* الطائف - عليان آل سعدان:
الشباب دعامة الوطن، وهم نصف الحاضر وكل المستقبل، وعندما تؤكد قيادتنا الرشيدة اهتمامها بالشباب، فهي بذلك تتجاوز الحاضر إلى الغد إلى المستقبل.
فما تحقق من إنجازات وتنمية شاملة هي رصيد للشباب.. ولذلك فشبابنا السعودي مطالب بأن يعي هذه الحقيقة ويعمل باتجاهها.. فإذا كانت الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، تضع الخطط والبرامج التي تكفل استيعاب مخرجات الجامعات والمعاهد في سوق العمل وفتح فرص وظيفية، فالشباب مطالبون بالتجاوب مع هذه التوجهات واغتنام الفرص للانخراط في العمل الشريف الذي يساهم في تقدم بلادنا.
«الجزيرة» في جولاتها الاستطلاعية للوقوف على مدى تجاوب الشباب مع برامج السعودة، خاصة في القطاع الأهلي، التقت عدداً من الشباب العاملين في أحد المراكز التجارية الكبرى في الطائف.. وتحدثت معهم عن تجربتهم في هذا المجال، والفوائد التي تعود عليهم، ورؤيتهم لمستقبل عمل الشباب في القطاع الخاص، وفي القطاع الخدمي..
في أحد المراكز التجارية الكبرى بالطائف رصدت عدسة الجزيرة بعض الشباب السعودي وهم يديرون العمل بكفاءة عالية جداً في أحد أكبر المراكز التجارية بالطائف وعندما اقتربنا منهم للحديث معهم كان لا يوجد حتى دقيقة واحدة للحديث معنا إلا أنهم طلبوا منا الانتظار قليلاً بعد الانتهاء من التصوير لتوجيه نصيحة لكل الشباب السعودي وخاصة العاطل عن العمل.
وقالوا بصوت واحد: نحن أبناء هذا الوطن وكل فرصة عمل فيه هي من حقنا مثلنا مثل أي بلد في العالم وفي ظل الظروف العالمية الحديثة التي تشهد تدهوراً اقتصادياً تتضاعف علينا المسؤوليات أكبر للعمل معاً سوياً لخدمة هذا الوطن الى جانب حكومتنا الرشيدة التي وفرت لنا فرص العمل في كل المجالات المختلفة عسكرياً ومدنياً وغير ذلك من الفرص الأخرى المتمثلة في القطاع الخاص من خلال مشاريع سعودة الوظائف التي اتاحت حتى اللحظة ما يزيد على مليوني فرصة عمل للسعوديين منها 58 ألف وظيفة في القطاع الخاص بمنطقة مكة المكرمة بفضل الجهود التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة.
وأجمع هؤلاء الشباب السعوديون الذين يعملون على أجهزة المحاسبة أمام ثلاث بوابات رئيسية للخروج من هذا المركز التجاري الكبير أنهم حققوا فوائد كبيرة جداً من خلال هذه الوظائف واستطاعوا ان يضعوا الخطوات الأولى لتحقيق مستقبلهم ويقدموا العون والمساعدة لدعم آبائهم على مكابدة الحياة واحتياجاتها اليومية، وحثوا بقية اخوانهم الشباب العاطلين عن العمل بعدم التردد عن العمل في مثل هذه الوظائف وعدم التهاون فيها اطلاقاً حتى لا يفوتهم قطار العمل ويندموا على الوقت الذي ظلوا فيه بدون عمل. والعمل الشريف أياً كان موقعه ومكانه ونوعه يظل شريفاً للانسان عندما يقطف قوته بعرق جبينه وبجهده.
وأشار أحد هؤلاء الشباب خلال حديثه ل«الجزيرة» ان أحد الشباب السعودي الذي كان يعمل معهم في هذا المركز التجاري اكتسب خبرة كبيرة في مجال العمل التجاري والبيع والشراء وتسويق المواد الغذائية وعندما توفرت له الفرصة المناسبة واستطاع ان يوفر له مبلغاً من المال من خلال عمله في هذا المركز قدم له والده دعماً مادياً فتح به محلاً تجارياً للمواد الغذائية بالطائف واليوم يعتبر هذا الشاب السعودي الذي كان يعمل معنا في هذا المركز موظفاً من أهم عملائنا التجاريين الذين نزودهم يوميا بالمنتجات والمواد الغذائية وأكثر من ذلك استطاع توظيف عدد من الشباب السعودي معه في محله التجاري بعد تجربة معاناة له قبل الحصول على فرصة عمل دعته هذه التجربة الى مد يد العون لأبناء وطنه وتوفير فرص العمل لهم.
|