د. أحمد العيسى محذراً مرضى البهاق:
هذه الأخطاء يجب الانتباه لها والعسل ليس علاجاً لكل الأمراض
الحذر ثم الحذر من الوصفات العشبية لأنهم يخلطونها بمادة الكرتزون

  أخطاء في علاج البهاق حقن الكورتيزون:
الكورتيزون Cortisone هو من العلاجات الفعالة في كثير من الأمراض وكما يقول البعض إنه شر لا بد منه فهو يفيد جداً إذا استخدم بالطريقة الصحيحة تحت إشراف طبي وقد يكون ضاراً جداً إذا تم صرفه عن طريق الصيدلية والاستمرار عليه دون استشارة الطبيب ففي مرض البهاق يمكن استخدامه ككريم ويفضل استخدام تركيزات ضعيفة أو متوسطة لمدة محدودة ولمناطق صغيرة لكي لا يتم امتصاصه بواسطة الدم.
أما استخدام الكورتيزون عن طريق أخذ الحبوب أو الحقن الشهري عن طريق العضل I.M.)) فهذا يعتبر ممارسه خاطئة قد تفيد في علاج البهاق ولكن سرعان ما يعاود التوقف ويكون المريض بين أمرين كلاهما مر، إما أن يستمر على إبر الكورتيزون وهذه ضارة جداً أو يتوقف عن أخذها وهذا يسبب انتكاسة وانتشاراً للبهاق.
العلاج الضوئي:
هناك ممارسات خاطئة في استخدام هذا الجهاز فقد شاهدت أن بعض المراكز تعطي هذا العلاج بشكل يومي وهذا كثير جداً والدراسات أوضحت أن مرتين بالأسبوع تكفي وتم مقارنتها 3 مرات بالأسبوع فاتضح أنها متقاربة.
والأفضل هو أن يبدأ المريض 3مرات بالأسبوع لمدة شهر ثم مرتين بالأسبوع.
ومن الأخطاء استخدام جرعات عالية جداً اعتقاداً من المركز أنه كلما ازداد الجلد احمراراً كلما تحسن المرض أسرع وهذا خطأ.
والدراسات الحديثة أوضحت أنه حتى لو لم يكن هناك أي إحمرار في بقع البهاق فإنه يتم التحسن.
بعض المرضى يستخدم حبوب oxsoralene أو ميلادينين أو نبات الاطمنطا ومن ثم يتعرضون لأشعة الشمس. هذا النوع فعّال جداً ولكن لا بد أن يكون بإشراف طبي.
فلا بد أن يفحص المريض عينيه قبل العلاج ولا بد أن يتأكد أن أنزيمات الكبد سليمة فيه وكذلك لا بد من لبس النظارات الشمسية بعد أخذ العلاج، وهناك تعليمات أخرى مهمة لا بد أن يتبعها المريض خلال العلاج حيث أنها 3 مرات بالأسبوع فقط إذاً لا بد من الإشراف الطبي القريب.
كريم Vitix :
وهذا الكريم تم تسويقه في الآونة الأخيرة لعلاج فعال للبهاق وأقبل عليه الناس حيث أنه صناعة فرنسية، تم تسويقه في المملكة ليس للعلاج وإنما كمستحضر تجميل وسعره 280 300 ريال وهو عبارة عن أنبوب صغير اعتقد كثير من الأطباء أنه فعّال وقد تم عمل دراسة علمية دقيقة عليه في العيادة واتضح عدم فعاليته أبداً حيث أنه لم يشاهد أي مريض تحسن بعد هذا العلاج فأنا لا أنصح باستخدام هذا العلاج لعدم فعاليته.
العلاج الجراحي:
العلاج الجراحي قديم حديث، قديم من حيث الفكرة حديث حيث تطورت تلك العملية التي يجب أن يكون لها ضوابط عملية في اختبار المريض حيث أن هناك شروطاً يجب أن تتوفر في المريض قبل أن تعمل له تلك العملية.
وقد شاهدت بعض المرضى عملت لهم عمليات خارج هذه البلاد قد تسببت في تشوهات وعاهات دائمة والسبب هو أن التقنية التي استخدمت قديمة وكذلك اختيار المريض لم يكن موفقاً.
وحالياً تتوفر أحدث العمليات الجراحية Autologus Culture graft والتي لا تسبب حدوث ندبات في الجلد ولا في المكان المأخوذ منه الجلد ولا في مكان الزراعة.
مركبات الكورتيزون الموضعية:
كريمات الكورتيزون فعالة ولكن يجب استخدامها عن طريق الطبيب فقط لأن استخدام بعض المركبات القوية لمدة طويلة وفي بعض الأماكن من الجسم قد يكون له تأثيرات سلبية مثل استخدامها عن طريق الفم أو العضل وقد شاهدت كثيراً من المرضى يذهب إلى الصيدلية ويعرف كريم الديرموفيت dermovate لمدة طويلة دون مشاورة الطبيب وهذا خطأ شائع وللأسف يجب أن يتنبه له المريض.
العسل:
لا أحد يشك بأن العسل علاج رباني حيث قال تعالى: {فٌيهٌ شٌفّاءِ لٌَلنَّاسٌ} كما تم ذكر فائدة العسل في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ومما لا شك فيه أنه شفاء للناس ولكن هو ليس علاجاً لكل داء بل أحياناً قد يكون ضاراً مثل مرض السكر حيث أنه يحتوي على سعرات حرارية عالية.
ما يزعجني في هذا الموضوع هو بعض الإعلانات التجارية عن العسل وتسويقه بطريقة (لا بهاق بعض اليوم) وتحتوي بعض الإعلانات أو المحلات صبغة دينية تشجع المريض وتقنعه بفعالية هذا العلاج فيقبل عليه ويشتريه بأسعار لن أذكرها هنا لكي لا أتهم بالمبالغة وكما قلت في السابق أن المبالغة بالسعر تجعل المريض يتعلق بالعلاج معتقداً أن فعاليته أفضل.
كان لي حديث هاتفي مع أحد المسوقين لهذا العلاج طلبت منه أن يرسل لي في المركز الوطني للبهاق أحد المرضى الذين استجابوا لهذا العلاج فتردد كثيراً ولم يقبل أخيراً، وأنا لم أشاهد حتى الآن مريضا استجاب لهذا العلاج.
وهذا لايقلل من شأن العلاج بالعسل ولكن يجب أن لا نحمل الآيات والأحاديث أكثر من معناها لكي لانسىء إلى ديننا من حيث لا نعلم.
لكنها حقيقة تجارة رابحة إذا ما قارنت تكلفة هذا العسل بنتيجة بيعه وللأسف.
وأرجو ألا يفهم القارىء أنني أدعو لعدم شرب العسل لا بل منه شفاء بلا شك، وثبتت فعاليته لأمراض كثيرة وأنا ممن جربه خاصة للمعدة كما ورد في الحديث الشريف.
العلاجات الشعبية:
وبما أن مرض البهاق مرض قديم ومعروف منذ عهد عيسى عليه السلام وهو مرض جلدي مزمن فلا بد أن فيه الفتاوى الطبية، فهناك مراكز كثيرة شعبية لعلاج البهاق ونرى أن معظم تلك العلاجات هي علاجات غالية الثمن ومبالغ في سعرها الحالي فإذا رآها المريض اعتقد أنها فعّالة لأنها غالية، وياليت أن المشكلة في هذه العلاجات هي أنها غالية فقط ولكن معظمها غير فعّال وليتها كذلك فقط بل إن بعضها ضار للصحة، ولا أنسى تلك المريضة التي كانت تتعاطى أعشاباً عن طريق الفم لعلاج البهاق واتضح أن عندها ارتفاعاً في أنزيمات الكبد وبداية تليف كبدي.
لقد عرف بعض العشابين أن حبوب الكورتيزون وعلاج Methotrexate ميثوتركسيت وغيرها من العلاجات المناعية مفيد لعلاج البهاق (ونحن معشر الأطباء نعلم أنها فعالة ولكن لا نعطيها المريض لأنها تؤثر على الكبد والنخاع العظمي والكلى) فخلط هؤلاء العشابون تلك العلاجات مع بعض الأعشاب واعطوها المريض بجرعات غير مدروسة وبدون أي تحاليل دم، فإذا ما أخذها المريض فرح لسرعة الفعالية ولكنه سرعان ما يكتشف أن هناك تأثيرات على الأحشاء الداخلية.