سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إشارة إلى ما نشر في جريدتكم يوم الاثنين 10/11/1423ه العدد 11064 أي زاوية (يارا) للكاتب عبدالله بن بخيت تحت عنوان الجمعيات الخيرية، فإنني أتقدم لكم بمقال أرد فيه على الكاتب الذي تمنيت أنه تكلم عن الجمعيات وعن مرئياته وملاحظاته عليها دون تعد أو تشكيك خاصة وأنه يتكلم عن جمعيات خيرية جميعها تحت إشراف نخبة من أبناء هذه البلاد الموثوقين وبرعاية كريمة من حكومة هذه البلاد رعاها الله ولهذه الجمعيات من الفضل من لا يعرفه الكاتب فأقول وبالله التوفيق:
من الواضح أن الكاتب يجهل العمل الإغاثي للجمعيات الخيرية السعودية في الداخل والخارج وأن العمل الخيري له تخصصات ومجالات واسعة لا تنحصر فقط في المطعم والمشرب والمسكن.
ويظهر عدم معرفة الكاتب بالعمل الإغاثي واضحا وجلياً عند سؤال الكاتب عن سبب وجود الجمعيات الخيرية داخل بلادنا مع اعتقاده بارتفاع دخل الفرد فيها وهو يعذر لعدم معرفته بواقع بلاده ولكن الحكومة وفقها الله كانت تعلم وجود ذلك الأمر مما جعل سمو ولي العهد وفقه الله لكل خير يقف على ذلك بنفسه لطمأنة الفقراء خاصة وأهل هذه البلاد عامة أن الدولة لن تتركهم، ويؤكد الكاتب غيابه عن هذه الساحة بسؤال آخر عندما سأل عن الذي يفعله هذا الكم الكبير من الجمعيات أمام هذا الفقر الذي انكشف أمامنا فجأة؟ وهذا الكلام الذي قاله الكاتب غير مقبول إضافة إلى كونه تشكيكاً في جمعيات ومبرات سعودية موثوقة ويكفي هذه الجمعيات الداخلية والخارجية وكذلك المبرات ان يشرف عليها نخبة من أبناء هذه البلاد الغالية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وكذلك صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وأصحاب السمو الملكي أمراء المناطق كذلك يشرف على بعضها معالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ وكذلك معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور إبراهيم النملة الذي يشرف على الجمعيات والمبرات داخل المملكة، وبالنسبة لقول الكاتب أن هذا الفقر انكشف فجأة فإنني على يقين أنه انكشف فجأة أما الكاتب نفسه الذي من الواضح انه لا يعرف أحوال بلاده، أما قوله ما الذي فعله هذا الكم الكبير من الجمعيات؟ فنقول له ان الجمعيات الخيرية السعودية التي تعمل في المجال الإغاثي الخارجي محدودة معدودة موثوقة تحت رئاسة نخبة من أبناء البلاد أمثال معالي الدكتور عبدالرحمن السويلم رئيس اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة كوسوفا والشيشان ومعالي الدكتور ساعد الحارثي رئيس لجنة دعم انتفاضة القدس ورئيس لجنة دعم الشعب الأفغاني ومعالي الدكتور صالح الوهيبي أمين عام الندوة العالمية للشباب الإسلامي وسعادة الأستاذ عدنان باشا أمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والشيخ عقيل العقيل مدير عام مؤسسة الحرمين الخيرية والمهندس عبدالحميد الزامل مدير عام مؤسسة الوقف الإسلامي، وعمل هذه الجمعيات في الخارج تطلع عليه الدولة وهو من الواجب الذي تراه هذه الدولة حفظها الله لنصرة إخواننا من المسلمين، أما الجمعيات والمبرات الخيرية السعودية التي تعمل في الداخل فكثيرة ومنتشرة في بلادنا ولله الحمد ولها دور كبير ونشاط فعال لخدمة