البهاق مرض جلدي مزمن يتميز بفقدان صبغة الجلد (الميلانين) في أجزاء مختلفة من الجسم وتظهر على هيئة بقع بيضاء تبرز بصورة أوضح كلما ازدادت سمرة البشرة ومع كون البهاق مرض غير مؤلم أو معد أو فيه تهديد للحياة فقد أظهرت دراسات كثيرة تأثيراته الاجتماعية والنفسية على المصابين به، فقد يصاب العديد من المرضى بالإحراج أو الخجل بسبب مظهرهم ويتدنى احترام الذات لدى البعض الآخر كما قد يصاب البعض بالاكتئاب.
ونرى أنه على المعلم أو المعلمة أن يتعرف على هذا المرض وتأثيراته والطرق الممكنة لمساعدة الطلاب المصابون بالبهاق.
فأكثر المصابين بالبهاق في صحة جيدة وليس لديهم أي مظاهر مرضية سوى نقص التصبغ ولكن التأثيرات النفسية الناتجة عن تغير المظهر قد تكون مضرة للمصاب أكثر من المرض نفسه.
وهذه الزاوية موجهة لمعلمي ومعلمات المدارس الذين يتعاملون يوميا مع طلابهم وطالباتهم خصوصا في سنوات الدراسة الأساسية حيث يبدأ الطلاب بتنمية حسهم الذاتي بالثقة واحترام الذات ولما لذلك من ترابط وثيق مع المظهر الخارجي.
لذا نرى أن مساعدتك لطلابك للتأقلم مع المؤثرات النفسية والاجتماعية للبهاق أمر في غاية الأهمية وسنقوم في هذه الزاوية بمناقشة تأثير البهاق على الطلاب في المراحل الدراسية المتوسطة والثانوية كما نشير إلى بعض الأحاسيس التي تتملك هؤلاء الطلاب داخل البيئة المدرسية إضافة إلى اقتراح الوسائل التي يمكنك من خلالها مساعدة الطالب أو الطالبة المصاب بالبهاق.
المرحلة المتوسطة (10-14سنة)
(شكلي بشع جداً!!)
يهتم الطلاب في المرحلة المتوسطة بشكل خاص بشكلهم، ويصبح (حتى الذين يملكون مظهراً جميلاً منهم) مهتمين بما يبديه الغير نحوهم ولا يرضون عن حجمهم ووزنهم أو حتى لونهم وتعابير وجوههم.
ويزداد هذا الاهتمام لدى الأشخاص الذين لديهم بعض التغيرات في شكلهم وهذه هي المرحلة الأصعب للطفل المصاب بالبهاق.
ولا ينبع الاهتمام بالمظهر ولكنه بنظرهم يرتبط برأي الأشخاص المحيطين به من الجنسين وبالتحولات المتعددة التي تطرأ على المصاب في هذه المرحلة من الحياة.
ويذكر العديد من الأطفال المرحلة الانتقالية من الابتدائية إلى المتوسطة بأنها تجربة صعبة بالنسبة لهم، فالطفل خلال سنوات المرحلة الابتدائية قد اعتاد على رفاقه والمعلمين وكذلك الجو المدرسي المحيط به كما أن بقع البهاق قد أصبحت شيئاً مألوفاً ومقبولاً من المجموعة ويأتي التغيير إلى المرحلة المتوسطة بما فيها من مدرسة جديدة وزملاء جدد لتطلق العنان للكثير من القلق في نفس الطفل.
وفي هذه المرحلة أيضاً يصبح الطفل أكثر نشاطاً ويشارك في الألعاب الرياضية الجماعية وخلال هذه الألعاب قد تظهر البقع البهاقية ويصبح خائفاً من فقدان زملائه لدى اكتشافهم ذلك.
وفي هذه المرحلة يخف الحماس نحو المدرسة والاهتمام بتطوير مهارات جديدة التي كان يظهرها الطفل في المرحلة الابتدائية ويحل محلها اهتمامات اجتماعية خصوصاً الرغبة في المشاركة كجزء من مجموعة وهذا ما يجعل تشتيت انتباه الطفل عن كونه مصاباً بالبهاق أصعب وأفضل طريقة للمعلم هي محاولة مناقشة قضية المظهر مع الطالب المصاب الذي تبدو عليه مظاهر القلق والاكتئاب.
ويمكنك كمعلم أن تنصح هذا الطالب بأهمية العلاج أو حتى بإخباره أن العلاج متوفر إذا كان لا يعلم بذلك، كما بإمكانك تقديم النصيحة له بخصوص توفر مواد التجميل الخاصة بالبهاق.
