في جلسة عائلية تضم كافة أفراد الأسرة صغاراً وكبارا، بنين وبنات، أمام التلفزيون ولأن البرنامج ديني ثقافي، كان الأب مسترخياً ويطالب الجميع بالتوقف عن الكلام والإنصات لما يقوله الشيخ المتحدث.. ولأن الوضع كذلك فلا حاجة لدى الأب للإمساك بجهاز «الريموت كنترول» لتغيير القناة عند أي طارىء أو لإبعاد مشاهد غير مقبولة قد تدخل إلى جو الأسرة وفقاً لما تبثه بعض القنوات الفضائية الأخرى.
إلا أن حالة الاسترخاء والارتياح لدى الأب لما يقوله المتحدث ويسمعه الأبناء والبنات انقلبت فجأة إلى حالة من الخجل واحمرار الأوداج وتصبب العرق والبحث يمنة ويسرة عن «الريموت» لعله يستدرك الوضع ويعجل بإغلاق الجهاز جملة وتفصيلا هذه المرة وليس تغيير القناة أو خفض صوت المتحدث فقط. هنا أتوقف عن ذكر السبب صراحة لأنني لا أستطيع أن أشرع في تفاصيل سؤال المتصل على البرنامج ولا اجابة الشيخ المتحدث ولا إصرار مقدم البرنامج ولا حتى مخرجه على عدم التدخل وتغيير الموضوع، بل واستحي أن أوردها هنا لأنها تتعلق بتفاصيل دقيقة لما يحدث بين الأزواج داخل غرف النوم يخجل الإنسان أن يتحدث عنها مع أي إنسان فما بالكم إذا كان ذلك الحديث يسمعه الصغار والصغيرات والمراهقون والمراهقات وكل ذلك بحجة أنه «لا حياء في الدين»..!! نعم لا حياء في الدين ولكن الدين لم يجز أيضاً الحديث عن تلك الشؤون والعلاقات الأسرية بعلانية وفي مثل هذه الأوضاع رغم أنه أباح السؤال عنها ولكن بين السائل ومفتيه أو في حلقات الدرس أو في كتب الفقه ودور التعليم.
أما أن يصرح بها أمام الجميع وبلا حياء فهذا ما لا يمكن قبوله مهما كانت المبررات والأسباب، فديننا وتربيتنا وتقاليدنا الاجتماعية المحافظة - ولله الحمد - تمنعنا من إسماع تلك الأمور لأبنائنا وبناتنا بهذه الطريقة وذلك الأسلوب الذي يرفضه الذوق والأخلاق والحشمة والحياء.
|