من أجمل المشاهدات في بطولة الأندية العربية المقامة حالياً في جدة وبمشاركة الفريقين السعوديين الاتحاد والأهلي ما نراه من التفاف حميمي دافئ بين الناديين الشقيقين اللذين عكسا أمام الأشقاء العرب عمق العلاقة التي تربط الأندية السعودية بعضها البعض مهما بلغت درجة التنافس بينها وهذا مرده بلا شك الشعور الحق بالوطنية ثم ما يتمتع به رجال الناديين من الوعي والثقافة واحترام الذات والآخر.
فلم نسمع همهمات وتلميحات من طرف ضد آخر، أو مشاغبات في اجتماعات اللجنة الفنية والشكوى بعد وصول كراتين مياه الشرب، أو الحديث عن أعداد الجماهير وإحصاء العمائم، أو ترشيح المنافسين للفوز على الفريق الوطني الآخر المشارك والتشكيك في نتائجه والغمز بالتلميح والتصريح بدور الحكام في نتائجه، بل واطلاق اتهامات الرشوة علانية، أو طرد أعضاء أحد الفرق الشقيقة المشاركة من مقاعد الاحتياط بأسلوب غير حضاري بحجة أنها مقاعدهم. كما لا أتوقع أن نرى مسؤول النادي المنظم ينسحب من المنصة شيئاً فشيئاً حتى يتوارى عن الأنظار عندما يفوز النادي الشقيق بالبطولة.
بل على العكس رأينا احتفاءً متبادلاً بين الأشقاء إلى درجة تبني اللجنة الاتحادية المنظمة تكريم الرمز الأهلاوي الكبير صاحب السمو الملكي الأمير محمد العبدالله الفيصل، ورأينا الاتحاديين يطلبون من الأهلي ترشيح عضو منهم (أحمد عيد) للمشاركة في اللجنة المنظمة في خطوة تحمل دلالات ومعاني سامية وعظيمة.
فلله دركم يا أهل الاتحاد والأهلي لقد رفعتم رؤوسنا وشرفتمونا بهذه الأخلاقيات والسلوكيات الرفيعة التي عكست حقيقتنا بالفعل ولم تتيحوا مجالاً لأي قول مسيء أو فعل مشين أو تصرف شاذ يشوه كل هذه الإنجازات الإنسانية والحضارية التي وصلت إليها بلادنا والتي تفاخر بها وعلى رأس هذه المنجزات فكرنا وعلمنا وثقافتنا ووعينا. وكم أحرجتم أصحاب العقول المتحجرة بالتعصب والمنغلقة باللا وعي وكشفتم ممارسات متخلفة تأبى نجاحنا وتطورنا بل تحاول سَحْبنا إلى الاتجاه المعاكس دائماً.
|