ولا يجب السماح بالاستهزاء بالطالب وعلى المعلم بذل الجهد لدمج الطالب في النشاطات الجماعية. ومن واجب المعلم أيضاً البقاء على اتصال مع الأهل بخصوص هذا الموضوع.
ولدى ظهور دلائل واضحة على مشاكل اجتماعية أو عاطفية لدى الطالب يفضل أن يقوم المعلم بتحويله إلى الإخصائي الاجتماعي أو لوحدة الخدمات الإرشادية لمشاكل الطلاب لتقديم الدعم النفسي له.
الطالب في المرحلة الثانوية
في الغالب يصبح البهاق لدى أكثرية الطلاب المصابين به في هذه المرحلة شبه عادياً.
وتتركز اهتماماتهم على تحديد مسارهم التعليمي الجامعي أو المهني والاجتماعي.
وفي الحقيقة فإن بقع البهاق التي كانت تزعج الطالب في عمر 13 سنة لا تعود موضع اهتمام كبير له في عمر 16 أو 17 سنة، وذلك لعدة عوامل أهمها أنه حدد مساره التعليمي أو المهني إضافة إلى ازدياد نضجه واقتناعه وثقته بنفسه مما يعوض له قلقه من إصابته بالبهاق.
ولدى ملاحظة القلق الزائد في هذه المرحلة العمرية لدى شاب مصاب قديماً بالبهاق فهذا مؤشر على حاجته للمساعدة والمعلم من أوائل الأشخاص الذين قد يلاحظون ذلك ويمكنه عندها تحويله للإخصائي الاجتماعي أو لوحدة الخدمات الإرشادية لمشاكل الطلاب.
وفي بعض الحالات يصاب الأشخاص بالبهاق في مرحلة متأخرة من فترة المراهقة وليس في بداية حياتهم وعندها قد تتغير الصورة تماماً لأن الإصابة في هذه المرحلة قد تؤثر على مظهر الطالب بشكل عنيف وتهز احترامه لذاته وعلى المعلم تقديم الدعم لمساعدته على التأقلم سواء كان عاطفياً أو باقتراح وسائل العلاج وحتى التحويل الإخصائى الاجتماعي أو لوحدة الخدمات الإرشادية لمشاكل الطلاب في حال ظهور بوادر الاكتئاب.
نصائح للمعلم / المعلمة
في جميع الحالات والفئات العمرية هناك نصائح عامة للمعلم والمعلمة لا يمكن الاستغناء عنها، ومنها:
1- قدم الدعم بالقدوة فإذا تجنبت لمس الطالب المصاب بالبهاق سيقوم الطلاب الآخرون بالشيء نفسه.
2- لا تتجاهل المضايقات من الطلاب الآخرين ولا تتردد في التدخل في الحالات التي تشكل أذى أو ألما نفسيا للطالب وحاول مساعدته على الاندماج في النشاطات اليومية.
3- حاول أن تشارك الأهل مشكلة طفلهم وتعريفهم بوسائل العلاج وطرقه إضافة إلى طرق تغطية البقع بالمكياج الخاص إذا كانوا لا يعرفون ذلك.
4- حوِّل الطالب المصاب بالبهاق والذي تظهر عليه علائم التأثير النفسي الشديد إلى إخصائي العلاج النفسي أو المرشد الاجتماعي أو لوحدة الخدمات الإرشادية لمشاكل الطلاب.
5- ابقَ على اتصال بمراكز العلاج ومراكز العلاج النفسي لمعرفة وسائل العلاج الحديثة والمساعدة في توفير نشرات التوعية الصحية المناسبة.
***
نصائح لمرضى البهاق
مريض البهاق ننصحك بعدم:
1 استخدام أي علاج عشبي خاصة عن طريق الفم دون استشارة الطبيب وتحليله كيميائياً وذلك للحفاظ على الكبد والكلى.
2 عدم استخدام مركبات الكوريتزون عن طريق الفم أو حقن العضل.
3 عدم الانصياع للدعاية لبعض الكريمات التي تعالج البهاق إلا بعد استشارة الطبيب لأن كثيراً من هذه الكريمات غير فعّالة مثل كريم Vitix المشهور حالياً.
4 عدم شراء بعض أنواع العسل المبالغ في سعره لأنه اتضح أن بعضها مخلوط معه مركبات كورتيزون وللأسف وبهذا الشكل تكون ضارة.
5 عدم تقشير الجلد للتخلص من البهاق لأن بعض المراكز يستخدم هذه الطريقة وللأسف فهي تزيد من البهاق ولا تقلل منه.
6 عدم استخدام أي مركب يحتوي على مبيضات للجلد مثل مركبات الهايدروكوينون Hydroquinone في أي مكان في الجلد لأنها تسبب البهاق.
|