دعونا نتجاوز المسلمات التالية: لا قيمة للنظام إذا لم نزرع هيبته واحترامه في قلوب الناس - كل الناس، خرق النظام ولو بحالة واحدة غير مبررة لا يختلف عن خرقه بألف حالة، وأخيرا، أوجدنا النظام ليقينا بأس بعضنا.
يتحايل الناس على القوانين والأنظمة عندما تكشف لهم الممارسة الطويلة ما في هذه الانظمة من ثغرات وفجوات، حيث يبدأ عندئذ المستفيدون من النظام في لي أعناق نصوص مواده لتخدم أهواءهم الشخصية ولتعطيهم حق المرور من خلال الفجوات «النظامية» التي اكتشفوها أو أحدثوها في النظام، الأمر الذي يطمئنهم بأنهم أصبحوا في مأمن من المحاسبة. في مثل تلك الظروف يعض المستفيدون من هذه الأنظمة عليها بنواجذهم لكي تبقى. غير مقبول أن نسلب حق «أو أهلية» فرد ونمنحه لفرد آخر تحت غطاء «اقتضت المصلحة العامة» أو تحت مبرر «اشفعوا تؤجروا»، بل وأحيانا لمجرد المزاج أو العلاقات الدافئة، ثم هل في النظام أو حتى في الأثر ما يجيز استحقاق الفرد لمال عام لم يقدم ما يقابله من عمل. صححوا المفهومات الخاطئة وعدلوا الممارسات العقيمة وأحكموا صياغة النظام والمعايير لتغلقوا عليهم كل الثغرات.
* كلية المعلمين
|