إن مشروع خادم الحرمين الشريفين لسقيا المواطنين من نعم الله وآلائه الذي منَّ على المملكة العربية السعودية بقيادة حكيمة تعمل لصالح وطنها ومواطنيها، وهبت نفسها لخدمة الإسلام والمسلمين، تشد من أزرهم وتدعم قضاياهم وتلم شملهم منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - الزاخر بكل أنواع العطاءات.
تتتابع صور العطاء في هذا البلد المعطاء، وتتنوع أشكال رعاية الدولة للنهضة المباركة في بلادنا الطاهرة، ولكنها جميعاً تتكلم بلسان واحد، وتنطلق من منطلق واحد، ذلكم هو أنها دولة الخير، المحبة للخير، الباذلة للخير، المشجعة عليه، وأن قادتها هم قادة الخير والجود والسلام.
إن الأعمال الجليلة والإنجازات الكبيرة التي حققها خادم الحرمين الشريفين تتحدث عن نفسها بنفسها، وأياديه البيضاء - حفظه الله - غرست جذور التطور والنماء فأثمرت نهضة شاملة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والتنموية، وأكسبت المملكة مكانة مرموقة وثقة تكبر مع الأيام في شتى المحافل مرتكزة على أعمال مخلصة ومواقف راسخة ثابتة بفضل ما أراده الله لها من مكانة وريادة ولأهلها من عزة وقيادة.
لقد خطت بلادنا الغالية خطوات واسعة متلاحقة في مراقي المجد، ومدارج الحضارة، حتى تسنَّمت مكانها الريادي، وهي ترتكز على دعامة أساسية هي قيامها بهدي شريعة الله وتطبيقها لدينه الخالد، وهي أيضاً تتميز باستيعابها للمتغيرات والمستجدات العصرية العالمية، وتسهم في ركاب الحضارة الإنسانية مستفيدة من خير ما لدى الأمم الأخرى.
إن خادم الحرمين الشريفين يبذل الجهد تلو الآخر من أجل خدمة الإسلام والمسلمين في جميع المجالات، إلى جانب جهوده الخيرة المستمرة لرأب الصدع، ولم الشمل العربي والإسلامي، وتضميد جراح المسلمين في مختلف أنحاء العالم، والوقوف معهم في أوقات الشدة.
وإن شواهد أعماله العظيمة أكثر من أن تحصى وأكبر من أن تعد، ومن أبرزها توسعة الحرمين الشريفين هذه التوسعة التي تابعها خادم الحرمين الشريفين شخصياً في جميع مراحل تصميمها وتنفيذها، ونشر كتاب الله الكريم ورعاية حفظته وتنظيم المسابقات الدولية والمحلية لحفظ القرآن الكريم وتجويده، وإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي تجاوزت إصداراته من المصاحف وترجمات معاني القرآن الكريم وتسجيل تلاواته أكثر من مائة وسبعين مليون نسخة تلقاها المسلمون في أنحاء العالم بالرضا والقبول، وتطوير التعليم الذي وضع - أيده الله- أسسه، والتنمية الصناعية والزراعية والخطط الخمسية.
ومحافظة حريملاء إزاء هذه العطاءات الزاخرة لا تملك إلا أن تعترف بهذه الأيادي المسدية البيضاء، وتلهج بآيات الشكر وشهادات العرفان، ولو نطقت لخلتها تقول:
أوليتني نعماً أضيق بشكرها وكفيتني كل الأمور بأسرها
فلأشكرنك ما حييت وأن أمت فلتشكرنك أعظمي في قبرها
وهي مع ذلك لا تعد نفسها إلا بضعة من جسد هذه البلاد الحية السابحة في موج التقدم والرفاهية، يسري في جسمها ماء العصرية والتقدمية، ويمور في وجدانها رونق الحضارة وريعان النمو، انبثقت من رحم الأمس لتطالع فجر الغد الأرحب المأمول، وفي عيينها يأتلق ضوءان: ضوء ساحر خلاب قادم من الأعوام والعقود، وضوء خاطف عبقري واعد بإشراقة المستقبل المرتقب وانبثاقة الغد المأمول إنما هو ضوء العلم والحضارة.
وحتى يتحقق لهذه المحافظة ما تصبو إليه من خصب وإنجاز وتلتحم مع مناطق البلاد الأخرى في صياغة المنظومة التقدمية الشامخة. فإنها ستظل دائماً في سعي دؤوب لمعانقة الوعد القادم المنتظر، لن تيأس.. ، ولن تكسل...، ولن تبرم، لكنها ستصل كلل الليل بكلل النهار.
والأمر قبل ذلك وبعده، لا يستقيم ولا يستوي على أشده حتى يلتمس أسباب الغيث ومفاتح النجاح من الله أولاً ثم من أهل الحكمة والفضل والسداد من ولاة الأمر ورعاة النهضة.
ونحن إذ ننعم بالظلال الوارفة لهذه الدولة العظيمة لنرجع الفضل لأهله، ونشكر قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أن شملوا المحافظة بموافقتهم الكريمة على افتتاح فرع لجامعة الملك سعود يتمثل في كلية لخدمة المجتمع بها، وتم تخصيص أرض لإقامتها. وهذا المشروع التعليمي سيسهم إن شاء الله في تخريج كفايات بشرية تشارك في النهضة التنموية لبلادنا. وإننا لنطمح أن يرى هذا المشروع النور في القريب العاجل لنحتفل جميعاً به كما احتفلنا بهذه المناسبة السعيدة.
وختاماً: نرحب مرة أخرى بأمير هذا الحفل وراعيه وبالحضور الأكارم، ونبتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا ومليكنا الغالي وقادتنا الكرام، أدام الله عليها عزها وزادها من النعم والتقدم والسلام.
(*)وكيل وزارة المعارف لشؤون الآثار
|