يا شاعرا بالقفز والوثبات
قد شق في الأرجاء كل فلاةِ
لما دلفتُ على القصيد تضخمت
اوداجه والصوت بالكلماتِ
وفتحت باب الليل تأتي الريح
بالذكرى وتسقطها على العتباتِ
بغداد هل ناديت صرح هدايتي
للشمس ام ايقظت ليل غواتِي
بغداد هل طوقت قلبا هائما
بالحب ام بعثرت عمر شكاتِي
بالشعر أبترم النهار مشانقا
واغيظ صدر الليل بالزفراتِ
الشعر يذرو الافق نخلا تائبا
ويمدني بالتمر والحسواتِ
شعر تسير على الرقاب خيوله
ليثور جرح الموت في الخطواتِ
لا تسأل الاجداث عن اقدارنا
اسأل فحيح النار والجمراتِ
واستنطق المجهول كيف رموزه
قذفت بنا للنار كالحشراتِ
هذي جهات الارض اضحت نقطة
خرساء عالمها بدون جهاتِ
مكشوفة للموت كل عيونها
حُولٌ الى التنكيل والنغصاتِ
هل في جبين الشرق وخز مهانة
ام وشم إذلال وشج عصاةِ
ما بال هذا الشرق تطفو شمسه
ويمور خلف الشمس ليل طغاةِ
اوجودنا في الارض كان نقيصة
للشرق يدمي الشرق بالطعناتِ
ام انه في الاصل شرٌّ حارق
كنا ضحيته بلا سبقاتِ
يا شرق ان الغرب عز مكانه
بالعلم والتمكين والقدراتِ
فمتى تقوم الى الحياة بحكمة
تجلو العتامة صادق الوقفاتِ
ومتى نسير الى الخلاص طلائعاً
يالصدق والايمان والصلواتِ
ومتى الى العلياء يدنو زحفنا
عن مربض الاهواء والنزعاتِ
قامت على هذا التراب عوالمٌ
سبقت بيان الشعر بالمثلاتِ
في صمتها حكم لمن ألقى لها
سمعا ورد السمع بالإنصاتِ
لكن عقل العصر شد زمامه
لهو عن المثلات والآياتِ
وطغى عليه الاثم حتى دُمرت
اعصابه بالوهن والهمزات
اتريد تطبيب الجروح ومهجتي
بلفائف الاشعار واللمساتِ
فاه تحولت اللسان بصمته
حجرا فهل يتذوق الثمراتِ
قلب يداس على التراب ونبضه
خوف تسمى خوفه نبضاتِ
الجرح في كبد الجدود وقبره
نزف يغيث الارض بالأزماتِ
والهم سوط الهم فوق ظهورنا
وعتاده من أعظُمٍ نخرات
ما عبرة التاريخ الا عبرة
سقطت فصار وجودنا عبراتِ
لسنا على عضد الزمان بمفصل
لكننا في الجلد كالندباتِ
العيش للآمال يدني الموت
للموتى وينسف منبر الحسناتِ
اذهب لوادي الخوف تلقى الماء من
دمعي وتلقى العشب من بصماتِي
حتى رمال القيظ تخدعنا وقد
بسطت خيال الماء وهاجاً على الحصواتِ
حتى جبال الارض تقطعنا الى الآفاق
اجساداً من الماضي وارواحا من النعراتِ
الحل لا يأتي به ضعف تدور الناس
في يده من الاوهام للحسراتِ
والفكر في عقد من التدجيل
مأسور ويربو الشر بالنفثاتِ
دع هاجس الإملاق يبنى الرمل
تيجانا ويخفي الدمع بالنظرات
تستنجد البؤساء هذي ميلة
عظمى وكم في الكون من شطحاتِ