس عراقيين.
وهدد الرئيس الامريكي جورج بوش باللجوء لإجراء عسكري إذا رفض العراق الكشف عن أسلحة الدمار الشامل التي يملكها وإذا رفض نزع سلاحه كما يطالبه مجلس الأمن.
وتحشد الإدارة الامريكية قوات عسكرية في الخليج الا ان المطالب تتزايد لواشنطن لتأجيل الحرب ومنح مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة مزيداً من الوقت لمتابعة عملهم بنزع سلاح بغداد سلمياً.
وعلى صعيد آخر جمد مجلس الشيوخ الاميركي تمويل برنامج للمراقبة مثير للجدل في إطار مكافحة الإرهاب ويقوم على إنشاء بنك كبير للمعطيات المعلوماتية حول الأفراد.
وأدخل مجلس الشيوخ تعديلا على ميزانية العام 2003 جمد بموجبه الأموال المخصصة لهذا المشروع حتى تقديم تقرير مفصل حوله للكونغرس ومناقشته وإقراره.
وأوضح معارضو هذا المشروع انه يمس بالحياة الخاصة للمواطنين.
وفيما يتصل بالاجراءات الامريكية تحسباً لعمل إرهابي فقد بدأ عمال الطوارئ الامريكيون في تلقي التطعيم بالمصل المضاد للجدري يوم «الجمعة» في أنحاء الولايات المتحدة لحماية هذه الشريحة المهمة، وذلك في حالة وقوع هجوم إرهابي بأسلحة جرثومية.
وكان أكثر من 12 عاملاً من عمال الرعاية الصحية في ولاية كونيكتيكت الدفعة الأولى من المدنيين الذين يتم تطعيمهم ضد الجدري منذ أن أعلن الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش في كانون الأول ديسمبر الماضي برنامجاً للتطعيم ضد الجدري على نطاق واسع.
وتمثل عمليات التطعيم التي بدأت الجمعة المرحلة الثانية من البرنامج الذي كان قد بدأ بتطعيم أفراد من القوات المسلحة الامريكية.
وكان أطباء في مستشفى عسكري بواشنطن أول من تم تطعيمهم ضد الجدري أسوة بالرئيس الامريكي نفسه وجنود كانوا متجهين إلى مناطق أخطار كبيرة في أنحاء العالم مثل الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. ومن المتوقع أن يتم تطعيم نحو نصف مليون جندي أمريكي ونصف مليون من عمال الرعاية الصحية ضد الجدري.
ويتعين في نهاية المطاف تطعيم معظم الامريكيين ضد مرض الجدري الذي تم القضاء عليه رسمياً بالفعل منذ أكثر من 20 عاماً مضت، غير أنه لا يزال حيا ًداخل معامل الأبحاث المدنية والعسكرية.
|