* سول العواصم الوكالات:
استبعد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول حدوث مواجهة بين بلاده وكوريا الشمالية بسبب الأزمة النووية المستعصية بينهما.
ورأي على العكس من ذلك مؤشرات وصفها بالمثيرة للتسوية وذلك في وقت طالبت فيه كوريا الشمالية بضمانات من الولايات المتحدة حتى تتخلى عن برنامجها النووي كما دعت بيونج يانج الشق الجنوبي إلى تجاوز ما أسمته مؤامرات الأمريكيين وصولا إلى الوحدة بين الكوريتين.
في هذه الأجواء بدأت الكوريتان الشمالية والجنوبية محادثات أمس الثلاثاء.
وفي حين تحرص كوريا الجنوبية على الضغط على بيونج يانج لإنهاء الأزمة النووية من جهة وعلى درء جهود الشمال الشيوعي لتقويض تحالفها مع الولايات المتحدة من جهة أخرى.
والمحادثات التي تجرى هذا الأسبوع هي أول اجتماعات بين الكوريتين منذ انسحاب كوريا الشمالية من معاهدة حظر الانتشار النووي الشهر الماضي والذي عمق أزمة بدأت في اكتوبر/تشرين الأول عندما أعلنت واشنطن أن كوريا الشمالية أقرت بالعمل في برنامج سري للتسلح النووي.
ويتوقع محللون أن تقاوم كوريا الشمالية محاولات سول وتركز على الحصول على المزيد من المساعدات الاقتصادية من الجنوب والاستفادة من توترات ظهرت في الفترة الأخيرة في التحالف القائم بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة منذ 50 عاما.
وفي مطلع الأسبوع قالت صحيفة رودونج سينمون الناطقة بلسان الحزب الحاكم في كوريا الشمالية «يجب أن يسلك جميع الكوريين في الشمال والجنوب وفي الخارج طريق الوطنية والوحدة الكبرى لإحباط الخطوات الأمريكية ضد الأمة الكورية ووحدتها».
وحثت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية سول أمس الثلاثاء على الصمود في مواجهة جهود كوريا الشمالية لتجنب بحث الأزمة النووية.وقالت صحيفة كوريا تايمز في افتتاحيتها «الاجتماع الذي يعقده الجانبان على مستوى الوزراء لن يكون له معنى ما لم تكن المسألة النووية الحرجة على جدول الأعمال».
وبدأت الاجتماعات بين الشمال والجنوب صباح أمس بمحادثات للصليب الأحمر في منتجع جبل كومجانج الشمالي لبحث ترتيبات لم شمل الأسر المقسمة بين الكوريتين.
وفي وقت لاحق من يوم أمس وصل وفد شمالي على مستوى وزاري إلى سول لإجراء محادثات.
وستبدأ محادثات الوزراء اليوم الاربعاء وهو اليوم الذي يبدأ فيه الجانبان محادثات في بيونج يانج بشأن خط للسكك الحديدية.
وفي نيويورك قال كولن باول وزير الخارجية الأمريكي يوم الاثنين إن بعض «العناصر المثيرة للاهتمام» ظهرت خلال البحث عن حل دبلوماسي لإيقاف البرامج النووية لكوريا الشمالية ولكن باول لم يدل بتفاصيل.
وقال باول للصحفيين بعد اجتماع للأمم المتحدة عن مكافحة الإرهاب إنه على اتصال وثيق بحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وقال باول «كما قال الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مرارا فليس لدينا نية لغزو أو مهاجمة كوريا الشمالية ونتطلع إلى حل دبلوماسي وقد ظهرت بعض العناصر المثيرة للاهتمام».
إلى ذلك ذكرت وكالة أنباء ايتار تاس أن الموفد الروسي الخاص ألكسندر لوسيوكوف أعلن بعد لقاء استمر ست ساعات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل أن كوريا الشمالية تحتاج إلى ضمانات أمنية خطية إذا ما تخلت عن برنامجها النووي.
ونقلت ايتار تاس عن لوسيوكوف قوله في العاصمة الكورية الشمالية إن بيونج يانج تحتاج إلى هذه الضمانات «لتتمكن من تطوير علاقاتها مع العالم المحيط بها وحتى لا تشعر بالخطر الذي تشعر به في الوقت الراهن».
وأضاف لوسيوكوف أن هذه الضمانات التي تطلبها بيونج يانج من واشنطن خصوصا «بالغة الأهمية لإرساء وضع طبيعي ومستقر وهادىء في شبه الجزيرة (الكورية)، وضع يلبي مصالح جميع الدول بما فيها كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وروسيا والولايات المتحدة واليابان».
وينص المشروع الروسي على أن تعطي الولايات المتحدة كوريا الشمالية ضمانات أمنية ومساعدة اقتصادية، وعلى أن تلتزم كوريا الشمالية في المقابل بالعودة إلى اتفاق تجميد برنامجها النووي الموقع في 1994 مع واشنطن.
ومن جانب آخر، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين أن الاستخبارات الروسية ساعدت في التسعينات وكالة الأنباء المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) في مراقبة الأنشطة النووية في كوريا الشمالية عبر تركيز أدوات لقياس الأشعة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات لم تكشف هوياتهم أن عناصر في الاستخبارات الروسية ركزوا أجهزة مراقبة متطورة قدمتها وكالة الاستخبارات الأمريكية في السفارة الروسية في بيونج يانج لكشف مؤشرات محتملة عن أنشطة نووية.
وأوضحت الصحيفة أيضا أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية دربت عناصر من أجهزة الاستخبارات الخارجية الروسية على استخدام معدات أمريكية فيما تقاسم الروس اكتشافاتهم مع الوكالة الأمريكية.
وقد انتهت تلك العملية آنذاك، وردا على استيضاحات وكالة فرانس برس، امتنع متحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التعليق على هذه المعلومات.
|