ينفذها فرعا وزارة الشؤون الإسلامية:
خطة متكاملة لخدمة ضيوف الرحمن بمكة والمدينة

* كتب مندوب الجزيرة:
تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله - باتخاذ كافة الإجراءات لتسهيل أداء مناسك الحج لملايين المسلمين الذين يفدون إلى المملكة سنوياً، اعتمدت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحت إشراف معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ خطة متكاملة تشارك فيها كافة فروع الوزارة ولاسيما فرعا الوزارة بمكة المكرمة، والمدينة المنورة لتسهيل أداء المناسك وخدمة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام هذا العام، منذ وصولهم إلى المملكة.
لكن ما هي أبرز ملامح هذه الخطة واستعدادات فرعي الوزارة بأم القرى وطيبة الطيبة لاستقبال ضيوف الرحمن ؟
خطة متكاملة
في البداية يتحدث د. حسن بن علي الحجاجي مدير عام فرع الوزارة في منطقة مكة المكرمة فيقول كما هو الحال بالنسبة للأعوام الماضية، اعتمدت الوزارة خطة متكاملة تستهدف المشاركة مع بقية أجهزة الدولة لخدمة الحجاج، وإظهار أرقى المستويات الخدمية التي ينشدها قادة هذه البلاد - حفظهم الله تعالى - الذين نذروا أنفسهم لخدمة الحرمين الشريفين وما يتبعها من خدمة المسلمين في جميع أجزاء المعمورة.
وأضاف د. الحجاجي: ولا شك إن هذه الخدمة تحتاج إلى تركيز وخطط ومتابعة، وبتوفيق من الله - سبحانه وتعالى - ثم توجيهات معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ والمسؤولين في الوزارة - أعانهم الله - تتضافر الجهود، وتتوحد المقاصد، وتخلص النيات - بإذن الله - لإظهار خدمات هذه الوزارة بالمظهر الذي يليق بها كوزارة للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
ولعل من أبرز المهام التي يضطلع بها فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة: تتلخص في إعداد الشروط والمواصفات للترميمات والتحسينات، وكذلك الشروط والمواصفات للصيانة والنظافة لكل مساجد المشاعر المقدسة في عرفات، ومزدلفة، ومنى، ومساجد المواقيت، ومساجد الحل «مسجد العمرة في التنعيم والجعرانة»، ومساجد حجز السيارات عند مدخل مكة المكرمة. وطلب الاعتمادات المالية والارتباط عليها وطرح تلك الأعمال في المناسبات العامة والخاصة، وتفريغ وتحليل العروض واستكمال الإجراءات النظامية وفق النظام والصلاحيات المحددة، وإبرام العقود وإبلاغها للجهات المختصة والمقاولين، وتحديد مواعيد تسليم المواقع والإشراف على الأعمال واستلامها. وإعداد آلية وهيكلية القوى العاملة في موسم الحج لعام 1423هـ، والإشراف التام على جميع اللجان المرتبطة بالفرع وتوزيع الأعمال عليهم ومتابعة أعمالهم، وتسجيل الملاحظات الإيجابية والسلبية فيستفاد من الإيجابيات ومحاولة معالجة السلبيات وتلافيها مستقبلاً، وإعداد تقرير نهائي شامل بعد موسم الحج يُرفع لمعالي الوزير للنظر والتوجيه.
وعن اللجان وفرق العمل المجهزة لموسم الحج أبان الدكتور حسن بن علي الحجاجي أنها: لجنة المكتب التنفيذي لمدير عام الفرع، لجنة الأوقاف والمساجد بمكة المكرمة، ولجنة المشروعات والصيانة، ولجنة المساجد والمصليات لمحافظات المنطقة بمكة المكرمة، واللجنة المالية، ولجنة المستودعات، ولجنة الحركة والمواصلات.
وأوضح المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة أن كل رئيس لجنة أو فرقة يقدم تقريراً عن عمله وما لاحظه من إيجابيات أو سلبيات ثم مقترحاته ومرئياته، مع تقديم بيان بمهمة كل عضو في اللجنة حسب النموذج المعد من الوزارة، وسوف تتم دراستها وتحليلها وصياغتها في تقرير عام يقدم بعد موسم الحج لمعالي الوزير - حفظه الله - للنظر والتوجيه.
مشروعات مستمرة
وفي هذا السياق قام الفرع بسلسلة من أعمال الترميم والصيانة والنظافة، وإنشاء مرافق لعديد من المساجد من أجل خدمة ضيوف الرحمن خلال الفترة الماضية بتكلفة «144 ،615 ،20» ريال منها، ترميم ميقات السيل الكبير بقيمة إجمالية تبلغ «252 ،938» ريال وترميم ميقات وادي محرم بمبلغ «120 ،748» ريال، وترميم ميقات يلملم الساحلي بالليث بمبلغ «750 ،684» ريال، وتغيير الشبكة الداخلية لتغذية الحمامات بميقات الجحفة برابغ بمبلغ وقدره «390 ،800» ريال، وهدم مسجد الميقات القديم بيلملم بمبلغ «000 ،70» وتحسين النظام الصوتي لمسجد نمره بعرفات «800 ،874» ريال، وتأمين وتحسين النظام الصوتي لمسجد نمره عرفات «452 ،995» ريال.
كما شملت الأعال، تغيير وإصلاح السور الحديدي بدورات المياه المجمعة واللوحات الإرشادية بعرفات «000 ،190» ريال، وتنفيذ سور الممرات الموازية لمقر الأمن العام الخاص بالدعاة في عرفات «500 ،188» ريال، ترميم مسجد المشعر الحرام بمزدلفة بمبلغ «800 ،560» ريال، وترميم مقر الدعاة بمسجد الخيف بمنى واستبدال شبابيك الخشب المتهالكة إلى الألمنيوم لمسجد الخيف بمنى بمبلغ «500 ،262» ريال، إضافة دورات مياه جديدة بميقات السيل الكبير وتزويده بسخانات المياه.
وأضاف د. الحجاجي مدير فرع الوزارة بمكة وتشمل مشروعات الوزارة في موسم الخج هذا العام: كذلك صيانة ونظافة مسجد حجاج البر بمنى بمبلغ «600 ،78» ريال، وصيانة ونظافة مسجد المشعر الحرام ومركز الدعوة المجاور له ومقر الوزارة بمزدلفة بمبلغ «000 ،95» ريال، وصيانة مسجد ميقات السيل الكبير «000 ،130 ،1» ريال، وصيانة مسجد ميقات وادي محرم بمبلغ «000 ،330» ريال، وصيانة مسجد ميقات يلملم «200 ،285 ،1» مليون، وصيانة مسجد ميقات الجحفة برابغ بمبلغ «000 ،792» ريال، وصيانة مسجد ميقات جعرانة بمبلغ «000 ،225» ريال، وصيانة مسجد السيدة عائشة بالتنعيم بمبلغ «780 ،444 ،6» ريال، وصيانة مسجد حجز السيارات، طريق مكة الطائف، بمبلغ «000 ،150» ريال، إضافة إلى عدد من مشروعات الصيانة والنظافة لعدد من المساجد الأخرى بمنطقة مكة المكرمة التي تخدم ضيوف الرحمن.
لجان التنسيق
أما بالنسبة لاستعدادات فرع الوزارة في منطقة المدينة المنورة وخطة عمله لموسم الحج هذا العام 1423هـ فيؤكد سعادة الشيخ عبدالرحمن بن علي المويلحي المدير العام للفرع، إن الفرع يهدف من هذه الخطة المشاركة مع القطاعات الحكومية الأخرى المعنية ومن خلال لجان التنسيق التي تشكل عادة للغرض ذاته، والمشاركة في حل الاختناقات وتقديم العون اللازم والرد على كل ما يتم توجيهه للفرع من استفسارات.
وقال المويلحي: إن الفرع عمل منذ بداية هذا العام على زيادة أعداد المنسوبين القائمين على السيطرة على العمل بمساجد كل من ميقات «ذي الحليفة، وقباء، والقبلتين» نظراً للزيادة الهائلة في الأعداد المترددة على هذه المساجد والتي يبلغ متوسطها يومياً خلال فترة تنفيذ الخطة «000 ،15» متردد، يزداد في أيام الذروة بمسجد ميقات ذي الحليفة إلى ما يزيد على «000 ،50» حاج بين اليوم الثاني والخامس من ذي الحجة، وما يتطلبه هذا العدد من خدمات يضع الفرع نصب عينيه عدم تركها للمصادفة، أو الظروف بل يجب أن تكون موجودة ومهيأة على الدوام ليس ذلك فقط بل تكون البدائل الأخرى جاهزة.
كما تم تكوين فريق من ثلاثة عناصر مهمته الأساسية المرور الدوري اليومي على الجوامع والمساجد التي تكون في طريق ينبع حتى المدينة مروراً بمحافظة بدر، والوقوف على إكمال نواقصها ونظافتها، إضافة إلى انتداب ثلاثة من أصحاب الفضيلة الدعاة للعمل في مدينة ينبع، ويتم تركيز عملهم في الميناء على ثلاث نوبات وبالتحديد عند وصول الأفواج.
خطة عمل الفروع
وأضاف سعادة الشيخ عبدالرحمن المويلحي أن خطة عمل الفرع خلال موسم الحج القادم بإذن الله تمتد من 15/11/1423ه وتنتهي في 15/1/1424ه، ويتمثل الهدف الرئيسي من وضع الخطة وتنفيذها للاستفادة من الجهود الجبارة التي بذلتها حكومة خادم الحرمين الشريفين مادياً ومعنوياً ودعوياً لخدمة جموع المسلمين في هذا الحشد الذي لا مثيل له في عالم اليوم.
مشيراً إلى أن المرافق التي هُيئت لراحة الحجيج ليؤدوا نسكهم بيسر وسهولة نفذت على أعلى مستوى من التقنية وبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس ولا أقل من أن يتم السيطرة عليها وتهيئتها خلال هذه الفترة حيث يشمل ذلك كافة المساجد التي يمر منها أو عليها الحجاج في طريق وصولهم إلى المدينة المنورة، وأثناء تواجدهم بالمدينة وتوافدهم بالآلاف على كل من «قباء، القبلتين، ثم الإحرام من مسجد ميقات ذي الحليفة» وما يستلزم ذلك من جهد مضاعف من الفرع خلال هذه المدة بهذه المساجد والوقوف عن كثب يومياً وساعة بساعة على كل مستلزماتها من مياه وصرف وصيانة ونظافة وفرش وخلافه.
ويهدف الفرع من خلال هذه الخطة إلى توجيه الحجاج من خلال مركز الدعوة إلى تحقيق التوحيد، والابتعاد عن الشرك والبدع والمنكرات، وإرشاد الحجاج إلى ما لا يبطل الحج وإرشاده إلى كيفية أداء نسكه كاملاً بعد رحلة العُمر التي طالما كان يتمناها حتى يعود إلى بلده مغفوراً له بإذن الله، والإجابة على أسئلة الحجاج واستفساراتهم من خلال أصحاب الفضيلة الدعاة الذين يتواجدون طبقاً للخطة في الأماكن التي يكثر فيها تواجد الحجاج.
وعن أبرز المهمات وكيفية تحقيقها من هذه الخطة قال المويلحي: إنها تتمثل في تفقد حالة المساجد التي تقع على طرق وصول الحجاج إلى المدينة المنورة أو خروجهم منها، وتفقد حالة مساجد «قباء، القبلتين، الميقات» من كافة النواحي والتواجد بها حال تواجد الحجاج، وتفقد حالة مساجد الأحياء التي يسكن بها الحجاج بالمدينة المنورة أثناء تواجد الحجاج بها، موضحاً أن الخطة تتضمن تواجد أصحاب الفضيلة الدعاة في المساجد التي يتردد عليها الحجاج، أو في أماكن تجمعاتهم، وقد تم إعداد وتوجيه «120» داعية لهذه المهمة موزعين على كبائن حول المسجد النبوي الشريف وباب السلام وشارع الملك عبدالعزيز وفي مطار المدينة المنورة ومساجد قباء والميقات والقبلتين وشهداء أحد ومدينة حجاج البر، بالإضافة إلى توزيع الكتب والنشرات والدوريات والأشرطة وهدية خادم الحرمين الشريفين من مصاحف من إنتاج المجمع بالمدينة المنورة.
المرور الدوري
ولتحقيق المهمات المنبثقة عن الخطة أوضح المويلحي أن الفرع قام بتشكيل لجنة للمرور الدوري على كل من المساجد التي تقع على كل من خط «الرياض مكة ينبع خيبر» إلى المدينة، والوقوف على حالة هذه المساجد وإكمال كل النواقص بها إن وجدت حتى نهاية الخطة في 15/1/1424ه، كما تم تشكيل فرق من منسوبي الفرع للتواجد ساعة بساعة وخلال تواجد الحجاج بكل من مساجد «قباء القبلتين الميقات» للتأكد من سير عمل مؤسسات الصيانة، كذلك السيطرة على مداخل ومخارج هذه المساجد وفك الاختناقات بها وعدم اختلاط الرجال بالنساء وكذلك جمع مفقودات الحجاج وعمل المحاضر اللازمة بها وتسليمها إلى الجهات المختصة وأيضاً إرشاد الحجاج التائهين إلى وجهتهم.
ويتم عمل مماثل في المساجد بالأحياء التي يقطنها الحجاج حيث يكون التواجد بها على فترات الذروة ولنفس الغرض المشار إليه سلفاً، وتنظيم وجود أصحاب الفضيلة الدعاة، وساعات تواجدهم وأماكنهم، ويستقبل الفرع هؤلاء الدعاة ممن يتم ترشيحهم من قبل الوزارة كذلك طبيعة الدروس والمواعظ التي سيلقونها، ومتابعة كل ذلك وطبقاً للجدول والبرنامج الموضوع من قبل اللجنة الرئيسة، كما يتم نقل كميات الكتب والرسائل العلمية والنشرات من المستودع الرئيسي إلى أماكن التوزيع وتحديد العناصر التي تقوم بالتوزيع من خلال المنافذ المحددة لذلك.
ويواصل الشيخ المويلحي حديثه عن خطة الفرع بالمدينة المنورة لموسم حج هذا العام قائلاً: إن الفرع يتبع في تنفيذ الخطة الموضوعة الآلية التالية: السيطرة والإشراف على تنفيذ كا فة جوانب الخطة حيث تم تشكيل لجنة عليا رئيسة تتولى هذه المهمة، وتشكيل لجنة رئيسة مهمتها الإشراف على تنظيم أعمال التوعية الإسلامية في الحج، وتوزيع الدعاة ومراقبة سير العمل طبقاً للبرنامج والجدول المعد لذلك، بالإضافة إلى خمس لجان للإشراف والسيطرة على المساجد طبقاً للخطة، وهذه اللجان تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة يومياً وهي: لجنة المرور على المساجد المؤدية إلى المدينة والخارجة منها، ولجنة الإشراف على مسجد ذي الحليفة، ولجنة الإشراف على مسجد قباء، ولجنة الإشراف على مسجد القبلتين، ولجنة الإشراف على مساجد الأحياء، ولجنة الشؤون الإدارية والحركة: لتنظيم توجيه التعليمات وتلقي التقارير ونقل الكتب والرسائل والمنسوبين وما تتطلبه أعمال اللجان المختلفة، وتزويد جميع عناصر اللجان بأجهزة لاسلكية للتبليغ عن عملها والسيطرة على جميع العناصر والأعمال أولاً بأول.
وأبان الشيخ المويلحي أن خطة الفرع تتضمن تواجد «6» عناصر في ميناء ينبع بصفة مستمرة ويعملون على مدار 24 ساعة على ثلاث نوبات، كل نوبة ثماني ساعات ويكون بها عنصران وتكون مهمة العناصر توجيه الحجاج الذين يصلون عبر هذا الميناء، وتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين لهم من المصاحف، إضافة إلى الجانب التوعوي للبعد عن المحرمات والأعمال الشركية التي تؤثر على حجهم، كما تم تكوين فريق من ثلاثة عناصر للمرور على الفنادق أو دور السكن التي يمكن أن ينزل بها الحجاج إضافة إلى المرور على الجوامع والمساجد القريبة من الميناء لاستكمال احتياجاتها والوقوف على نظافتها وصيانتها، إلى جانب توزيع الكتب والنشرات والمواعظ الدينية وأشرطة التسجيل وكل ما يفيد الحاج في دينه ودنياه من خلال منافذ خصصت لهذا الغرض.