Friday 24th January,2003 11075العدد الجمعة 21 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الأمير بندر بن سلطان أمام مؤتمر رؤساء البلديات بواشنطن: الأمير بندر بن سلطان أمام مؤتمر رؤساء البلديات بواشنطن:
المملكة تأمل في التوصل إلى حل سلمي للأزمة العراقية

  * واشنطن - أ ش أ:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة ان المملكة العربية السعودية تأمل مثلها في ذلك مثل الولايات المتحدة في التوصل الى حل سلمي للأزمة العراقية.
وقال في كلمة له أمام مؤتمر رؤساء البلديات الذي عقد بالعاصمة الامريكية واشنطن أمس الأول ردا على سؤال بشأن عدم سماح المملكة للقوات الامريكية باستخدام قواعد عسكرية أو المرور في أجوائها في حالة شن حرب على العراق قال سموه اننا لانحب ان نعلن للعالم عن كل شيء في خططنا بشأن صدام حسين أو أسامة بن لادن قبل أن نبلغ ما نريد.
واضاف سمو الأمير بندر لاتصدقوا مايكتب وانني أستطيع ان أؤكد لكم ان حكومتنا وحكومتكم سعيدتان للغاية بالتعاون القائم بينهما.. كما اريد ان أؤكد لكم على شيء واحد وهو ان من يعرفون لايتكلمون ومن يتكلمون لايعرفون.
وقال: إن صدام رجل شرير لكنه زعيم بلاده وانه تسبب لشعبه وللمنطقة على مدى العشرين عاما الماضية في آلام ومعاناة لم يجلبها شخص من قبله أبدا.
وأشار الى ان الامم المتحدة قد قالت كلمتها في هذا الشأن وحددت مايجب عمله وان الرئيس جورج بوش بتوجهه إلى الامم المتحدة قام بعمل حكيم أبدى فيه زعامة حقيقية وحصل من هناك على قرار بالاجماع بما يجري عمله الآن.
وردا على سؤال بشأن شعوره كسعودي لو ان بعض الامريكيين فعلوا في المملكة ماحدث في 11 سبتمبر 2001 في أمريكا .. وماذا سيكون الشعور العام في بلاده تجاه امريكا.. قال سمو الأمير بندر بن سلطان ان شعوره لم يكن ليختلف عن شعور الامريكيين وقتما وقعت الهجمات وهو شعور يختلط فيه الغضب بالالم لعائلات الضحايا والسخط على هؤلاء الذين جلبوا هذا الخراب.
وقال سموه.. اننا وأجهزتكم الأمنية هنا وفي بقاع مختلفة من العالم كنا مشتركين في عملية مطاردة قبل شهور من 11 سبتمبر 2001... لكنني أؤكد لكم اننا كنا نعمل بجنون قبل شهور عديدة من وقوع الهجمات.. ولان هذه المعركة مازالت قائمة فانني لا أستطيع ان أكشف لكم عن أكثر من هذا لكن سيأتي وقت في المستقبل ستنجلي فيه الحقيقة تماما وتعرفون حينئذ ان السعودية تحملت بشرف نصيبها في المعركة.
وأضاف انه قبل 11 سبتمبر 2001 بثلاث أو خمس سنوات كنا نطارد اناسا مخربين... هؤلاء الاشخاص لم يختفوا في ليبيا أو سوريا أو ايران بل توجهوا إلى لندن وباريس وبرلين وفي امريكا احيانا.. وعندما كنا نبلغ عنهم نظراءنا يقولون انهم (منشقون).. وانهم اصبحوا كذلك لانكم لاتعطونهم حق الكلام والتعبير عن رأيهم.
وقال الأمير بندر نعم لقد كانوا منشقين.. وكنا لانعطيهم حق الكلام لانهم عندما يتكلمون ينطقون قبحا... وكان من نتاج فكرهم وكلامهم ماحدث في 11 سبتمبر.. هناك خيط رفيع بين عمل ماهو صحيح بسبب عدم سخط شخص عن حق وبين شخص شرير يريد ان يتسبب للاخرين في الاذى باسم (الله) وباسم الحرية.
واضاف كان هناك العديد من الاشخاص يسمون بالمنشقين يوم 10 سبتمبر وفجأة تحولوا يوم 12 سبتمبر الى إرهابيين...
وقال سمو الأمير بندر... ان الحكمة ومراعاة الضمير تقتضي منا الآن ان نفعل شيئين ... أولهما ان نقف بالمرصاد وبصرامة ضد الفاسدين وفي الوقت ذاته لايجب ان يحيد بنا هذا عن الطريق الصحيح ويجعلنا نرتكب أخطاء اخرى.
وأضاف سموه... إننا في الشرق الاوسط لدينا مشاكل أخرى غير صدام والعراق أهمها القضية الفلسطينية.
وأوضح ان مبادرتي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والرئيس الأمريكي جورج بوش هما الحل الامثل على الارجح لهذه القضية لكن السؤال هو كيف نلتقي معا كي نحولهما الى واقع ينهي المعاناة والثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون على الجانبين.وعن سؤال عما يتعين على الولايات المتحدة والامم المتحدة والدول العربية عمله كي يجلس الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي الى مائدة المفاوضات قال الأمير بندر بن سلطان ان مأساة الشرق الاوسط هي ان العرب عندما يكونون مستعدين تكون اسرائيل غير مستعدة وعندها تكون اسرائيل مستعدة يكون العرب غير ذلك. وقال الأمير بندر: إن الولايات المتحدة عنصر حيوي للغاية في هذه العملية السلمية وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تحظى بثقة الطرفين.
مشيرا الى ان الرئيس بوش اقترح حلا بوجود دولتين وهو حل يجب البناء عليه.
وأوضح ان هذه المبادرة تأتلف مع المبادرة السعودية وان المجتمع الدولي قد ايد كليهما.
واضاف قائلا: لسوء الحظ هناك اعداء للسلام على الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني... اذ كلما اقتربنا من سد الفجوة والشروع في عمل حقيقي يشعر به الناس على الارض يقع عمل ارهابي من هنا أو هجوم عسكري كاسح من جانب اسرائيل ونجد انفسنا امام منافسة بينهما فيمن يجلب عنفا اكثر بدلا من المنافسة فيمن يساهم اكثر في السلام.
وأعرب سمو الأمير بندر عن تفاؤله بأنه بعد 28 من يناير الجاري (وهو الموعد الذي ستجري فيه الانتخابات الاسرائيلية) ستفهم الحكومة التي تتولى ايا كانت ان هناك اثنين من الثوابت التي لايمكن تغييرها في الشرق الاوسط الاول هو انه لن يكون هناك حل يحظى برضا الفلسطينيين دون ان يوفر الامن للشعب الاسرائيلي.. والثاني هو انه لن يكون هناك أمن لشعب اسرائيل مالم تجب اسرائيل المطالب الوطنية للشعب الفلسطيني.
ولهذا السبب فانني اتوقع ان يكون شهر مارس او ابريل القادمان موعدين يبعثان على التفاؤل اذ ربما يشهدان تحركا للعملية السلمية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved