Saturday 25th January,2003 11076العدد السبت 23 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أيام الاختبارات هل أصبحت شبحاً يهدد حياة أبنائنا؟! أيام الاختبارات هل أصبحت شبحاً يهدد حياة أبنائنا؟!
د. المعيلي: على أولياء الأمور إدراك مخاطر الفترة الصباحية التي ينشأ عنها تصرفات طائشة

* الرياض منصور البراك:
تبدأ يوم السبت اختبارات الفصل الدراسي الأول في وقت استنفرت فيه الأسر جهدها ووجهت جهود أبنائها لتحقيق نتائج جيدة في هذه الاختبارات التي تتغير فيها المؤثرات وبرنامج الطالب اليومي والمدرسي بخروج الطلاب من الاختبار في وقت مبكر من الصباح إلى منازلهم فيما يظن الكثير من الآباء بينما الواقع أن هذه الفترة تكون فرصة لممارسة الكثير من السلوكيات والمظاهر المرفوضة والتي تحدث لأسباب مختلفة يكون لبعضها أثر وصدى في المجتمع كالحوادث المرورية والبعض الآخر تظهر آثاره على المدى البعيد كالتجمعات غير الصحية والمقاهي والمعاكسات وغيرها ولذا فقد أكدت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض على ضرورة توعية أولياء الأمور وحثهم على الاهتمام بأبنائهم خاصة خلال فترة الاختبارات، وأوضح المدير العام للتعليم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي أن الإدارة ومن منطلق واجبها نحو طلابها وحرصها على وقايتهم من كل الأخطار التي يتعرضون لها في الفترة الصباحية بعد نهاية الاختبار تأمل من جميع أولياء الأمور والآباء توجيه أبنائهم إلى ضرورة استثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، كما تؤكد على أهمية معرفة مواعيد بدء الاختبارات ونهايتها في كل يوم، وإدراك مخاطر هذه الفترة التي ينشأ عنها تجمعات للطلاب خارج المدارس وبصور مختلفة ومزعجة يمارس من خلالها تصرفات غير لائقة وطائشة تخالف الآداب العامة وتؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.
ودعا الدكتور المعيلي في ختام حديثه أولياء الأمور إلى الاستفادة من خدمات المرشدين الطلابيين المتواجدين في المدارس، حيث إنهم يسعدون كثيرا بتواصل وتفاعل رب الأسرة معهم مضيفاً: إن تعاون الأسرة ومتابعتها المستمرة هو السبيل الناجح في التغلب على الكثير من الأخطار التي تهدد أبناءنا في هذه الفترة الحرجة من العام الدراسي سائلاً الله جلت قدرته أن يحفظهم من كل مكروه.
ومن جانبه قال الشيخ خالد العتيق رئيس فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحي الشفا: إن أبرز السلبيات والملاحظات على الشباب أيام الاختبارات التجمع حول البوفيهات والتموينات والشوارع ويحصل من جراء ذلك احتكاك كبار السن بالصغار واستدراجهم والدوران بسيارتهم حولهم ثم يحصل التعرف عليهم وإركابهم في سياراتهم ويحصل ما لا تحمد عقباه كذلك يذهب البعض إلى المقاهي دون علم والديهم ويجلسون بالساعات أمام القنوات الفضائية ويشربون الدخان والشيشة ومن ثم يكون ضحية في أيدي رفقاء السوء من خلال هذه المقاهي وقد وقع بعض الشباب في المخدرات عن طريق ارتياد المقاهي ومن السلبيات في أيام الاختبارات التي تظهر على الطلاب قيام البعض منهم بالتحرش بالطالبات والدوران حولهن بسياراتهم عند خروجهن من المدارس ومعاكستهن والاجتماع بكثرة حول الأماكن والمساحات التي يكثر فيها التفحيط ويقوم الشباب المراهقون بمزاولة مهنة التفحيط وأشار العتيق إلى أن الفترة بعد الخروج من الاختبار يكون فرصة للمنحرفين