* تبوك عبدالرحمن العطوي:
في أقصى أحياء تبوك الجنوبية يقبع شاب «ثلاثيني» شارد الذهن، يمسك بين أصابعه بسيجارة دخان، ملابسه رثة ومقيد بالسلاسل في قدمه اليمنى بعد أن ثبت طرف هذه السلسلة إلى جذع شجرة، حيث تسمح له طول هذه السلسلة بحرية التنقل داخل مقره.
«الجزيرة» زارت الشاب وكان هادئاً ولم يبال بحضوري وكأن لم يأته أحد من قبل.. طرحت عليه عدة أسئلة لكنه لا يرد بأي إجابة سوى انه يرغب في شرب الشاي والتدخين ويرفض الطعام.
«سعود» بالرغم من شدة البرد وعدم وجود ما يهيئ المعيشة داخل هذه العشة التي يعيش فيها والتي تمتلئ بأعقاب السجائر ما أن اقتربنا منه حتى أطلق صيحة قوية ثم ما لبث أن عاد لوضعه الطبيعي.
أحد أشقاء «سعود» حضر للمكان وسألته عن حالته وأوضح ان شقيقه يعاني من هذه الحالة منذ عشرة أعوام وما زال يعيش العزلة رغم اننا ذهبنا به إلى العديد من المستشفيات في المملكة وتم علاجه في مستشفى الصحة النفسية بتبوك وما أن يدخل المستشفى لعدة أيام حتى يخرجوه منها.
وبسؤاله عن سر القيد الحديدي بقدميه أجاب بقوله عندما يترك حراً يهيم على وجهه في الطرقات فنخشى عليه من السيارات وحوادثها مما اضطرنا لوضع هذا الحديد في قدمه وحتى الأهل في المنزل لا يستطيعوا أن يتركوه بداخله لأنه أحياناً تنتابه بعض الحالات وفي ذلك خطورة على الأطفال.
وأفاد أن شقيقه غير متزوج، معرباً عن أمله أن يجد الجهة التي ترعاه داخل المملكة وتأخذ بيده بدلا من تركه في هذا الحال والمكان الذي يعيش فيه .. مؤكدا أنه لا يزال يحتاج لمن يعتني به ويوفر له الخدمات ويتولى شؤونه.
|