* واشنطن - بغداد - الوكالات:
أبقت الولايات المتحدة على ضغوطها على بغداد وحذرت القادة العراقيين من انهم سيواجهون اتهامات بارتكاب جرائم حرب إذا استخدموا الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ضد القوات الامريكية.
وتجاهل وزير الخارجية الامريكي كولن باول تحفظات فرنسا والمانيا بشأن نفاد صبر الولايات المتحدة من عملية التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة في العراق وشكك في امكانية التزامهما بضمان توصل المفتشين لنتيجة.
وقال الجنرال ريتشارد مايرز من السلاح الجوي الامريكي والمسؤول البارز بوزارة الدفاع ان المخابرات الامريكية جمعت مؤشرات على ظهور اضطرابات بين القادة العراقيين لكنه لم يورد اي ادلة على ذلك.
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش الذي تحدث في ميسوري بسانت لويس ان الرئيس العراقي صدام حسين يتلاعب وغير مستعد للتخلص من اسلحة الدمار الشامل.
وأضاف بوش في كلمته: لقد طلب مزيدا من الوقت كي يواصل التلاعب بالمفتشين المزعومين... انه مغرم بلعبة الاستخفاء في بلد شاسع، وليس مهتما بنزع السلاح.
ومضى يقول ان صدام يريد ان يلهو من أجل السلام، يجب ألا نتركه يلهو. قرارات الأمم المتحدة سوف تفرض.
وهددت الولايات المتحدة بمهاجمة العراق والاطاحة بصدام إذا لم يف بشروط نزع السلاح التي نص عليها قرار الأمم المتحدة الصادر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وينفي العراق امتلاك هذه الأسلحة ويقول انه يتعاون مع المفتشين.
ويحل موعد مهم يوم الاثنين المقبل عندما يقدم المفتشون تقريرهم عن مدى التعاون العراقي لمجلس الامن، ويتعين ان تكون القوات الامريكية مستعدة بحلول الشهر المقبل إذا قرر بوش شن حرب.
ونصح بوش الضباط والجنود العراقيين الا ينفذوا أي أمر يصدر لهم باستخدام أسلحة دمار شامل في الصراع، وكان قد وجه تحذيرا مماثلا في أكتوبر/ تشرين الاول الماضي لكن هذه المرة تبدو فرص الحرب أكبر بكثير.
وقال الرئيس الامريكي إذا حدث وتلقى أي ضابط عراقي أو جندي أمرا من صدام حسين أو ابنائه أو أي من القتلة الذين يشغلون المستويات الاعلى من حكومتهم فان نصيحتي هي الا يتبع هذا الامر.وأضاف: إذا اخترت ان تفعل ذلك فعندما يتحرر العراق سوف تعامل وتحاكم وتضطهد كمجرم حرب.
وقال باول في برنامج اخباري بالإذاعة الامريكية ان الحرب ليست حتمية لكن المجتمع الدولي لا يمكن ان يسمح لصدام ان يطيل أمد عملية التفتيش.
وأضاف: ما شهدناه ليس مشجعا بالتأكيد انه يواصل الخداع والمراوغة.
وفي اشارة فيما يبدو لفرنسا والمانيا اللتين تعارضان شن حرب على العراق قال باول للإذاعة هناك بعض الدول في العالم تريد ببساطة الابتعاد عن هذه المشكلة وافتراض انها غير موجودة.
وأضاف: انهم قلقون من عواقب السير في هذا الطريق لتحقيق متطلبات «قرار مجلس الامن رقم 1441» الذي يصل في نهاية الامر الى استخدام القوة إذا لم يتعاون العراق، ويهدد القرار «بعواقب وخيمة».
لكن باول وصف الخلاف بين الولايات المتحدة وفرنسا بأنه «جفوة» في العلاقات وقال انه يأمل ان تعود فرنسا للصف.
وكانت فرنسا لمحت الى انها يمكن ان تستخدم حق النقض «الفيتو» في مجلس الامن الدولي إذا سعت الولايات المتحدة الى الحصول على قرار بمهاجمة العراق بينما لا يزال مفتشو الأمم المتحدة يعملون هناك باحثين عن أسلحة دمار شامل.
غير ان باول قال: انها جفوة عابرة الكل يعرف الموقف الفرنسي وسنتحدث اكثر مع الفرنسيين.
وأضاف: موقفنا هو ان صدام حسين يجب ان ينزع سلاحه وبمقدوره أما ان يفعل ذلك سلميا أو ان يتنحى ويترك غيره يفعله والا فسوف يتم الامر بدونه، وآمل ان يصل الفرنسيون الى تفهم الحاجة الى مثل هذه الاستراتيجية وأهمية مثل هذه الاستراتيجية.
وتابع: لكن ليس من الواضح الى متى تريد «فرنسا والمانيا لعمليات التفتيش» ان تستمر أو ما إذا كانتا جادتين بشأن وصولها لاي نتيجة في وقت ما.
ومن ناحية أخرى حث الديمقراطيون في الولايات المتحدة على عدم اتخاذ أي عمل سريع وقالت السناتور دايان فينشتاين عضو مجلس الشيوخ ان الرئيس الجمهوري بوش يبدو عازما على شن حرب على العراق حتى لو لم يجد المفتشون شيئا محظورا.
وأضافت في كلمة القتها في لوس انجليس حثت فيها على السماح للمفتشين باستكمال عملهم هذا امر مزعج للغاية.
وقال دوف زاخايم مراقب حسابات وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون أمس الاربعاء ان الولايات المتحدة تعتزم السعي لجمع تبرعات للمساهمة في تحمل نفقات أي حرب تقودها واشنطن على العراق على الرغم من المعارضة الدولية المتزايدة للتسرع في استخدام القوة.
وتساءل زاخايم قائلا: هل سنحاول الحصول على مساعدة. بلا شك، ولماذا لا نفعل اننا لا نفعل هذا من أجل مصلحتنا وحدنا.
وفي بغداد أثار الرئيس العراقي صدام حسين يوم الاربعاء شبح حرب عصابات في مدن العراق وقال ان الشعب العراقي بجميع طوائفه سيهب لمواجهة أي قوة غازية.
وقال صدام في كلمة ألقاها في جمع من كبار قادته العسكريين أذاع التلفزيون العراقي مقتطفات منها فمن أين يمر المحتل أو يأتي.. انه لن يمر لانه سيلقى الشعب رجالا ونساء قد أدى القسم على أنه لن يمر.
وقال صدام... ولكن ركضة المسؤولين الامريكان هذه لا توصلهم الى ما يريدون .. فمن الواضح الجلي أنهم سيسقطون ويقعون في ألف بئر وبئر بسبب سوئهم وسوء تخطيطهم ونيتهم وفعلهم ضد العالم.
كما سأل صدام قادة جيشه عما إذا كانوا يزاولون تمارين رياضية كافية وسألهم مازحا هل تهتمون باللياقة البدنية والتدريب.. أم أن انشغالكم بالمعدات جعلكم لا تهتمون بهذا الجانب.
|