هو شعار المؤمن، وهو قبول الحق ممن جاء به، وانكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة للمسلمين، ومتابعة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
ولقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد) رواه مسلم وغيره.
وقال صلى الله عليه وسلم: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) رواه مسلم وغيره.
ولقد بلغ عليه الصلاة والسلام ذروة التواضع، فكان أعظم الناس تواضعا، فإذا مر بصبيان سلم عليهم، وإن كانت الأمة المملوكة من إماء المدينة لتأخذ بيده صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت، وقالت عائشة رضي الله عنها حينما سئلت ماذا كان يصنع صلى الله عليه وسلم في بيته فقالت: (كان يكون في خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)، وكان يجيب دعوة المملوك على خبز الشعير، ويزور الأنصار ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم، بل حتى من يسيء معه الأدب فيغلظ في القول كان صلى الله عليه وسلم يتواضع ويحلم، روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عنق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه وضحك ثم أمر له بعطاء) صلوات الله وسلامه عليه.
|