في معمعة الضغوط النفسية .. تضيع المشاعر .. وتُسرق من الحياة اللحظات الجميلة .. وفي مشوار الركض والكفاح تُدهس آلاف الوردات في الطريق ولا أحد يلتفت إليها .. والمشاعر الجميلة بين الأزواج .. تضيع في هذا الزحام وتتصعد لحظات الاختلاف ويتناثر ورق الورد تحت أقدام الضغوط الحياتية اليومية .. وهل كل الرجال يملكون من الحكمة والتروي ما يجعلهم أكثر روية في اختيار قرار الحسم الأسري ..
وهل كل النساء رحبات الصدر قادرات على فهم الخط الدقيق الذي يفصل بين الحب وتضحياته والكرامة وهدرها.
لذلك تضيع أسر كثيرة .. وتتهاوى بيوت ظلت صامدة تعاني من الصقيع بالرغم من وجود المشاعر والدفء .. ولكنه ماتائهين لم يصلا إلى نقطة التقاء ..
وسعدت بمشروع ابن باز الخيري وتبنيه إقامة قسم للاستشارات النفسية المتعلقة بالأسرة وحلول مشاكلها.
وكأنه بذلك لا يكتفي بدوره في تزويج الشباب ومساعدتهم بل هو لا يتركهم عند هذه المحطة .. يغرقون في بحر المشكلات وقد يخسرون لحظاتهم الجميلة وينهون عذوبة حياتهم بالمخرج الذي وصفه الله تعالى «بأنه أبغض الحلال إليه» .. وهو الطلاق وهذا القسم أفاد أسراً كثيرة وساهم بتقليل نسب الطلاق بين الأسر التي احتاجت إليه واستشارته ..
وأعتقد أن الإكثار من تبني مثل هذه الأقسام أسوة بالقسم الآخر الذي تتبناه وزارة العمل أيضا هو مدعاة لتحري أسباب الخير والدفع بالأسرة السعودية إلى تجاوز أزماتها مع الواقع وفهم متغيراته ..
فالأسرة لا شك انها تمر بمحك عظيم .. فالظرف الاقتصادي والمتغير الإعلامي والسياسي كلها عوامل أحدثت تأثيرات رأسية على الأسرة وفي توقيت واحد .. جعلتها في كثير من الأمور تتصادم عبر أقطابها الأم والأب فيخسر الأعضاء الفرعيون فرصتهم في حياة آمنة ومستقرة.
** إن انتشار مثل هذه المراكز الاستشارية الخيرية والمجانية من شأنها المساهمة في تثقيف الأسرة السعودية ومنحها برنامجا تفاعلياً مع أزماتها والخروج منها بدون خسائر .. بل استثمارها لكي تكون وقوداً يدفعها إلى التماسك والقوة ..
** والضغوط الحياتية والعملية هي آفة العالم بأشمله وتعاني من كافة الطبقات، لكن يبقى التعامل معها هو الذي يتباين بين هؤلاء ..
فمن جلسات تدفع بها آلاف الريالات لتنقية النفس وإذهاب الضغوط، عند الموسرين.
إلى الفضفضة والصراخ والتشابك بالأيدي عند البسطاء الذين يصبح الهاتف المجاني لمركز استشاري هو أقصى ما يحلمون به لتجنب الآثار العكسية التي قد تؤدي بالأسرة وأفرادها إلى طريق الله سبحانه هو العالم به ..
** نقدِّر خطوة مشروع ابن باز الخيري .. ورحم الله فضيلة العلامة الشيخ ابن بارز ونفع بعلمه ومشاريعه سائر المسلمين .. اللهم آمين .
|