وكبار السن لاستدراج الأحداث إلى الاستراحات والبراري والمخيمات بالثمامة مما يؤدي إلى وقوع هؤلاء الصغار في شباك الرفقة الفاسدة ويرى الشيخ العتيق أن الحد من هذه الظواهر يقع على كل من المدرسة والوالدين والخطباء والأئمة في المساجد مبيناً أن للمدرسة دوراً بارزاً في التخفيف من هذه الظاهرة الخطيرة عن طريق توجيه الناشئة التوجيه السليم وتحذيرهم من عواقب هذه السلوكيات على الفرد والمجتمع واستضافة المشايخ وطلاب العلم ليقوموا بدورهم في تربية الناشئة وتحذيرهم من آثار هذه السلوكيات والوالدين بمتابعة الأبناء بعد خروجهم من الاختبار فإن في هذا تقليل من اتساع هذه السلوكيات وإذا وجد الابن من أبيه المتابعة بعد خروجه من الاختبار سيولد عند الابن المراقبة الذاتية ومن ثم ينصرف إلى منزله فور خروجه أما الإمام والخطيب فإنه من المهم أن يكون عنده فقه للواقع وما يحدث في حيه بحيث يوضح للآباء في خطبته خطورة هذا التساهل بالأبناء ويذكر السلبيات والسلوكيات والمخاطر التي يرتكبها الأبناء ويقعون فيها دون علم الآباء بها ومن ثم يذكر العلاج والتوجيهات ودعا الآباء المعلمين إلى تقويم أخلاق أبنائهم وسلوكهم بالمحافظة على الصلاة جماعة مع المسلمين والتحذير من المعاصي والمحرمات وغيرها من الأمور التي ستكون سبباً في استقامتهم مؤكداً أن الرعاية في قول الرسول صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» لا تعني فقط تأمين الملابس الثمينة والمركب الفخم والسكن والقصور الشامخات إنما تكمن أيضاً في حسن التربية والمحافظة على الرعية والقيام بما أمر الله به ورسوله من تعليم الرعية لأوامر الدين الإسلامي ووجه الشيخ العتيق دعوة لأولياء الأمور الذين يغيبون عن بيوتهم طويلاً في الاستراحات وغيرها ويتركون أبناءهم يتصرفون كيف يشاؤون دخولاً وخروجاً دون حسيب ولا رقيب بحسن النية والسبب الاشتغال بالدنيا والاستكثار منها وكفانا وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يضيع من هم في رعايته؛ فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول» وقبل ذلك قول الله تعالى: {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا قٍوا أّنفٍسّكٍمً وّأّهًلٌيكٍمً نّارْا وّقٍودٍهّا النّاسٍ وّالًحٌجّارّةٍ عّلّيًهّا مّلائٌكّةِ غٌلاظِ شٌدادِ لاَّ يّعًصٍونّ اللهّ مّا أّمّرّهٍمً وّيّفًعّلٍونّ مّا يٍؤًمّرٍونّ}.
من جانبه، أشار صالح بن عبدالرحمن الهدلق مدير شؤون الطلاب بتعليم الرياض إلى أن سلوكيات الطلاب في هذه الأيام أيام الاختبارات قد تعود إلى الضغط النفسي الذي ينتج عن إعطاء الاختبارات درجة عالية من الاستعداد تخرج بها عن المعتاد بينما أن المفترض أن يكون الاستعداد منذ أول العام الدراسي مشيراً إلى أن لائحة تقدم الطلاب الجديدة خففت من حدة الاختبارات وقللت من الرهبة الموجودة سابقاً ولكن ما زال هناك أثر ناتج من خروج الطلاب في وقت مبكر من المدرسة مضيفاً أن المدارس ومن خلال المرشدين الطلابيين والمعلمين تسعى إلى حث الطلاب على الالتزام بالخلق والآداب وهذا هو الدور التربوي للمدرسة ولكن في ظل تنافس مصادر التلقي المختلفة من وسائل إعلام وشبكة المعلومات العالمية الإنترنت وغيرها.
ودعا الهدلق جميع أولياء الأمور إلى التعاون والتكامل مع المدرسة لتلافي الكثير من الأخطاء التي تحدث في مثل هذه الأيام.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved