Wednesday 22nd January,2003 11073العدد الاربعاء 19 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
رويدكم، فالأمر أكبر من هذا!
عبدالرحمن صالح العشماوي

خيول الفجر تركض في أعماقي منذ أن عرفتُ معنى الفجر، وأنا أراه صافياً نقيَّاَ عَذْباً يتدفَّق من الأفق الشرقي على جبال قريتنا وسفوحها وأوديتها حينما كانت الطفولةُ تسكب براءتَها على زهور القرية ووجوهنا نحن الأطفال. خيول الفجر، تركض في جنبات نفسي منذ أنْ وعَيْتُ معنى أذان الفجر الذي كان يتردَّد في أنحاء القرية حينما كان يرفعه جدّى لأمي يرحمه الله عذباً رخيماً يهزُّ القلوب.
ذلك الأذان الذي يدعو النائمين إلى صلاة الفجر إيذاناً ببداية يومٍ حافلٍ بالعمل والجدِّ والسَّعي في مناكب الأرض، ممزوجاً بالبركة والتوفيق والنَّجاح. خيول الفجر، تركض في شراييني منذ أن سمعتُ تغريد العصافير السَّاحر الذي كان يملأ مسامع قريتنا «عَراء» كلَّ صباح، ويطربها بأجمل ألحانٍ تنبعث إليها من تلك الشجرة الشامخة العريقة «سدرة القاسم»، التي أصبحت علامة بارزةً من علامات الثَّبات والشموخ في القرية.
خيول الفجر، تُسمعني صهيلَها المبارك منذ أن أدركتُ معنى تلك الدَّمْدَمة التي كنت أسمعها من جدِّي يرحمه الله حيث علمت أنها أذكار وأدعيةٌ ينشر عطرها في منزلنا المتواضع كلَّ صباح.
ومنذ أن قال خير خلق الله عليه الصلاة والسلام لصاحبه أبي بكر: «لا تحزن إنَّ الله معنا».
منذ ذلك الحين إلى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها وخيول الفجر تركض أجمل ركضٍ وأحسنه، وتصهل بأعذب صوتٍ تسمعه أذن.
إنها رحلة «الخيل التي عقد بنواصيها الخير، ورحلة الفجر المنبثق من وحي السماء». هكذت كانت «خيول الفجر» صورةً من مشاعري، ولوحةً من نبضات قلبي تحوَّلتْ إلى كلمات شعرية نابضة سمعتموها أيَّها الأحبة في حفل افتتاح الجنادرية «18»، لهذا العام في أداءٍ إنشادي جميل.
قصّةُ رَكْضٍ بديعٍ للخير والحب والنقاء، تتمثَّل فيها رسالة كلِّ مسلمٍ نحوهذا الكون الفسيح، ورسالتنا نحن في المملكة العربية السعودية لأننا نحمل مسؤولية انتمائنا إلى مهبط الوحي ومنطلق الرسالة الخاتمة.
«خيول الفجر» نبضاتُ قلب محبٍ يٌشرق أملاً في الله سبحانه وتعالى بالرغم من ظلام هذا العصر، ويشرق حباً بالرغم من أحقاد المتآمرين والحاسدين.
«خيول الفجر» لوحة شعرية رسمتُها لكم بريشةِ الحبِّ والصَّفاء والنقاء، وإني لأشعر بالسعادة كلَّ السعادة لأنني وجدتُ أصداءَها الجميلة تتردَّد على تقديركم لها، واتصالاتكم التي أشعرتني أنَّ خيول الفجر قد وصلتْ إليكم رسالة حبٍ وخير للإنسانية، وأنَّ صهيلها قد لامس قلوبَ أحبَّةٍ لنا في أكثر من بلدٍ في هذا العالم«الكبير، الصغير».
هذه خيول الفجر، فما بالُ جَوْقةٍ واهمةٍ من بعض المسكونين بظلام الحسد، وعدم الوعي الحقيقي برسالتنا الخالدة، يحاولون أنْ يرسموا بأقلامهم السَّوداء دوائر تعبِّر عن قلوب «غير نظيفة» وقد شرقوا بجمال ركض خيول الفجر «فجرنا جميعاً».. فأخذوا يكتبون عن أحادية النظرة، ويسطّرون كلماتٍ تدلُّ على أنهم لم يستوعبوا معنى ركض «خيول الفجر» في وجدان كل مسلم.
أقول لهؤلاء: رويدكم.. رويدكم، فالأمر أكبر من هذا، الأمر أمر رسالة عظيمة يجب على أصحاب القلوب «النظيفة» أنْ يبلِّغوها إلى العالم، وأنْ يتجاوز بها حدودَ النظرة الضيِّقة، وزوايا الحسد، والهمز واللُمْز التي لا تنشأ إلاَّ في نفوسٍ مريضةٍ، ولا تسطّرها إلا أقلام موبوءة.
خيول الفجر... دعوةٌ إلى الحبِّ والنَّقاء، وصهيلْ جميل يدعو من تعوَّدوا على النَّعيق، ونور ساطع يرشد من يخدعهم وهم البريق، يدعوهم إلى روابي العطاء الصافي، وإلى رياض الأمل المشرق بعيداً عن تعصُّب أعمى، أو «حداثةٍ واهمةٍ مسكونةٍ بالرفض» أو «عَلْمنةٍ مصبوغة بسواد الرؤية، وظلام الفكرة، ودياجير العَوْلمةِ التي لا تطيق أن ترى بياض «خيول الفجر» ولا تحتمل أصداء صهيلها.
نحن هنا في هذه البلاد كيانٌ واحدٌ يحمل الخير والصلاح والحبَّ للناس جميعاً، فلماذا نظل نرى أقلاماً صحفية تكتب في غير دفاترنا البيضاء، ونسمع أصواتاً واهمة تغرِّد خارج سربنا الجميل؟؟
رويدكم ، فخيول الفجر أكبر من هذا.
إشارة


يا خيول الفجر يا متن اليقين
فيكِ ما يهدي قلوب الحائرينْ
فيك للإسلام نورٌ ساطعُ
يكشف الليل عن المستضعفين
نحن أسرجناكِ في جُنْح الدُّجى
وتجاوزنا سبات الغافلين
وغسلْنا جبهة الحبِّ التي
دنَّسَتْها نظراتُ الحاقدينْ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved