* الجزيرة - ماجد العنزي:
على الصالة الثقافية بنادي تبوك الأدبي أقيمت مؤخرا محاضرة للناقد الدكتور احمد جاسم الحسين عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بتبوك حول الثابت والمتغير في شعر غرامة العمري من خلال دواوينه الثلاثة زمن من حجر وثلاثون جرحاً وتفاصيل ما حدث، وذلك في قراءة افقية تعاقبيه بيّن فيها ان الشاعر يظهر مسعى خجولا لايصال رسالته وان الجانب الفني في الصورة واللغة والايقاع يبشر بشاعر يحمل موهبة لم تعرف طريقها الفني والرؤيوي بعد.
وتناول الناقد مكونات الخطاب الشعري التي تشكل لدى الشعراء علامات دالة على التحديث الذي اصاب نصوصهم وتحمل في نفس الوقت اشارة الى الرؤيا المنبثق عنها الخطاب الشعري من خلال مفهوم عمود الشعر ومفهوم اهمية التفعيلة عند شعرائها والصورة وأهمية تفجير اللغة عبر صياغة علاقات جديدة بين عناصرها اضافة الى اثارة اشكالية التناص وسواها.
ويرى الدكتور احمد في الصورة الشعرية لدى الشاعر غرامه بأنها تتمظهر في التشبيه والمجاز لكنها ضعيفة التشكل في النص نتيجة ضغط الدلالة والضغط المضاد الذي مارسه الشاعر عليها ولم تكن مندغمة مع مكونات القصيدة انما كانت في وسط ازدحام الرغبة بالقدرة واللغة ذات البناء التقليدي، ففي بعض القصائد سعى الشاعر لتكريس محورية الصورة الا انه لم يخلص لمسعاه لذا نجد ان القصيدة تختلف من مقطع لآخر ذلك ان القلق الذي سكن الشاعر والهم الذي توطن في نفسه منعه من تذويب العناصر بمكونات الخطاب الشعري. وحين نقرأ للشاعر نجد خطاب شعريا عاديا يخلو من التجديد المأمول وامعانا في رغبة الشاعر في اظهار ميولة للتحديث والتجديد يسعى الى التناص بوصفه اشارة الى انه احد علامات ادراك الشاعر بأهميته ومقدرته في اثراء النص الشعري. وتتجلى ظاهرة التناص في شعر غرامة عبر تناص في الاسلوب او الصورة من خلال تناصات عابرة تستحضر تراكيب ومفردات لتجارب قديمة او حديثة.
ويضيف المحاضر أن الأدوات الشعرية عند غرامة تصلح لتكون مثالا على تقليد الاداة وحداثوية الحلم وهو من الشعراء الذين تؤثر فيهم تجاربهم الحياتية كثيرا ولكنه لا يستفيد منها في قصائده فغابت كثير من ارجاء تجربته الشعرية.
ويختتم الدكتور احمد محاضرته بأن التعبير عن الهموم التي ندب الشاعر غرامة نفسه لها ربما تحتاج الى ادوات فنية ورؤيا غير ماهي عليه عنده لذلك نجد غنائية في مواضع كثيرة لا نتحملها وإنما تحتاج الى ارضية درامية تشحذها اسس فكرية تبتعد عن الاجناح والنزق والانفعال نتيجة ادراكها أن هذه الأدوات لا تلائم حجم الهموم المثارة في القصائد إلا أن اكتفاء الشاعر بهذا الانفعال بوصفه طريقة في التعبير وتسجيل الموقف وكنوع من الإثبات للذات خاصة ان الصمت لم يكن خدنا له بل حاول الخروج من الدائرة بعد جهد طويل ومثابرة لا ضفاف لها فهل سيبقى غرامة اسيرا لها أم سيخرج.
وفي نهاية المحاضرة فتح الدكتور موسى العبيدان عميد كلية المعلمين بتبوك باب المداخلات والتي شارك فيها عدد من الحضور الذين اتفقوا واختلفوا مع المحاضر مما زاد في إثراء هذا اللقاء.
|