Friday 24th January,2003 11075العدد الجمعة 21 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«كبدة وتفحيط» «كبدة وتفحيط»

عندما كانت تأتي الاختبارات ونحن طلاب تتحول قيمنا وأذواقنا، قكل شيء ثقيل على نفوسنا يصبح «خفيف دم» ومحبباً الينا، تلقانا نتابع الاخبار ونتابع الدعايات والبرامج الوثائقية التي كانت تأتي يوم الجمعة وكنا نستثقلها لأننا مهمومين بمقدم يوم السبت «ثقيل الطينة» هذا عدا المسلسلات البدوية ومسلسلات الضحى! واذا كلم واحد من الشباب تلقا السوالف تطول وتطول على غير سنع! وتكثر المكالمات ويطلعون ناس من زمان ما كلمتهم ولا يطري عليك تكلمهم! علما بأنه لو هذه المكالمة في غير وقت اختبارات كان «صرفته»! طبعا وقتها ما كان فيه جوالات يصيدونك فيها.
* اذكر العادة لدى الطلاب في الاختبارات: اول يوم من الاختبارات يجيك الواحد كاشخ ولابس ثوب جديد وشماغ جديد او على الاقل مغسولات ومكويات مضبوط، والله وحده يعلم ما لسبب! الظاهر ان الواحد منا يلعب على نفسه ويبي يرفع روحه «المعدنية» وقت الاختبار او انه يبي يوهم المراقب انه انسان منضبط حتى يتساهل في مراقبته و«تدهر البراشيم»! وكله كوم والدوسيّة ايام الابتدائي وصفة الاقلام اللي فيها كوم ثاني، الغريبة اننا نأخذ الدوسيّة يقال لنا نركي عليها ورقة الاجابة مع ان الطاولة اصرف منها! بس عاد وش تقول «عنز بدو طاحت بمريس»!
* ايام الاختبارات يكثر التفحيط ولا اعلم هل الى الآن فيه شوارع تفحيط مثلما كانت على وقتنا الشارع الاصفر وغيره؟! على طاري اسامي الشوارع اذكر اني ذهبت للشفا ذات مسيار، وتضيع عصريتي وانا امشي بشويش وسط الحواري اقرا اسامي الشوارع المكتوبة بالبخاخ: شارع صارحيني - شارع جبر الخواطر - شارع خذني بقايا جروح - شارع ثورة الشك «أي هين!»، ولما تروح لشمال الرياض تلقا الاسماء تتغير وتأخذ طابعا اكثر نعومة وكشخة فتلقا مثلا: شارع الديسكو - شارع المستوصف - الشارع البحري «الامانة العلمية تقتضي ان اقول ان بعض الاسماء غير موثقة بالبخاخ ولكني سمعتها من اخوي الصغير».
* في الدمام فيه شارع اسمه «تعال ابيك بسالفة» والشارع اللي وراه اسمه «خلاص هونت»!! اما الشارع الاصفر فهو اشهر من نار على علم تلقاه في اغلب مدننا الحبيبة، والأغرب انك تلقا نفس عينات الشباب الموجودين في كل الشواع «الصفراء» الاخرى!
* نرجع الى موضوعنا.. في الاختبارات يقوم سوق الفوالين ومطاعم الكبدة حتى ان بعضهم يتعمد انه يفتح بجانب مدرسة، ويدخل مكسبه كله ايام الدراسة وخصوصا وقت الامتحانات هذا غير سيارات الآيسكريم، والله يعين اولياء الامور على المستوصفات!
* وفيها ايضا يرتفع منسوب الورق في الزبايل اعزكم الله كله بسبب الطلاب اللي ما يصدقون على الله يخلصون اختبار الا ويرمون كتبهم اللي كلفت الدولة الكثير، والمشكلة انها عادة سنوية والى الآن مستمرة ومع ذلك ما فكرت وزارة المعارف او اي جهة حكومية مختصة انها تشوف لها حل بحيث تستفيد منها، او يمكن انهم مستفيدين وحنا ما ندري!
* وفيها يقوم سوق العصير الطازج في البيوت فتلقا من اول يوم اختبارات والشغالة عاصرة لها برتقال وتفاح وجزر «يقوي النظر»، ومجرد ما تنتهي الاختبارات ينسون العصير الى نهاية الفصل الدراسي التالي وكأن النظر والصحة ما تحتاج عناية الا ايام الاختبارات!
* وفيها ايضا يلقون كتاب العواميد سالفة يتكلمون عنها فيبدؤون بترديد اسطوانة الشبح المرعب اللي يجي كل سنةويخيم على البيت «مأثرة فيهم افلام الخيال العلمي» ويسترسلون في نقد نظام التعليم والمناهج وخلافه، ووقتها تلقا كل المقالات متشابهة تقريبا.. ولذلك كتبت مقالتي باتجاه آخر حتى نخفف على طلابنا بدل ما نزيد همهم!
ملاحطة «بالطاء»
مقال هذا الاسبوع تحت شعار: فلتحيا الاختبارات.. وليسقط كتاب العواميد!

فهد الغريري

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved