يرويها فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري ( * )
كرامة الكافر في ديار الإسلام
دخل رجل أعرابي على شقة رجلٍ كافر من إحدى بلدان الكفر أمن على نفسه وولده في هذه الديار دخل فقيد الزوج ثم اعتدى على الزوجة في عرضها، ثم أخذ ما في البيت من مال وأراد أن يخرج فرجع يضرب الزوجة، وأطلق الزوج من وثاقه وأخذ يضربه، وكان في يده مسدس، يعني في يد الذي دخل هذه الديار الآمنة، فبدأ بينهما عراك اختطف على أثره الكافر المسدس من هذا الأعرابي، وأطلق عليه النار فأرداه قتيلاً فهلك في الغابرين ثم تقدم أولياؤه إلى القضاء الشرعي، وبعد التمحيص والدراسة وجمع الأدلة والاستيثاق وإدراك الحال ومعرفة وقائع الأمور قال القضاء كلمته الفصل بإهدار دم هذا الظالم الغاشم فكان دمه هدراً لخيانته لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولاعتدائه على الآمنين في بيوتهم وصيانته عليهم، وهتك العرض ولأن للكافر في ديار الإسلام كرامته ومكانته، وللكافر في ديار الإسلام حصانته وللكافر في ديار الإسلام حقوقه كإنسان يراعي هذه الحقوق، ولذلك تنطق أحداث القضاء الشرعي في بلادنا الطاهرة بكل ما هو عدلٌ وبكل ما هو خير في صالح الإنسانية وعزها ونصرها المبين وبهذا تتجلى في الأنظمة القضائية بالمملكة العربية السعودية بعض المظاهر البراقة الجميلة التي لم تكن في ديار العالم كلها فلله الفضل والحمد والمنة على نعمة الإسلام أولاً واخراً وله الحمد والمنة على العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض وله الحمد والمنة على التوفيق والاحسان وعلى الفضل والامتنان.
( * ) القاضي بالمحكمة الكبرى في الرياض
|