بعد نجاح أولى عمليات التخصيص والتي تمت لشركة الاتصالات السعودية والتي يسجل هذا النجاح الى سياسة الدولة من خلال وزارة المالية والى الشركة نفسها التي أعادت هيكلة الشركة خلال السنوات الأربع الماضية من خلال التطوير المستمر سواء كان إدارياً أو تقنياً واقفال باب الانتظار لجميع الخدمات تقريبا وتخفيض مستمر للأسعار لن يتوقف، وحتى أنها أصبحت شركة خاصة تنظر للربح وبنفس الوقت الى تقديم الخدمة المميزة بكل جوانبها من جودة وسعر وتوفير لها ولكل المناطق أو بالطريق لأن تكون شعارا جديدا لها «من يطلب الخدمة» بدلا من سؤال المستهلكين سابقا «أين الخدمة».
بعد حملة الاكتتاب الناجحة، والتي توقع لها الكثير النجاح وبنفس الوقت تخوف البعض بدون مبررات واضحة، ولقد أكدت بمقالات سابقة ومن خلال حديث إذاعي الى ان التغطية سوف تتم لمرة ونصف أو مرتين على الأقل، ولكن التغطية تمت ثلاث مرات ووصل المبلغ الى 37 ملياراً ونصف المليار تقريبا، وهذا الرقم الخاص بالتغطية والاكتتاب يعطي دلالات كبيرة للوضع الاقتصادي، ليؤكد الى توفر السيولة المالية، مستوى الثقة بشركة الاتصالات وبالتالي الاتجاه نحو التخصيص المستقبلي لبقية القطاعات في حال كانت شفافيتها عالية كما هي الاتصالات ومربحة وقطاع واعد مستقبلا حتى في ظل المنافسة، وتؤكد نسبة التغطية الى حاجة القطاع الخاص والأفراد الى قنوات استثمارية تريد الاستثمار بها في حال توفر الشركات والقطاعات المربحة أو ما يتم قراءة من خلال الميزانيات التي تنشر، وهي النشرات التي من خلالها يمكن تحليل وضع الشركة ومستقبلها وكل ما يمكن ان يحتاجه المستثمر.
سيطرح سهم «الاتصالات» كقطاع منفرد بالسوق المالي، وبالتالي مؤشر الى الشركات التي «قد» تتبعها مستقبلا وستكون في حلبة المنافسة وهي في النهاية ستكون في صالح الاقتصاد الوطني من خلال مزيد من الضخ المالي لرؤوس المال ومن خلال التوظيف ومن خلال الخبرات التي ستقدم والتقنيات. ويتساءل الكثير بكم سيكون سعر سهم «الاتصالات»، وهو سؤال لا يمكن لأحد ان يجيب عليه إلا بعد ان يطرح في السوق المالي يوم السبت الموافق 25/1/2003، وهو أول يوم اكتتاب وبسعر سيكون بسعر الاكتتاب 170 ريالاً كسعر افتتاحي بالسوق، ولكن يطرح الكثير السؤال الملح والمتكرر جدا، كم سيصل سعر السهم لأول يوم وثاني يوم وبعد أسبوع وشهر؟! ولا أحد يمكن له التنبؤ بسعر للسهم أيا كان السعر لا بالارتفاع ولا بالانخفاض، فقط هي تخمينات وتوقعات وقراءات قد لا تخضع لأي معيار موضوعي للسعر سواء لميزانيات أو أرباح أو استثمار الأصول، بل ستكون هناك حالة من التذبذب الشديد للسعر لا يمكن ان تثبت السعر بحد محدد، وبتصوري الشخصي ان السعر لن يهبط عن سعر الاكتتاب بل سيرتفع.
وقد لا آتي بجديد حين أقول ان هناك اعلانات وسوقاً خارج السوق وقبل الطرح بالسوق تتداول السعر ما بين 200 الى 220 ريالاً للسهم، وهذا يعطي مؤشراً الى ان هناك ارتفاعاً محققاً وربحاً محققاً، بل السعر قد يصل الى 250 ريالاً خلال أيام محدودة من الطرح وقد يصل الى 270 الى 300 خلال شهر من التداول، وستمر فترة من الشهر الى الشهر ونصف حتى يثبت السعر عند حد معين ويتذبذب السعر عند ذلك الحد، ويتوقع لسهم الاتصالات ان يكون سهم مضاربة قبل أن يكون سهم استثمار للكثير، وسيكون فرصة كبيرة للكثير من المضاربين، خاصة حين يقوم صغار المساهمين ببيع أسهمهم مع أول ارتفاع فهم يريدون ربحاً سريعاً لاعتبار انه دخل لمجرد كسب القليل من أسهم أقل، وهي ستجد الفرصة لدى الكبار للوصول لكميات كبيرة كعملية تجميع للسهم وادخارها للمستقبل القريب حين يرتفع السهم ويعاد بيعها وهكذا. من الأفضل ولمن يستطيع الصمود بعد البيع حتى يثبت السعر عن مستوى يتذبذب حوله السعر بنسبة 5% ارتفاعاً وهبوطاً، وحتى لا يفقد الكثير من الربح للسهم، فمع كل تسريع لعملية البيع بعد التداول ستعني مزيدا من الفاقد الربحي للسهم ولا أقصد هنا ان الجميع يحتفظ بأسهمه وإلا لن يكون هناك تداول، ولكن ما أقصده هو اختيار الوقت المناسب للبيع كما هو الشراء دائما، وهنا المحك الحقيقي لفهم لعبة السوق المالي السعودي.
|