الفقراء، ولكن من الواضح أن الكاتب لم يطلع ولم يزر أي منها حتى يعرف فضلها ونشاطها (وكيف له أن يفعل ذلك وهو أصلا تفاجأ بالفقر لدينا) ويكفي دليلاً على أن هذه الجمعيات والمبرات تعمل أن يقوم إسكان الأمير سلمان بن عبدالعزيز الخيرية في مدينة الرياض وغيره من الأعمال الخيرة لحكام هذه البلاد وفقهم الله لكل خير وسدد خطاهم وكذلك المحسنين من رجال الأعمال الذين لهم إسهام كبير تعلمه الدولة ولا يعلمه الكاتب، ولكن لعل الكاتب لم يكن على دراية بمقصود زيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد حفظه الله التي يكفي منها فقط أن يعلم الفقراء في هذه البلاد أن حكام البلاد على دراية وعلم بأحوالهم وأنهم سيعملون على حل مشاكلهم ولعل الصندوق الذي أنشأه سموه لمعالجة الفقر في هذه البلاد وبدأه بالتبرع السخي الذي قدمه له وتبعه من بعده إخوانه وأبناؤه حفظهم الله وكذلك رجال الأعمال وأهل الخير من أبناء البلد الكريم إلا خير دليل على هذا.
والغريب أن الأخ الكاتب لم يكتف بالتشكيك في عمل الجمعيات الخيرية بل اتهمها في أمانتها حيث لا أدري ماذا يقصد الكاتب أن أموالها إما أن تذهب في الخارج أو أنها تذهب لجمعيات وتجمعات معينة وليس للمحتاجين؟ ولا أدري من أين جاء الكاتب بتعاريف اقتصادية واجتماعية وثقافية وثقافية للفقر مع أن الفقر كلمة غنية عن التعريف أو بعبارة أخرى تعرف عن نفسها وإن كانت هذه التعاريف موجودة فليته عرف لنا الفقر، ويواصل الكاتب هجومه على الجمعيات الخيرية في الداخل بقوله إنها تتعامل مع الفقراء وفقا لمقاييس ثقافية فأنا لا ادري ما هو المفهوم الثقافي لديه؟ ليته يعرف هذا المعنى!!.
والطامة الكبرى عندما يطلب الكاتب وقف الجمعيات الخيرية السعودية التي تعمل في الخارج ونهائيا!! ولا أدري لماذا هل يريد من الشعب السعودي أن يقاطع دعم القضية الفلسطينية؟ أم يريد منا وقف دعم إخواننا المسلمين الذين يعتبرون بلاد الحرمين قبلتهم وقدوتهم؟ ولماذا يطالب بهذا الأمر؟ والمعروف ان كل أناس بمختلف دياناتهم يناصرون دينهم واخوتهم في دينهم!! وعن طلبه أن تكون المساعدات السعودية تتولاها الدولة فمن الواضح أن الكاتب لا يعلم ان جميع المساعدات الإغاثية السعودية الخارجية تحت إشراف صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.
وختاما وحيث إنني لن أستمر في الرد على كل نقطة أثارها الكاتب حتى لا يطول الأمر عليكم، على الكاتب أن يعيد النظر في كل ما قال، وليعلم أن الخطوات التي يطالب بها لا تجهلها الدولة وقد سبقته الدولة إليها والجمعيات الخيرية السعودية الداخلية والخارجية وتحت إشراف من المسؤولين فيها يخططون جاهدين ويفتشون عن كل فقير ويبحثون عن الدعم والله المستعان، ولم تكن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد إلا أولى هذه الخطوات المباركة حيث أكد ذلك معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية.
لكم كنت أتمنى ان يدعو الكاتب بدل هذه الاتهامات الى حملة تلفزيونية لجمع تبرعات للفقراء في الداخل.
هذا وأسأل الله لحكومة هذه البلاد المزيد من التوفيق والسداد.
والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد على طريق الخير خطاكم.
محمد بن حسين العويفير
إدارة الإحصاء وزارة العدل
|