Friday 24th January,2003 11075العدد الجمعة 21 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عملت بجد فرفضوا استقالتي عملت بجد فرفضوا استقالتي

* س: - عملت في /مؤسسة/ ذات فروع نشيطة وكان عملي هو مدير المبيعات ثم عدل إلى مدير عام المبيعات لنشاطي وحيويتي وسرعة خدمتي لرئيس عام ومدير المؤسسة وأعضاء المجلس عملت طيلة تسعة عشر عاماً ثم حاولت الاستقالة بعد تجربة ناجحة جداً لكنهم أصروا على بقائي فبقيت طيلة «64» سنة أتردد ما بين/ أمريكا، وايطاليا، وتركيا، وإيران، وماليزيا، وبعض دول إفريقيا، بعد هذا العمر لا أدري أصبت بنكسة نفسية مريرة :قلق خوف همّ :لا أدري عرضني ولدي على كذا طبيب لكن لم يفد شيئاً إلا طبيب قال: لعله تأنيب ضمير لكن كاتب اللحيدان وهو زميلنا في الجمعية لعله يجد لك مخرجاً.
واليوم أكتب لك من /ج.م.ع./ لكن أبين لك حالات كنت أعملها من ذلك:
1- كنت أستعمل سيارات المؤسسة لصالحي الشخصي.
2- قبلت هدية من رئيس المؤسسة/ فلة كبيرة/ وكان غيري أحق.
3- وظفت أولادي وأتغاضى عن تقصيرهم بل سكنتهم عندي/ بمصر/ وغيري ولده بعيد عن أهله جداً.
4- ملت بعد زمن إلى المركزية فلا يعمل تحت يدي إلا (ضعيف الشخصية) حتى ولو كان يحمل أعظم الشهادات والأوسمة، في الاقتصاد أو الإدارة ورفضت أن يكون لي مساعد أبداً.
5- استغللت هذا /العمل/ بإيذاء كل منافس حتى لو كان هذا المنافس أقرب الناس إليّ.
هل بقي شيء؟.. قد يكون لكن هذا هو المهم، فهل ترى لي مخرجاً إن كان هذا هو سبب ما حَلَّ بي..؟
م.س.س.م.أ../مصر
* ج: - جيد منك هذا الجمال الوصفي لتشخيص مثل حال حصلت قد يصعب على كثيرين الاعتراف بها بعد ترك العمل بحال ما هناك جلة مثلك في أعمال كثيرة منتشرة يقومون بما قمت به أنت وأفظع لكنهم بعيدون عن /العين/ كل البعد ما داموا هم أنفسهم من يقول فيقطع أو هم من /الدهاء/ والتجربة/ والذاتية/ واللباقة/ وحسن التصرف على قدر كبير يكفل لهم الخيانة والكسب بقدر متناهٍ في الاحتراف، لكنك أنت أظنك والله أعلم ممن قد سبق لهم عند الله تعالى فضل كبير أن تتخلص وتهرب إلى الله صادقاً ورعاً عفيفاً قبل الموت وليس بعد الموت من (معتب).
أنت في تحليلي لنفسيتك تنزع إلى الجد وقوة الشخصية والصبر وفراسة المستقبل بمنظور تجريبي غني بنفسه عن الحاجة إلى نظر أو رأي.
وأنت كذلك محنك صامت تصدق نفسك أو صَدَّقتها في (حين ما) أنك: أمين جاد سيد ثقة وصدقت نفسك هنا كثيراً وزاد الطين بلة أنك ترى أنك سيد العمل وكلٌّ ينشد ودَّك حتى رئيس المؤسسة قال: كلا لا تستقل، وهناك زاد تصديقك نفسك أنك لا رقيب عليك فكلٌّ ينشد ودَّك والتحبب إليك.
فأنت مريض بجنون العظمة الفائقة، وهذه الحال يبدو صاحبها حتى وإن كان رئيس أعظم شركة عالمية سوياً سليماً عاقلاً حازماً دقيقاً ذا نفوذ في غيبته وحضوره يبدو كما لو كان سوياً فطرة.
لكننا في تحليلنا النفسي الدقيق لا ننظر إلى هذا، بل ننظر إلى دقائق عميقة من خلال التصرف العفوي أو من خلال العمل والعلاقات واللقاءات التي لا يدركها مثله.
فأنت كذلك.
وسبب هذا إما أنك عشت في دلال متقطع أو فقر ومشقة حال الصغر ما بين 15 سنة حتى 25 سنة وعشت بعض المشاكل الأسرية فتصبر وتصابر مع لفت نظرك إلى أنك لم تعِ حقيقة التوحيد وكماله وفقه الواقع حتى وإن كنت ذا شهادة عالية عالمية في الشريعة مثلاً فالعلم/ والفهم/ والوعي/ وفقه الواقع كل واحد منها له صفات لكنك لم تفقد العلم ولا الفهم فأنت حاد الذكاء وذو تجربة ونباهة لكنك تفقد (الوعي) و(الفقه) وتدبر هذا.
وبجانب هذا فأنت حساس وحذر ولبق وما ذكرته لك آنفاً من جنون العظمة الفائقة إنما هو صفة دائمة وحتى وأنت هنا تصدق معي، فهي معك، فأنت تنزع إلى عزة النفس.
يا أخ/ م.س.س.م.أ.
عرفت فالزم، نعم الزم.
1- قدر مالك وما تملكه بنسبة متساوية ثم انظر يقيناً قريباً ما دخل في هذا مما تظنه رشوة على سبيل هدية أو تقدير مثلاً فأخرجه.
2- حاول أن ولدك يخرجون من هذه المؤسسة بعد تأمين عمل لهم في غيرها لأنهم لولاك لما عملوا بجوارك فتدبر.
3- الفلة انظر ما سبب/ الهدية/ أصلاً ثم املكها أو دعها له بعد ذلك.
4- قدّر من عمل معك بحساب رقمي جيد أيام العز ثم قدّر من آذيته أو ظلمته بصورة ما ثلاثة أربعة مائة/100/ مثلاً فتحلل منهم إن كان من آذيته مادياً أو معنوياً فرد حقه إليه مبكراً افعل هذا وبكر إليه.
وما ذكره لك /الأخ الكريم/ من أن لديك (تأنيب ضمير) هذا حق لا مرية فيه، وهو دال على فطرتك السليمة ومعدنك الجيد لكنك لما كنت تفقد ما ذكرته لك توّاً سرت على سبيل معوج لكن الله جل وعلا فضلاً منه ومِنَّة أراد لك الخير قبل الموت حتى تلقاه نزيهاً نزيهاً.
افعل ما ذكرته (لك) وقدِّر هذا بحال عاجلة من الأمر تجد بعد هذا أنك آخر سوف ترى الحياة، الهواء، الطير، الماء، الشجر.. بمنظار صافٍ بهيج، وسوف ترى صفاء نفس ونقاء روح ورضاء خاطر وقرة عين.
أخذ الله بيدك، آمين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved