الاحساس المرير بالحياة يحاصر البؤساء.. نطقت هي بهذه العبارة.. وأنا لست املك قناعة كافية لاقناعها..!!
دار الحوار.. جمع نسائي.. كل منهن تحمل أرتالا موجعة من ضغوطات الحياة.. ومآسي العمر.
محدثتي تملك حماسا طاغيا.. لويلات الحروب والحشود العسكرية المتركزة على جوار الدول المختلفة والقتل الطاغي اللاغي لانسانية المصير.
وقدرة الانسان على قتل الانسان..
وتواصل محدثتي.. وهي تقول: اشعر بالاسى الكبير.. والناس يقتل بعضها بعضا.
والدنيا تموت ونحن قبلها سنموت.. فلم نسارع بأجل الحياة ونحن ننتظر.
آجالنا المؤجلة..؟
وأخرى تشارك هذا الحوار الملغوم.. هذا الغمام الأسود المحموم.. الذي يضلل..
حديثنا المهموم.. كلما رأيت بنياناً.. يطول .. واعمدة تشيد.. اهز رأسي باستغراب.. ولم يطاولون البنيان..
وغدا هم لا يطولون رمق الحياة..؟
لم الناس تكبر وتزرع وتبذر..
وفي الغد لن يأكلوا حصادهم..؟
هباء.. هبااء.. هباااء..
هذه الحياة لا استثناء الا من كانت مزرعة للآخرة.. ونحن لا نقدم.. كم نباعد عن القيمة المطلقة للحرية المقيدة.. لأننا هنا للعبادة.. وعمارة ارضنا لا ان ننشر خراب نفوسنا ودمار آلياتنا.. ليقتل بعضنا بعضاً..
أهز رأسي واحاول ان اخفي صوتي فرأيي لا يكاد يختلف .. الحديث شائق وشاق..
فلا استطيع أن اظهر تبرمي وسخطي من الحياة والأخريات يبدين صورا متباينة ومتلاحقة.. لتجارب مختلفة.. واحباطات كثيرة وسعادة تلوح في افق ذبيح.
ورضا يظهر في ثنايا الموت.. لتعلن ميلادا جديدا.. صرت اردد ويذيع شذا.. فلم ننظر للحياة.. انها صورة للموت.. او وجه آخر.
للدمار.. لا اجد مبررا ابيض لحديث لونه يميل الى العتمة.. ولا املك طريقا ممتدا يصادر طرقنا المهجورة.. فالكلام قليل..
والعمر الصغير.. مليء من وجع الحياة..
وويلات حروب ودمار.. وابتسامات منطفئة.
وجراح نازفة.. وما زلنا من صور كالحة تبين.. نتشبث بالحياة.. إلا اننا لم نذق بعد حلاوتها..
ونناضل حتى نصل الى كروم العنب التي تدلت وما قطفت من اسقف العمر..
وما كدنا نصل نبلُّ رمق طمئنا من قساوة ومرارة واقعنا مهما جملنا لون الحياة..
فكل ذاااااااااك هباء!!!
|