تحقيق: سليمان بن صالح العجلان - بريدة
الاختبارات الدراسية للطلاب والطالبات إجراء تعليمي عالمي تكاد تشترك فيه جميع دول العالم من أجل التقويم لأحد أطراف العملية التعليمية وهو الطالب وبالتالي يمنح الطالب رخصة عبور سنة أو مرحلة دراسية.
من هنا نشأ الخوف والضغوط المصاحبة لهذا الإجراء على الطلاب وعلى أسرهم وأولياء أمورهم حتى أطلق البعض على هذه الفترة (فترة الاختبار) شبح الاختبارات، ولإبعاد هذا الشبح إن جازت التسمية والقضاء على الضغوط النفسية المصاحبة لابد من اشتراك أطراف العملية التربوية والتعليمية في الحل وهم المدرسة والمنزل وكذلك الطالب نفسه محور العملية التعليمية، كما لابد من معرفة ماذا يريد التربويون من الأسرة وماذا تريد الأسرة منهم. ولمعرفة ذلك والاطلاع على مايجري داخل الإدارات التعليمية من استعداد لهذا الحدث قمنا بزيارة لعدد من المسؤولين بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم وكذلك لعدد من المدارس وأيضاً على الطرف الآخر أخذ رأي بعض الأسر وأولياء أمور عدد من الطلاب فإلى ماقالوا:
تهيئة الأجواء
مدير عام تعليم البنين بمنطقة القصيم الاستاذ صالح بن عبدالله التويجري تحدث عن استعدادات المدارس لفترة الامتحان مشيراً إلى أنه من الضروري جداً تهيئة الأجواء الصحية المناسبة لأبنائنا الطلاب أثناء دراستهم وخلال فترة الاختبارات على وجه الخصوص..
لذا فإنه وبناءً على توجيهات معالي وزير المعارف فقد تم الإعداد المسبق من قبل الإدارة العامة إذ عقدت اجتماعات لمناقشة تسخير كافة الإمكانات المتاحة واستنفاد الطاقات اللازمة كي يؤدي الطلاب اختباراتهم في أجواء ملائمة تتيح لهم تقديم مالديهم. وبيّن ان جهود الإدارة العامة ركزت على التأكد من توفر الوسائل الضرورية كالتدفئة والإنارة والمياه والكهرباء وما إلى ذلك إذ تم تكثيف عمل قسم الصيانة في الإدارة والقيام بجولات على المدارس لمعرفة مالديهم من نواقص واصلاحها فوراً.
وكذا تم توجيه المشرفين التربويين لزيارة المدارس والاطلاع على الاستعدادات وإكمال المناهج الدراسية وطرق وضع الأسئلة ومناقشة تعاميم الوزارة وشرحها وتوضيحها للاخوة المعلمين ومديري المدارس.
وأشاد التويجري بمواقف سمو أمير منطقة القصيم الذي لم يدخر جهداً في سبيل تذليل كل العقبات التي قد تعترض طريقنا خاصة مايتعلق بالمدارس التي تقع في القرى النائية والتي تحتاج إلى جهد خاص يتمثل في توفير المتطلبات الضرورية لمثل تلك المناطق فله منا ومن أبنائه كل الشكر والتقدير على مواقفه الأبوية الرائدة.
زيارات المشرفين التربويين
كما أكد الاستاذ عبدالله بن سليمان المرزوق مدير إدارة الاشراف التربوي المكلف بإدارة تعليم القصيم ان الاختبارات تمثل أهمية كبيرة لأبنائنا الطلاب فهي حصاد عام كامل يطمح فيه الجميع إلى تحقيق النجاح.
وأوضح ان برنامجاً خاصاً للمشرفين التربويين يسبق الاختبارات وعادة يكون بعد عدد من اللقاءات بالمعلمين ينصب التركيز فيها على صياغة أسئلة الاختبار صياغة تربوية.
وعلى سبيل المثال فقد أقام قسم العلوم أربعة لقاءات لمعلمي المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية كلها تركز على هذا الموضوع كما تكثف زيارات المدارس التي تناقش فيها جميع الأمور المتعلقة بأداء الاختبارات كالمناهج الدراسية وطرق وضع الأسئلة وبالذات المعلم الجديد وتوضيح الهدف من الاختبار وتقديم بعض المقترحات التي تسهم في تحسين مستوى نتائج التلاميذ كطرق المراجعة العامة للمواد التي يدرسها التلميذ وينصب التركيز على مصلحة الطالب والعمل على ذلك بكل جدية.
سلبيات الشحن النفسي
رئيس قسم الاجتماعيات بإدارة الإشراف التربوي الاستاذ عبدالعزيز بن صالح المحيسني قال أريد ان أهمس في أذن والد ووالدة الطالب أو ولي أمره في شتى المراحل منبهاً إلى أهمية مثل هذه الأيام فعلى الأسرة ان تراعي الطالب وتبعده عن الشحن النفسي والبعد كل البعد عن التخويف والترهيب من الاختبار حيث ان الاختبار لا يمثل سوى عملية تعليمية تقيّم المستوى التحصيلي للطالب بل على العكس ان الشحن النفسي للإدارة صورة سلبية على الطلاب لدرجة ان أحدهم قد يخفق وهو ذو مستوى عالٍ وذلك بسبب ان الأسرة لم تتعامل بصورة جيدة مع الظرف مع العلم ان هناك الكثير من الأسر الواعية التي تعرف السبيل والطريق الصحيح لمثل هذه الأيام.
أما مايخصنا كمشرفين تربويين فنحن ومديرو المدارس والمعلمون نعيش في صومعة واحدة وحقل واحد وهو الحقل التربوي والعقلي والذي نسعى من خلاله لتقديم كل مايحتاجه الطالب في فترة الاختبار وسخرنا كل الامكانيات البشرية والمادية لخدمة ابنائنا ولكن يجب على الأسرة ألا تغفل عن دورها كموجهة ومهيئة للأجواء المناسبة أمام الطالب مع البعد الكامل عن أساليب المبالغة في الحرص والترهيب من قسوة الاختبار.
إعدادنا جيد ومبكر
الاستاذ سليمان بن محمد اليحيى مدير ثانوية ولي العهد ببريدة قال: إننا أعددنا اعداداً جيداً لاستقبال اختبارات منتصف العام إذ ان كل شيء في المدرسة على مايرام وهاهم الطلاب يؤدون بمشيئة الله تعالى اختبارهم في جو ملائم يسهم في إضفاء الراحة النفسية عليه، أيضاً عقدنا اجتماعاً خاصاً بأعمال الاختبارات وما يتعلق بها حيث ناقشنا ضرورة المراجعة المركزة والهادئة التي تساعد التلميذ على فهم المحتوى وطرق وضع الأسئلة والدرجات والتصحيح وشرح وتوضيح مايتطلب ذلك من التعاميم والتعليمات التي تصلنا من الإدارة العامة للتعليم.
كما كان لنا استطلاع لرأي مدير مدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية بالبطين الاستاذ حمود بن علي السلامة الذي قال: إننا شكلنا اللجان العاملة التي ستنفذ الاختبار وتشرف عليه وكذلك لجنة التحكيم ولا شيء يشغل بالنا أو يشتت تفكيرنا. كما اننا نطالب الأسر وأولياء أمور الطلاب أن يتفاعلوا معنا في مثل هذه الظروف وهم كذلك، ولكن نريد مضاعفة الجهد لكي نضمن مستوى تحصيليا مرضيا لجميع أبنائنا الطلاب وقد وضحنا للطلاب من خلال الاصطفاف الصباحي ولقاءات أخرى ماذا يجب ان يفعله الطالب أثناء الاختبار والوضع الذي يجب ان يكون عليه والآن وقد دخل الأبناء أجواء الاختبارات فعليا فالأمل ينحصر بتحقيق النتائج المرضية.
- الاستاذ يوسف العجلان استاذ التاريخ في ثانوية عبدالعزيز بن مساعد بالمليداء أكد ان الأمور تسير بصورة ممتازة فالمناهج الدراسية اكملت تماماً ذلك لأن الوقت كافٍ جداً بل يزيد في بعض المواد الدراسية وأضاف ان الزملاء في المدرسة لايدخرون جهداً في تقديم مالديهم من خبرات في مجال الاختبارات إذ نناقش الطرق الكفيلة بتحسين نسب النجاح ومحاولة رفعها كما ان التجاوب جداً رائع من قبل المشرف التربوي الذي يتفهم دورنا ويقف بجانبا نحو تحقيق المصلحة العامة.
التفرغ للمذاكرة
* الاستاذ فهد بن محمد المحيميد مرشد طلابي في ثانوية ومتوسطة البصر ببريدة أكد ان التوتر من قبل الطالب قبل بداية الاختبارات قد يكون من أسبابه إحساس الطالب بصعوبة هذه المرحلة وانها ستشكل له حصاداً لجهد عام كامل.. وكذلك مطالبة أسرته ووالديه بالتحديد بأن يحصل على درجات التفوق العالية حيث ان هذه المطالبة تأتي قبيل الاختبار وفي نهاية العام والمفروض ان تكون منذ بداية السنة الدراسية. وهنا يأتي دور الأسرة والمدرسة في التعاون من أجل تحضير الطالب وتهيئته نفسيا لأداء هذه المهمة دون شحن ودون إشعاره بأنها صعبة للغاية بل على العكس يجب ان يكون لدى الطالب إحساس بالقدرة والشعور بأن هذه الاختبارات ماهي الا حصاد لموسم دراسي دون التضخيم والتخويف ومن المفترض ألا يطالب الطالب من قبل أسرته بأداء أعمال معارضة لبرنامجه اليومي حتى لا يكون مرتبكاً وتؤثر سلبا على نفسيته.
* الاستاذ أحمد المقيطيب «رب أسرة» قال من المسلمات ان للاختبار أثرا خاصا قد ينعكس على الطالب وأنا أحرص دائماً على أن يكون أبنائي جاهزين نفسيا ومعنوياً لأدائها دون أي ضغوط تربكهم أو تجعل منهم أقل استعدادا لأداء هذه الامتحانات. ولكن هناك مطلب هام أتمنى تحقيقه هو أن يكون للمدرسة دور إيجابي في التهيئة النفسية بحيث نشترك معهم في ذلك ونتعاون معاً لنتخطى هذه المرحلة. ومما لاشك فيه أن التعليم تطور لدينا كثيرا حيث ينظر للاختبار على أنه مجرد إجراء تعليمي عادي ضمن الإجراءات التعليمية التي تقام في المدرسة أثناء العام الدراسي كما ان الارشاد الطلابي في المدارس بدأ يأخذ وضعه الحقيقي الذي أعد من أجله فأنصح كل ولي أمر طالب أن يزور مدرسة أبنائه ويقابل على الأخص المرشد الطلابي فأنا متأكد أنه سيستفيد ويفيد أبناءه وكذلك الحال للأم عليها هي الأخرى زيارة مدرسة بناتها.
|