القمة .. أنت
سهم الدعجاني

من منا لا يعشق «القمة» تلك الكلمة الساحرة في قاموسنا الاجتماعي أو يحلم بها؟ بل ويتفانى في الوصول إليها إيماناً منه ب «من السهل الوصول إلى القمة، ولكن من الصعب جداً البقاء عليها»، تلك المقولة التي أصابتنا قبل أبنائنا الطامحين بالضعف والخور أمام «القمة» أياً كانت قبل أن يفكروا فيها، بل وتكرّس عبر حروفها المغموسة في الانهزامية في ذواتهم فلسفة «الضعف الذاتي» عندما نصدمهم ب: «من الصعب البقاء عليها»، في حين أن من مَلَكَ مقومات الوصول إلى «القمة» سهل عليه إن شاء الله البقاء عليها، ولكن بشرط أن يبدع في التواصل مع الآخرين قبل وبعد أن يشعر بطعم النجاح لتتسع له ولبقية الناجحين. فأتوقع أنّ فشلنا مصدره ليس «القمة» أو الوصول إليها، إنما عشقنا للنجاح الفردي والتميز الأوحد، وبنظرة متأملة إلى سياق حياتنا الاجتماعية، نجد أن «القمة» تتربع على عرش مصطلحاتنا البراقة، فنفترق من أجل مباريات «القمة»، ونحزم حقائبنا إلى مهرجانات «القمة» وتخذلنا دائماً مؤتمرات «القمة»، أليس في ذلك شاهد حي على أننا قوم نعشق «القمة» ونسعى إلى «القمة» ونحارب من أجلها ولكن لعل سعينا يقودنا إلى «القمة الحقيقية»..
وأخيراً ...
في البدء حاول أن تتهجى أبجديات «القمة» المغمورة في داخلك، ثم ارسم ملامح «القمة الحلم» فهي لك وأنت تستحقها، إنها مجرد دعوة للبحث عن «القمة» المختبئة في ذاتك !! قبل أن تلهث خلف أي قمة أخرى.