* واشنطن - دبي:
رويترز.قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» ومحللون عسكريون ومسؤولو شركات نفط ان أي حرب أمريكية تشن على العراق ستتضمن السعى لتأمين المنشآت النفطية وابقاء توقف التصدير في أدنى حد ممكن.
وأضافوا ان هناك مبالغة على ما يبدو في المخاوف من ان يحدث الهجوم على العراق ثغرة كبيرة في امدادات النفط العالمية لفترة طويلة مما يؤدي الى ارتفاع الأسعار ارتفاعا كبيرا لفترة طويلة.
وفيما امتنع البنتاجون عن الخوض في تفاصيل أي أهداف محتملة لأي هجوم على العراق إلا ان متحدثا باسمه قال لرويترز: ان من الجنون الاضرار بمنشآت نفطية.
وأضاف المتحدث «اذا كنا لا نريد ان يحرقها العراق فمن باب أولى الا نحرقها نحن. فالنفط سيمول اعادة البناء».
وقال مسؤول تنفيذي كبير في شركة نفط كبرى في تعليقات تعبر بدق عن وجهة نظر صناعة النفط السائدة بين الشركات التي اتصلت بها رويترز «نتوقع توقفا لصادرات النفط العراقية يستمرمن أسبوعين الى أربعة أسابيع وقمنا بتغطية أنفسنا».
وتابع قائلا «يشير استقراء الموقف الى ان القوة الطاغية للجيش الأمريكي ستدمر العراق في غضون فترة زمنية قصيرة جدا.».
والى جانب حقول النفط لن يتعرض انبوبان لتصديرالنفط العراقي عبر تركيا وميناء البكر جنوب العراق للقصف.
وربما تستهدف مستودعات لتخزين النفط لقطع خطوط الامداد العسكرية من البنزين والسولار لكن لن يكون لذلك أي تأثير على تجارة النفط الدولية.
قال توبي دودج محلل الشؤون العراقية في جامعة وارويك «ربما يستهدفون مستودعات تخزين الوقود لا معامل التكرير. وستكون الأهداف بالترتيب الدفاعات الجوية أولا ثم الاتصالات ثانيا ثم القوات المنتشرة ثالثا».
وأضاف متحدث البنتاجون «ربما تتغير المواقف ويتعين علينا استهداف معمل لتكرير النفط في وقت لاحق».
وتزيد أسعار النفط عن 30 دولارا للبرميل بالفعل خوفا من ان يتزامن توقف العراق عن الانتاج لفترة طويلة مع استمرار الشلل الذي يصيب صادرات النفط الفنزويلية بسبب الاضراب الذي دخل الآن أسبوعه الثامن.
ويضخ العراق مليوني برميل يوميا في السوق العالمي الذي يحتاج الى 40 مليون برميل يوميا ويحتاج لحوالي 700 ألف برميل يوميا أخرى لاستهلاكه المحلي.
لكن الكثير من كبار زبائن العراق الذين تعودوا منذ فترة طويلة على طبيعة مبيعات النفط العراقية التي تشرف عليها الأمم المتحدة خفضوا ما يحصلون عليه من العراق واعتمدوا على بدائل.
ومع قيام المملكة العربية السعودية وهي قوة كبيرة في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» بضخ كميات اضافية في الأسابيع الأخيرة لن يكون هناك نقص في الحال.
وقال مصدر في شركة أمريكية كبرى لتكرير النفط «إن الأمر أكثر سهولة الآن بفضل الامدادات الاضافية من السعودية ومن آخرين».
والأكثر من ذلك فإن القوات الأمريكية مستعدة لمواجهة الرئيس العراقي صدام حسين بإحراق حقول النفط العراقية.
قال جاري سمور مدير الدراسات في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن «لدي انطباع قوي بأن الولايات المتحدة ستسعى بقوة لحماية منشآتها النفطية في مواجهة أي سياسة للارض المحروقة قد تلجأ اليها بغداد عن عمد».
وتابع قائلا «أعتقد ان هدف الولايات المتحدة هو احتلال حقول النفط بسرعة وحمايتها كرصيد يعتمد عليه بعد الحرب».
ويتفق مع هذا الرأي محمد علي زيني محلل الشؤون العراقية في مركز لندن لدراسات الطاقة العالمية ويقول «إنهم يريدون السيطرة على حقول النفط أولا لمنع صدام من تنفيذ أي شكل من سيناريو -الخيار شمشون-. انهم يريدون ضمان الاستقرار ومن ثم فإن لامداد النفط أهمية فائقة».
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي كولن باول يوم الاربعاء الماضي ان أي احتلال أمريكي للعراق سيسعى للحفاظ على احتياطيات النفط التي تلي مباشرة احتياطيات النفط السعودية.
وقال: ان واشنطن ستحافظ على النفط «أمانة» للشعب العراقي وانها تدرس نماذج مختلفة لادارة صناعة النفط اذا قامت الولايات المتحدة بغزو للعراق.
وبينما ليس هناك من هو مستعد لاستبعاد ان يأمر الرئيس العراقي صدام حسين بحرق آبار النفط العراقية كملاذ أخير إلا ان قدرته على إلحاق ضرر تبدو محدودة نظرا لموقعها البعيد عن بغداد.
وتتركز صناعة النفط في حقول كركوك شمال العراق وفي حقول الرميلة الجنوبية في البصرة وتحتلها وحدات جيش نظامية يعتقد انها أقل ميلا لتنفيذ أوامر بنسفها.
قال زيني «لدينا جيش ليس مواليا بشكل كامل لصدام... ويعتمد صدام على قواته الرئيسية الحرس الجمهوري الملاصق له بينما يبعد عنه الجيش العراقي مئات الكيلومترات في كركوك والبصرة».
وقال روبرت ايبل رئيس برنامج الطاقة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن: ان منشآت النفط العراقية الكبرى قد تكون أهدافا اذا اتسعت الحرب وأطلق الرئيس العراقي أسلحة دمار شامل على القوات الأمريكية أو هاجم السعودية أو الكويت او اسرائيل.
وأضاف قائلا «في تلك الظروف فإننا سنستهدف بنيته الأساسية الداعمة منشآت الطاقة والنفط لتقليص قدرته على الرد.».
|