|
|
تعد المؤسسات التعليمية وخاصة المدارس في مراحلها الثلاث من أهم العوامل في توجيه سلوك أفراد المجتمع وبقدر اختلاف تلك المدارس في علاقتها بالطالب ومنهجها في رعايته بقدر مايكون الاختلاف ظاهرا في سلوك الأفراد خارج المجتمع المدرسي ونحن إذ نعول كثيرا على المدارس لما وفرت لها الدولة من دعم كبير لادراكها بأهمية دورها في صيانة المجتمع وحفظه لنرى ان لنا دورا مهما لا يقل عن أهمية أركان العملية التعليمية الأخرى وهذا ما لمسناه من نداء وزارة المعارف لافراد المجتمع للادلاء بالمقترحات والافكار التي تدعم موقفها وتسهم في دفع العملية التعليمية إلى الأمام.. والحديث عن التعليم يطول ولكنني سأقف عند محور معين أرى ان علينا ان نعيد النظر فيه كثيرا وهو ما دور المدرسة بعد ان تغلق أبوابها صباح كل يوم؟! ولاشك ان المدرسة قد بذرت بذرة الاقدام والعطاء في طلابها ولكن ماذا عن رعاية الطالب بعد انتهاء الدوام الرسمي يوميا أو في الاجازات الصيفية وهذه أسئلة تفتح لنا آفاقا للنظر في كم ضخم من الحلول قد تتعدى إلى إعادة النظر في توزيع ساعات العمل الصباحية ومدى مناسبة المقررات الدراسية ومرونتها ان استغلال طاقات الطلاب وتطبيق المثل والآداب التي تعلموها تحت إشراف معلميهم وبدعم مدارسهم يستوجب دراسة الأمر بعمق وتفعيل دور المدارس في الأحياء لتكون مشاعل إضاءة ونور هداية يقتبس منها أهل الحي جميعا فلماذا لا تكون في كل حي من الأحياء مدرسة متميزة تقدم خدماتها المسائية لأهل الحي كبارا وصغارا بعيدا عن الجو الرسمي؟.. كم نحن بحاجة إلى مدرسة كبرى تفتح مكتبتها للباحثين والقراء وحلقات تحفيظ وتعليم للقرآن الكريم والسنة النبوية والأنشطة الثقافية والمهنية وتقدم خدمات الحاسب الآلي من تعليم وتدريب وتوجيه مباشر لاستغلاله في النافع المفيد.. وكم نحن بحاجة إلى اهتمام بالنشاط الرياضي بطرق تربوية وعلمية منظمة في اجواء تنافسية مهذبة، إننا بذلك وغيره مما لا يتسع المجال لذكره نكون قد فعلنا دور المدرسة وصرفنا الطلاب عن الأضرار السيئة التي قد تلحقهم من تلمس مايسد فراغهم ولو كان ضارا قاتلاً مابين صديق سوء أو مقهى جذاب أو إيذاء الآخرين بكافة الصور التي لاتغيب عن كل مطلع قد يكون الأمر في بدايته غير مشجع أو تعتريه بعض الصعوبات ولكن حتما سنجني النتائج ولو بنسبة معينة ان القيام بوضع برامج ترفيهية وأنشطة طلابية مسائية اسبوعية بمشاركة بعض القطاعات الخاصة وبإدارة تربوية ليسهم في الحد من ضياع الشباب وضياع تلك المعلومات التي حفظوها من معلميهم ان دور النشاط الطلابي لا يقتصر على حصة نشاط هزيلة مقدارها نصف ساعة تشجع الطلاب على الفوضوية وتثبط من عزائمهم وهم يرون النشاط الذي تدعوهم إليه المدرسة بهذا الوضع المزري حيث لايعدو كونه عمل صحيف حائطية وتعليقها ان الشباب يعيشون امراً مؤلما يرجون من مدارسهم انتشالهم منه، فالشباب طاقة وطاقاتهم مابين طاقة معطلة أو طاقة مهدرة أو طاقة مسلوبة من لصوص القلوب والأعراض ولا سبيل في احتوائها إلا بتفعيل دور المدرسة التربوي خارج وقت الدوام الرسمي لتكون هناك لحمة تربوية بين الطلاب ومعلميهم الذين لن يقصروا كما عهدناهم باذلين لأوقاتهم وأموالهم لمصلحة وطنهم وأبنائهم، ومع ذلك فبطرق إدارية منظمة تعتمد على تحقيق الهدف المراد تحقيقه من المعلم بغض النظر عن نصابه الذي أصبح عائقا كبيرا أمام إبداع المعلم وسدا منيعا بينه وبين علاقته الاجتماعية بالطلاب ان اضطلاع المدرسة بدورها التربوي كبرنامج عملي واضح يتجاوز الادراج والرفوف وقاعات المؤتمرات والندوات وسطور البحوث الاجتماعية ليجعل الشباب يقبلون على المدرسة برغبة صادقة ويشتاقون إليها ويعدونها حضنا دافئاً وبيتا ثانيا يصقل مواهبهم وينمي مهاراتهم ويحل مشاكلهم التي لم تجد من معلم الصباح بشاشة لانشغاله بنصابه ولم تجد من صديق السوء في المساء إلا تعاسة ونكدا وهكذا يقبل الشباب على المدارس لتنام الاحياء هادئة وتسير المركبات آمنة وينعم الوطن برجال المستقبل الذين تحقق فيهم بإذن الله عمق الانتماء للمجتمع وحب الخير للغير وتهيأوا علما وعملا لخوض مرحلة جديدة في حياتهم الأسرية والاجتماعية ليقفوا أقوياء لا خشبا محشية بالمعلومات دون ان يفقهوها أو يمارسوها.. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |