من أهم ما في الأعياد من مزايا أنها تجدد اللقاءات بين الأقارب، والأصدقاء والأصحاب، فقد تمضي الأيام متتالية، والشهور متعاقبة دون أن تلقى صديقا أو قريبا أو صاحبا تتحدث اليه.. وتسعد بلقياه، فيجيء العيد ليحملك على أجنحة من فرحته لتزور أقاربك وأحبابك، وأصدقاءك!!
فهل قدر لك ان تلقى كل من أممت منزله أو قصدت سكنه من هؤلاء؟؟
كبير ظني أنك لن تجيب ب«نعم» لأنك ستخرج من دارك لتزور من عقدت العزم على زيارتهم، فلا تجد منهم إلا القليل، فهم مثلك ينهبون الأرض ركبانا ومشاة ليجددوا عهود الوفاء بزيارات لمن تربطهم بهم روابط من هذه الروابط الاجتماعية الكثيرة التي تقوم عليها العلاقات بين البشر، فتصل أنت الى بيوتهم.
ويصلون هم الى بيتك فلا تجدهم ولا يجدونك، فتكفى مثل ما يكتفون بترك بطاقة معايدة.. فيها دعاء حار وتمنيات طيبات.
فهل هذه هي رسالة زيادة العيد؟
وهل تؤدي البطاقة المكتوبة ما يؤديه لقاء - مهما يكن قصيراً - بقريب أو صديق؟؟
في يقيني أن زيارة العيد - كما سبق أن قلت ذات رسالة إنسانية كريمة فيها معنى المشاركة.. للمزور أحلامه، وأفراحه وأتراحه!!
ان الأثر الذي تتركه زيارتك في نفس صديق باعدت بينك وبينه الأيام سيظل أمدا غير قصير - رافداً من روافد الحب في نفسه لك.. ومعينا - قل أن ينضب - لالتزامه بالوفاء لك، وذكرى - خير ذكرى - تتجدد كما طلعت شمس، أو ههفهف نسيم، أو غرد طير!!
ان زيارة العيد - الى جانب هذا كله مظهر ديني رائع يحمل كل المعاني الخيرة في التئام الشمل، وصلة الرحم، وتوحيد الصف، علينا أن نحافظ عليها وأن ننميها، ونشجع على ممارستها!!
ولكن كيف يكون ذلك؟؟ وانى نصل الى تحقيق هذا الحلم الجميل، والطريقة التي نمارس بها زيارة العيد لا تفي بالحاجة ولا تؤدي الى الغاية؟
لقد دعوت الى دراسة تنظيم هذه الزيارة في مناسبات كثيرة مماثلة، واتجهت بدعوتي الى المجلس البلدي بمدينة الرياض.. والى الكتاب والأدباء للاسهام في دراسة تنظيم الزيارة في الأعياد، ولما لم أجد لدعوتي صدى، ولا لفكرتي نقاشاً، فهل لي ان أجد في صاحب السمو الأمير الشاب سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي طالما آزر الآراء النيرة، وناصر الأفكار المخلصة.. هل لي أن أجد في سموه ما يحقق الأمل في دراسة هذا الرأي دراسة دقيقة تتمخض عن تنظيم دقيق لزيارة العيد تتحقق معه الغاية الدينية التي سنت من أجلها والمظهر الانساني الرائع الذي تنطوي عليه تلك الزيارة؟؟
|