توقفت ملياً أفكر في معنى لهذه الكلمة التي بعثرت حروفها، فلم أجد لها إلا معنى واحداً استوقفني..!
ومررت بنماذج كثيرة في دول ومدن أخرى جميعها تلهث وراء هذا المسمى وبالأحرى المضمون، وسمعت قصصاً ترقى إلى العجب من صغار وكبار فتيات وسيدات.. تعاطفت معهم وحاولت بخبرتي القصيرة أن أمدهم بالنصح والمشورة بقدر ما اهتديت وتعلمت، وكان مرجعي كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.
وتساءلت في نفسي.. وأول ما وجهت هذا السؤال إلى ذاتي: من منا سعيد.!؟؟
ولاذت نفسي بالصمت الطويل.. ولم أجد أحداً يعطيني الجواب الشافي.!
لأن ما يعرفه البعض لا يعرفه آخرون.. فالسعادة شيء محسوس يفتقده العاجز، والمريض، والجاهل، والفقير، والذي ليس له أبناء، والبخيل- والمحروم- والأعمى، وغيرها من النماذج التي نراها ونسمع عنها في حياتنا اليومية.!
ومازال السؤال يفرض نفسه: من منا يحيا بسعادة..!؟
عندها وجدت امرأة واحدة قانعة بما هي فيه ورضيت بما قسمه الله لها.. لأنها استطعمت معنى هذه السيمفونية.. ولخصتها في معنى واحد ذي نغمة واحدة محددة.. وهي القناع البسيط الذي يقنع باليسير. يقول سبحانه في محكم تنزيله..{وّاصًبٌرً وّمّا صّبًرٍكّ إلاَّ بٌاللَّهٌ}.
فالرضا بما قسمه الخالق.. لجميع الخلائق هو أصل السعادة.. والرضا لا يأتي إلا باقتناع من داخل النفس سواء في مرض أو فقر أو غيرهما..!
ولعل أكثر التعساء الذين يرفضون ما قسم لهم تجدهم يلوذون بالفرار عند أول عثرة تواجههم، ونسوا أن هذه الدنيا دار امتحان واختبار- والصابر فيها هو الفائز..!
فمن رضي بما قسم له أرضاه الله.. ومن سخط فإن أمر الله نافذ.. والحياة تعلمنا كل يوم درساً وعظة- لنقف على بابها، ونتأمل هذه الحياة القصيرة والتي تملؤها العظات والعبرات كل يوم، وأرجو أن نستفيد منها!!
|