تعقيباً على ما نشر في عزيزتي الجزيرة تحت عنوان «نعم قوامة الرجل في خبر كان». بقلم الأخ سليمان العقيلي في يوم الاثنين 26/شوال 1423هـ في عدد الجزيرة 11050.. أخي في الله.. في زمن التفتح الذي نعيش به، وفي زمن الشبكة العنكبوتية كما يحلو للغير أن يطلق عليها هذا المسمى وفي عالم القنوات الفضائية وتكنولوجيا العصر.. سلب الرجل قوامته بنفسه.. وليس هناك من أخذها منه عنوة.. سلبها وهو يدرك ما يفعله وما الذي سوف يترتب عليها بعد ذلك.. هي يا أخي الفاضل قيم في مهب الريح أضعناها كما أضعنا العديد من القيم قبلها، انظر حولك وقل لي هل العصر الذي نحن به حالياً وما به من مغريات يجعل أي امرأة تحتفظ بأنوثتها «إلا من رحم الله»، يا أخي لا بد للسفينة أن تبحر كما لا بد أن يكون لها ربان وبما أن ربان السفينة في لهو من أمره إذن في هذه الحالة أصبح لا مفر من البديل الذي لا يخرج عن إطار الأسرة وها هي المرأة شمرت عن ساعديها وتولت قيادة السفينة اعتقاداً منها بأنها سوف تنجح.. ولكن ولأقف عند لكن هذه.. قد دفعت المرأة من نفسها وحياتها ما لم تدفعه من قبل إلا وهي أنوثتها المفقودة في زمن التحلل الأسري.. أنا لا أضع اللوم جميعه على الرجل فلا بد أن تتحمل المرأة جزءاً من اللوم ولكن أين قوامتكم التي تهتفون بها أم أن هذه القوامة لا تظهر إلا عندما يأتي الراتب الشهري إذا كانت معلمة أو موظفة. أخي فكِّر بعقلك قبل عاطفتك ما الذي جعل معظم الرجال يرفضون الزواج إلا بمعلمة أو موظفة تدر له الأموال بين الفينة والفينة وتحت هذا الضغط القاسي تقبل المرأة وهي غير مقتنعة تماماً بهذا الزواج التجاري البحت وتضرب بأحلامها ورومانسيتها عرض الحائط وتبدأ رحلة التوجه نحو المجهول.. قابلة بأن تكون الرجل والمرأة في آن واحد وحتى لا تخسر أطفالها ومنزلها كان لا بد لها أن تختفي خلف قناعها المزيف وتظهر بخشونة أكثر مع أنه يغلب على الظن أنها تبكي حسرة وألما على أنوثتها الثكلى ولتضمن لنفسها العيش في هذا الزمن فعلت ما رأيت رافعةً شعار «إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب». يا أخي في الله معظم المنازل حالياً وللأسف تقوم على إعالتها نساء والرجال في خبر كان كما قلت ولكن كان هذه هي سهراتهم الخارجية أو سفرياتهم التي لا تعلم ما يحصل بها..أمعن النظر جيداً في هؤلاء الرجال وقل لي على أي أساس ترتكز قوامتهم على الثوب و«الشماغ» أم على تعاملهم مع أسرهم قبل غيرهم، لقد نسي الرجل أن هناك واحة تدعو النفس والعقل والبدن في التفكير بها ألا وهي واحة المنزل الذي يقوم على كتاب الله وسنة نبيه لا على رغباتهم وأمانيهم الدنيوية القائمة تحت بند التحلل من العادات القديمة في نظرهم ليترك الزوجة تتخبط في اللا شيء والاطفال بدون اعتراف مادي.. وبعد ذلك تريدنا ان نجعل الاطفال يتضورون جوعاً من أجل قوامة رجل لا يعرفها إلا وقت الحاجة.. ولا تنس أن وراء كل امرأة مسترجلة رجلاً مستأنثاً دفعها لما هي عليه الآن وأصبح القانون السائد لدى معظم فتياتنا ظل حيطة ولا ظل رجل.. هذا من الأمور السلبية التي جرتها علينا قوامة الرجل.. من المؤسف بأن جعلت من نفسك الحكم والجلاد.. وجعلت من تعقيبك سوطاً لاذعاً تضرب به على الوتر الحساس في جسد امرأة عانت كثيراً بسبب تلك القوامة المزيفة.. يا أخي أمعن النظر مرة أخرى وقل لي هل الرجل حالياً كما هو سابقاً..؟ بالطبع لا.. فقد سيطر عليه الميوعة والاتكالية.. وما زاد الطين بلة أنه أصبح ينافس النساء في أدواتهن التجميلية التي من المفترض أن تكون خاصة بها.. ليكن لدينا قليل من الموضوعية في طرح قضايانا.. وليكن لدينا رؤية شاملة على جميع الزوايا في الحياة الأسرية.. قبل أن نقذف بالاتهامات على كل من «هبَّ ودبَّ» وليس من رأى كمن سمع..
في نهاية تعقيبي هذا تذكر بأني أتكلم عن فئة تشكِّل الأغلبية في وقتنا الحالي ولا تنس أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن يظل هناك الكثير من الاحاديث والمفاهيم التي لا تتسع لها الكتب.. أتمنى أنني قد أوصلت لك جزءاً من تلك المفاهيم التي تبقى توقظ ضمير الكاتب الحي.
أما عن الجزء الآخر من الرجال والنساء فهذه قصة اخرى سوف احكيها يوماً من الأيام بإذن الله.لك مني ولقراء الجزيرة جزيل الشكر والعرفان على هذه الأريحية التي لا أجدها في كثير من البشر، ودمتم..
فاتن مبارك الحربي /الرس
|