كُلُّ الأماني بهذا اليومِ تلقاني
وَبُلْبُلُ الشِعْرِ بالألحَانِ وَافَاني
وَظَامِئُ القَلبِ قدْ جَادت مَنابِعُهُ
فَروْضَةُ الشوقِ في نَفْلٍ وريحانِ
نحنُ الصَّحَارى، إذا الوَسْمِيُّ غَازَلها
صَارتْ جِنَانَ المُنى للإِنسِ وَالجَانِ
نَحنُ الحَيَاةُ ، وَمَا شيء بِهَا أبداً
بِغَيرِ مَاءٍ يُرَى حَيّاً بِوَجدَانِ
نَحنُ الأُلى في ليالي الجَدْبِ أَرْهَقَنَا
حَفرُ القَليبِ بِمَنْهُوكٍ وَعَطْشَانِ
بِتْنَا نُعَلِّقُ آمالَ السَّرابِ بِهَا
وَمِعْوَلي بَينَ غَبْرَاءٍ وَصَفْوَانِ
واليَوْمَ والحَمْدُ للرَّحمنِ مُتَصِلاً
يَارَبِّ حَمْداً لإِفضالٍ وَ إِحسَانِ
اليَومَ جَادَتْ لنا كَفُّ النَّدى فَغَدا
نَهْرُ الفُرَاتِ هُنَا ، وَالنِّيْلُ نِيْلانِ !
يَا «خَادِمَ البَيتِ» مَا زَالتْ مَآثِرُكُمْ
أَعْيَتْ بِطُلاَّبِ إحصَاءٍ وَحِسبانِ
عِشرُونَ عَاماَ، وَهَذا العَامُ يَتْبَعُها
وكلُّ يومٍ وَأنتَ المانِحُ البَاني
لو العظَامُ سَعَوا سَعْياً مُنَافَسَةً
لأقصَرُوا أَنْ يَنَالُوهُ بِمَيدَانِ
في كلِّ صِقْعٍ قُبَيْلَ الفَجْرِ أَدْعِيَةٌ
كَفٌ تُمَدُّ، وَهَلَّتْ مِنْهُ عَينَانِ
يَارَبِّ فَاحْفَظْهُ ذُخراً للعُلاَ، وَأباً
لَوْلاهُ كُنَّا كَأيتَامٍ وَعُمَيْانِ
يَا رََبِّ ألبسْهُ في دُنيَاهُ عَافِيَةً
وَاخْلَعْ عَلَى النَّاسِ مِنهُ ثَوبَ إحسَانِ
يَسِّرْ لِكَفَّيْهِ بَذلَ الخَيرِ عَادَتَهَا
وَاجْعَلْ جَزَاءً لَهُ جَنَّاتِ رِضْوَانِ
وَاحْفَظْ وَليّاً لِعَهْدٍ لَيسَ يَنْقُضُهُ
أَخُو العَزَائمِ في بَأْسٍ، وَفَي شَانِ
واحْفظ رَبيْبَ الندَّى ، كالغَيْثِ مِنحتُّهُ
ليْثُ الحُروبِ، وَمنْذا غيرُ سُلْطَانِ؟
هَذي مَكَارِمُهُم كَالشّمْسِ مُشرِقةً
غَيْثٌ لِحَقٍ، وَإسقاءٌ لِظَمَآنِ
في الحَرْبِ تَلقَاهُمُ نَاباً مُكشِّرَةً
وَفي السَّلامِ سَتَلقَى المَبْسَمَ الحَاني
فَمَنْ يُرِدْ سِلْمََنَا يَظفَرْ بِجَانِِبِنَا
وَمَنْ أَرادَ اعتِدا فَالصَّاعُ صَاعَانِ!
كَأنَّنَا نَخْلَةٌ بالخَيرِ مُثمِرَةٌ
لكنِّنا دُوَْن جِذْعِ النَّخلِ سَيْفَانِ
هَذَا شِعَارٌ لَنَا، للناس نُعْلِنُهُ
والكُلُّ يَشهَدُ، مِن قَاصٍ وَمِنْ دَانِ!
وَاحْفَظْ لَنَا رَبنَّا شِبْلاً نَمَا وَسَمَا
(عَبدالعَزيزِ) حَفِيدَ الفَاتحِ البَاني
(عبدالعزيز بن فهد) حَسبُكم نَسَباً
وَلَسْتَ مِمَّنْ عَلىَ الأَنسَابِ بالوَاني
مَا زِلتَ تَبْنِي لَكُم صَرْحاً تُشيِّدُه
قَدْ خَطَّهُ الفهدُ مِنْ أُسّ ٍ وَ أْرْكَانِ
صَرْحٌ تَقومُ علَى التَّقْوَى دَعَائِمُهُ
وَمِنْ جَبينِ الثُّرَيَا مُشرِفٌ دَانِ!!
جُوْدٌ تَغَارُ لَهُ مِنْ فَضْلِهِ سُحُبٌ
مَا قَطْرَةٌ المُزْنِ إلا دَمْعُ غَيْرَانِ
وَالبَحْرُ مِلْحٌ أُجَاجٌ لَيْسَ تشبهُهُ
كَفٌّ فُرَاتٌ لِمُحْتَاجٍ وَظَمَآنِ
كَمْ مَسْجِدٍ في رُبُوعِ الأَرضِ تَعمرُها
مَنَائِرُ الخيرِ تَهْدِي كُلَّ حَيْرَانِ
يُمْنَاكَ تُعطِي، وَيُسْرَى مِنكَ مَا عَلِمَتْ
فَاعْجَبْ لِسِرّ ٍ ولا تُفْشِيهِ أُخْتَانِ!!
كَمْ سَائِلٍ وَسُيوفُ الفَقْرِ مُصْلَتَةٌ
وَأَنتَ كالدِّرعِ تَحْمِي الخَائِفَ العَاني
وَكَمْ يتيمٍ دَعَا لَمَا كَفَلْتَ لَهُ
يَارِبِّ فَارْعَ الذي بالخِيرِ يَرْعَاني
وَكَمْ عَجوزٍ حَنَاهَا الدَّهر صَيَّرَهَا
كالقَوْسِ، تدعُو لِمَنْ أَعْطَى بإحسَانِ
وَهَذِهِ أُمَمٌ عَطْشَى سَتَذكرُُكُمْ
عِنْدَ السُّجُودِ بإخْبَاتٍ وَ إيمَانِ
إذا الجُمُوْعُ بِيَومِ الحَشْرِ ظَامِئَةٌ
يَارَبِّ فَاسْقِ الذي بالأرضِ أسْقَاني
(حُرَيْمَلاءُ) وما فيها يُحيِّيكمْ
القَلْبُ وَالطَّيرُ والنَّخْلُ بِبُسْتَانِ
لو يَستطيعُ لَخَفَّ النَّخلُ يَلقاكم
أَوْ طَأْطَأَ الرّأسُ، أوْ أَوْمَا بِعِسْبَانَِ