Wednesday 22nd January,2003 11073العدد الاربعاء 19 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
عجَّل علينا يا معالي الوزير
عبدالرحمن بن سعد السماري

** لا أدري متى سنعرف قيمة هذا الماء؟.. ولا متى سنحاسب على قطرة الماء؟!.
** ثم.. هل ندرك أننا نعيش وسط صحراء قاحلة.. لا أودية.. ولا أنهار.. ولا بحيرات ولا أمطار.. وثلاثة أرباع السنة.. صيف لاهب تصل درجة الحرارة إلى (60) درجة مئوية؟!.
** المياه هنا.. قضية القضايا.. وإذا كانت عشرات دول العالم مهددة بالموت ظمأً.. فإن دولاً أخرى.. مهددة بالحروب والمعارك من أجل الماء.
** المياه لدينا.. مشكلة المشاكل.. وفي دول أخرى.. تتقدم أولويات القضايا الوطنية رغم وجود أنهار وأودية و«ترعد وتبرق وتمطر يومياً» ورغم وجود منابع وموارد مياه شتى.
** نحن هنا.. نجلب الماء من البحر ونحلِّيه.. ويُسحب مئات الكيلومترات عبر مكائن ومحطات ومضخات ومصاريف ومئات الملايين حتى يصل إلى المواطن.. الذي يُطلق البزابيز ساعات.. لمجرد أن فاتورة الماء بسيطة و«طفسه» ورسوم الماء ليست كرسوم الكهرباء.. والفاتورة طوال السنة.. لا تصل إلى قيمة «قِطْمَةْ» ملح..!!.
** في بلد جاف صحراوي قاحل لا مياه فيه.. تسير في شوارعنا.. فتفاجأ بأن الشوارع سابحة.. وأن هذا الشارع أو ذاك قد صنعا بحيرة بفضل تسرب المياه من هذا وذاك.
** السائق وعامل نظافة السيارات.. يطلق الماء من خرطوم الماء «اللّيْ» و«يسولف» مع زميله.. والماء «يِضْرِبْ».
** البيارات فاضت.. والشوارع طفحت.. والمجاري امتلأت.. ووادي «الحاير» = تِطافَقْ جِيْلانِه = من هذا الماء البسيط الشحيح.. الذي يصب عندنا مرة أو مرتين في الأسبوع.. فنملأ خزاناتنا الضخمة.. سعة ثلاثة «سِقْسات عَشْرَ طن؟!!» ثم نسحبه في ثلاثة أيام.
** تصور.. بيت صغير.. فيه ثلاثة أشخاص أو ربما عشرة.. يستهلك ثلاثة «وايتات» ماء كل اسبوع.. وربما استهلك أكثر؟!.
** من يصدق ذلك..؟.
** يوم توقف الماء عن الرياض.. أو على الأصح.. عن بعض أحيائه لمدة عشرة أيام بسبب عطل في الانبوب.. شاهدنا حجم المأساة.. ووصلت قيمة «الوايت» الصغير إلى ألفي ريال.. في وقت كان يباع قبل ذلك بخمسين ريالاً.
** هل يتوقع أهل الرياض.. وأهل جدة والدمام ونجران وحائل وبريدة والخميس وتبوك.. أننا نسبح فوق بحيرات من المياه العذبة؟!.
** هل هؤلاء المواطنون يجهلون طبيعة جغرافية وتضاريس ومناخ المملكة؟!.
** هل يجهلون.. كيف نحصل على المياه؟.
** هل يجهلون.. لماذا وزارة للمياه فقط.. ولماذا القصيبي بالذات وزيراً لها؟!.
** المشكلة كبيرة.. و«عويصة» ونحن كمواطنين نشكل الجزء الأهم من الحل.. وبأيدينا أن نصنع شيئاً لو تفهمنا المشكلة وتعاونا مع الوزارة والوزير الجديد.
** إن فهم المشكلة.. يشكل «50%» من الحل على الأقل.. وفي مجتمعنا.. يصنع «90» من حل المشكلة ولكن.. ومليون آه وعشرة ملايين «زَفْرَهْ» من لكن؟!!.. وإن شاء الله ما نشوف بعضنا «يْكَرِّعْ» في النهر الازرق.. وادي الحاير؟!!..
** نعم.. مشكلتنا أننا لم نع بعد.. المشكلة.. ولا نزال نعيش بعقلية «الساقي» و«الْبِرْكِهْ» و«التالي سَلَقْ»!!.
** أتدرون متى نعي المشكلة؟.. عندما لا نشاهد نقطة ماء في الشارع.. وعندما يتم تسريح جميع مراقبي المياه.. لأنه لا حاجة لهم.. لأن كل مواطن صار رقيب نفسه.. ولأن كل مواطن أدرك قيمة قطرة الماء.
** يا جماعة.. قد نستغني عن كل شيء.. حتى عن الأكل نفسه.. إذ البدائل موجوده.. كالاستيراد مثلاً.. ولكن.. هل يمكن أن نستورد ماءً؟!.
** كان الله في عون وزارة المياه ووزيرها الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي.. فالمهمة ضخمة ولكن.. كلنا ندرك أن الرجل لها.. وكلنا نقول لمعالي الوزير «عجِّل علينا» فنحن ننتظر.. ماذا في جعبتك.. وستجد منا كمواطنين.. كل تجاوب وتعاون.. وقبل ذلك.. كل ترحيب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved