السمنة المفرطة تبدأ رحلتها منذ الطفولة. كلما ترندج الخديج وانتفخت خدوده زادت السعادة المنزلية وكثرت الخلايا الشحمية..
ومن الصعب اقناع الأم الحنون أن الطفل يأخذ حاجته من الطعام ولا حاجة للاكثار.. فالوالدة العطوف ترى ابنها بحالة اضراب عن الطعام ولو أكل، فهو دائماً «ما يأكل» ولهذا الموضوع الحساس زيارة لاحقة لأن حله لا يرتبط بوزارة الصحة!!
إنما لو تركنا البيت وأخذنا أولادنا إلى المدارس حماية من الوجبات المنزلية القسرية لوجدنا من الناحية الغذائية أنهم لو بقوا في البيت لكان أفضل لهم.. فمدارسنا أصبحت مصدر للوجبات ذات القيمة الغذائية «التعبانة» لا رقابة عليها ولا ما يحزنون فالبطاطا الشيبس بكل زيوتها والشكولاته بكل زبدتها وأنواع ال«junk food» برمتها أصبحت مصدر استمتاع ذهاب أولادنا إلى المدارس وأساس لتلييس شرايينهم بالشحوم بدون دراية أصحاب العلوم.
والمدارس التي تقدم الوجبات للطلاب ليست معصومة من خطأ الاكثار الدهني، وهذه القضية ليست محلية ففي دراسة «أمريكية» في ولاية كاليفورنيا ل«24» مدرسة متوسطة، تمنح وجبات غذائية، وجد أن جميع هذه الوجبات تحتوي على نسبة شحوم أعلى من المستوى المقبول. فالنسبة المقبولة من مجمل السعرات الحرارية ذات المصدر الدهني هي 30% أ ي ما يعادل 20 غراماً للوجبة الواحدة وتبين بالدراسة أن الوجبة المدرسية تحتوي على «26» غراماً أي بزيادة 30% عن كمية الدهون المقبولة.
الدراسة الميدانية لهذا الموضوع بدعم وزارة الصحة والوزارات المعنية الأخرى ضرورية، فالوقاية المبكرة أساس الحد من أمراض تصلب الشرايين.
وأما سيدتنا الفاضلة المتمسكة برأيها بأن طفلها المرندج ضعيف الشهية «ما يأكل» فنؤكد لها أنه طالما وزنه صح ونشاطه صح واهتمامه بدروسه صح وتنمية مواهبه صح فسيأكل حاجته تماماً بدون حاجة إلى التشجيع والإلحاح عليه ليأكل أكثر.
* المدير التنفيذي
مستشفى المملكة والعيادات الاستشارية
|