* مكة المكرمة عبيدالله الحازمي:
اعرب عضو اللجنة المنظمة لمؤتمر مكة المكرمة الثالث ومنسق اعماله الدكتور احمد بن نافع المورعي الحربي ان فكرة اقامة هذا المؤتمرطرحها معالي امين عام رابطة العالم الاسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وذلك لاحياء سنة طيبة سنها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام 1345ه حين دعا جلالته الدول الاسلامية الى عقد مؤتمر في مكة المكرمة خلال ظرف تاريخي عصيب من اجل مناقشة سبل التضامن والوحدة بعد سقوط الخلافة العثمانية.
واضاف ان ابناءه البررة ساروا من بعده على هذا النهج مسترشدين بما سنه والدهم رحمه الله منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
واشار د. المورعي الى انه عقد في العام الماضي 1422هـ مؤتمر مكة المكرمة الثاني تحت عنوان «المسلمون والتحديات المعاصرة» ويأتي عقد المؤتمر الثالث الذي يقام خلال العام الحالي 1423هـ خلال الفترة من 29/11ـ2/12/1423هـ بعنوان «العلاقات الدولية بين الاسلام والحضارة المعاصرة».
وعن اهداف المؤتمر ومحاوره بين د. المورعي ان من اهداف المؤتمر مناقشة القواعد الشرعية للعلاقات الدولية ومعالجة آثار الحملة الغربية على العالم الاسلامي ويهدف الى بيان الموقف الشرعي من غير المسلمين وتاريخ العلاقة بين الحضارة الاسلامية والحضارات الاخرى القائمة على التقبل والتعاون وعدم البدء بالعدوان والتسامح في حدود الثوابت العامة.
اما ما يتعلق بمحاور المؤتمر يأتي من اهمها الاهتمام بإعطاء الاقليات المسلمة في دول العالم حقوقها المشروعة لتتمكن من اقامة العلاقة مع الدول التي تعيش فيها اضافة الي ارساء قواعد العدل وعدم الافساد في الارض وكذلك اتاحة الفرص لكل دولة في امتلاك القوة التي تدافع بها عن نفسها والحرية الحقيقية للتجارة وكذا انتقال رؤوس الاموال والعمالة دون طغيان والتعاون في مجالات الحياة المختلفة العلمية والصناعية والزراعية وغيرها مع الحرص على الحوار للتعاون في الامور المشتركة وتطويعها لخدمة الانسانية وتقوية مهمة الامم المتحدة عن طريق رفع تسلط الاقوياء عليها وتصحيح مسارها لتصبح قادرة على اداء رسالتها النبيلة.
** لماذا هذا التوقيت الذي يجتمع فيه العلماء والمفكرون لمناقشة العلاقة مع غير المسلمين وما يعنيه هذا الحدث.
في الحقيقة ان المؤتمر له رسالة واضحة وهي التأكيد على الثوابت الاسلامية واعادة ثقة المسلم بعقيدته وحضارته بحيث لاتكون الجهود مجرد ردود افعال بل تعتبر مواقف مبدئية وثوابت وكليات تمثل مرجعية الامة الاسلامية وعطاءها الحضاري للانسانية، وحين كانت الحملة الغربية تهاجم الاسلام والمسلمين والنظم والقيم في حملة شاملة بلا مبرر فقد رأت الرابطة انه من واجبها تصميم المفاهيم وتحرير المصطلحات وتجلية الحقائق للعالم كله وايضا تعيد التأكيد على المنهجية الاسلامية التي تقبل الآخر وتحافظ على حقوقه وتحمي دمه وماله وعرضه وتجعل من الاعتداء على اي من اتباع الديانات الاخرى مجلبة لغضب الرسول صلى الله عليه وسلم ومنافاة لقيم انسانية عليا جاء بها الاسلام باعتباره الدين العام والخالد للبشر والذي اعلن في القرآن الكريم «لكم دينكم ولي دين».
وحول مناقشة المؤتمر القواعد الشرعية للعلاقات الدولية وتوضيح الثوابت التي اقرها الاسلام في التعامل مع غير المسلم وتوقعاته لمستقبل العلاقة مع الغرب في الواقع نحن كمسلمين لنا منهجيتنا ومرجعيتنا التي نتعامل من خلالها ليس مع الغرب بل مع الجميع لاننا نؤمن بان الطريق الوحيد لمعالجة آثار الحملات المجحفة ضد المسلمين هو تعميق الاخاء والتضامن والوحدة الاسلامية، والعمل على تجاوز الخلافات الضيقة وصياغة خطاب اسلامي موحد يرد العدوان ويحاور الآخر ويسعى بقوة الاخلاق لكبح جماح التطرف في كل مسلك. ونرفع اصواتنا للعقلاء والراغبين في التعرف على الاسلام حيث ان استجابة المفكرين والباحثين لعقد هذا المؤتمر والمشاركة فيه تأتي انطلاقاً للقيام بدورهم الذي يجب القيام به لخدمة ديننا وقضايانا وبخاصة ان الامة بها من الدعاة والعلماء والمفكرين وذوي الرؤية المستقبلية لمعالجة آثار الازمة التي طالت العلاقات والمصالح والقيم مما يهدد السلام والتعاون الدوليين ويفتح الطريق لقوى التخريب لكي تمارس دورها ضد كل القيم والمكتسبات الانسانية عبر التاريخ الطويل للبشرية.
|