من المعروف أن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوم بأعمال جليلة في المحافظة على الدين والمجتمع، فالهيئة لها نشاط عظيم وجهود مباركة في مقاومة كثير من المنكرات وفي مجالات متعددة، وليس معنى هذا أن الهيئة قد بلغت مراتب الكمال وأنه لا خلل ولا نقص في أعمالها؛ لأن النقص صفة البشر، ولأن تحقيق الكمال من المحال. ومن هنا فإني في هذا المقام أقدم بعض المقترحات التي تهدف الى تقوية أمر الحسبة والرفع من شأنها، وقد تكون بعض المقترحات المذكورة مما عملت به الهيئة وأخذت به ولكني أذكرها من باب التأكيد والحثّ عليها.
وإني على ثقة بأن ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة لا يألون جهدا في عمل ما من شأنه الارتقاء بمستوى الهيئات، وسأجعل مقالي على شكل حلقات لتشمل الحسبة، والمحتسب.
الحسبة:
1 أقترح إدخال اسم (الحسبة) في المسمَّى الرسمي للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وإن كان هذا الاقتراح قد لا يُغيِّر من صلب العمل شيئاً وإنما هو في المسميات فقط، إلا أنني أرى إدخال اسم (الحسبة) لما يحمله من مدلولات شرعية ولغوية وتاريخية غير ما تحمله أي كلمة أخرى، كما أرى إضافة لقب (الشريفة) على اسم الحسبة، للدلالة على شرف الحسبة ونزاهة أهدافها، فيكون اسم الإدارة (هيئة الحسبة الشريفة)، أو (رئاسة الحسبة الشريفة)، أو (ولاية الحسبة الشريفة) كما كانت تسمى في بعض العصور.
3 الاهتمام بالمخالفين من قبل إدارة التوعية والتوجيه والتابعة للهيئة بإرشادهم الى ما فيه الخير والصلاح ليصبحوا بتوفيق الله أعضاء صالحين في المجتمع، كما أقترح إنشاء مكتبة للهيئة تحوي بعض الكتب النافعة يطلع عليها الواقعون في المنكرات ومكتبة صوتية تشتمل على أشرطة توجيهية مفيدة.
4 أرى أهمية وجود تغطية إعلامية توضح دور الهيئة في المجالات المختلفة، فلا شك أن الإعلام له أثر بالغ في النفوس حبذا لو استغله المحتسب وسيلة مساندة لتوعية المجتمع عن أضرار وأخطار المنكرات. وقد قامت إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة بإصدار نشرة داخلية بعنوان (أخبار الحسبة) ثم تغير عنوانها فيما بعد إلى (الحسبة) وهي نشرة جيدة في مضمونها وهدفها، إلا أني أرى زيادة عدد صفحاتها والتوسع في انتشارها، وحبذا لو تبنت الهيئة إصدار مجلة علمية دورية تنشر بحوثاً ورسائل ومقالات للعلماء والمختصين في قضايا مهمة مع توضيح فقه الاحتساب في مواقف مختلفة.
والجدير بالذكر ان الهيئة تشرف على إحدى الصفحات في جريدة الجزيرة اليومية حيث تصدر فيها صفحة أسبوعية بعنوان (الرسالة)، وأقترح أن تكرر هذه الصفحة في الجرائد الأخرى ولو مع تكرار المضمون لضمان وصولها إلى شريحة أكبر من المجتمع.
كما أنه من المناسب ان تستفيد الهيئة من وسائل الإعلام المختلفة كالإذاعة والتلفاز بجعل برنامج خاص بالحسبة يبث من خلاله توجيهات الحسبة ونصائحها وأخبارها، وفي عصور متقدمة كانت مراسيم الحسبة تقرأ على المنابر وفي الطرقات والأسواق بغرض إيصالها الى الناس، أما اليوم فإن الوسائل الإعلامية اكثر عددا وأوسع انتشارا وأسهل وصولا لو استغلت الاستغلال الصحيح.
(*) الأستاذ المساعد بقسم الدعوة والاحتساب بكلية الدعوة بالمدينة النبوية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
| 
