* القاهرة مكتب الجزيرة عمرو شوقي:
أعادت العملية الفدائية التي وقعت في مستوطنة (جديش) قرب مدينة العفولة النقاش بشكل حاد على الساحة الإسرائيلية، حول فكرة (السور الفاصل) الذي بدأت إسرائيل بإقامته، من جانب واحد، على أراضي الضفة الغربية، حيث دعت أطراف سياسية الى تسريع العمل لإنهاء بناء السور والفصل التام بين الضفة الغربية وإسرائيل.
وتزايدت الانتقادات الحادة ضد اعضاء الحكومة وبالتحديد من قبل المستوطنين، حيث وقعت عملية (جديش) نظراً لوجود جزء كبير من الجدار الفاصل عند المستوطنة وعدم قيامه بحماية المستوطنين حسبما زعم رئيس الوزراء ارائيل شارون وكل من دعموا بناء هذا الجدار حتى ان عدداً كبيراً من المستوطنين اقترح القيام بإنشاء سياج فاصل على نفقتهم الخاصة من اجل حمايتهم ووصفهم لهذا بأنه الجدار الفاشل.
من جانبه دعا وزير الدفاع السابق، النائب بنيامين بن اليعازر إلى استئجار اكبر عدد ممكن من المقاولين لهدم السور الذي وصفة بأنه جلب الخراب الى إسرائيل معربا عن ندمه على تأييده لاقامته في الماضي، وتأتي دعوة بن اليعازر هذه بعد اعترافه بفشل الحل العسكري للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو الحل الذي قاده خلال عامين الى انضمامه لحكومة شارون وتوليه مسؤولية وزارة الدفاع.
وحذَّر بن اليعازر، من مخاطر اقتحام قطاع غزة، قائلاً: إن خطوة كهذه يمكنها أن تنتهي بشكل أسوأ مما يتوقعه أحد.
وكان الفلسطينيون قد قاموا بعملية فدائية في مستوطنة (جديش)، قرب العفولة، وأسفرت عن مقتل اسرائيلي واحد والفدائيين واصابة ثلاثة من أفراد حرس الحدود.
وحسبما قالته قوات الأمن الإسرائيلية، فإن المسلحين تسللا الى المستوطنة، واطلقا النار اولا على حافلة ركاب، لكنها كانت خالية، فواصلا التقدم نحو مركز المستوطنة وأطلقا النار على الحارس وأصاباه بجراح بالغة أدت الى وفاته.
من جهته ربط وزير الدفاع الحالي، شاؤول موفاز، بين ازدياد العمليات الاستشهادية في الأيام الأخيرة، وبين اقتراب موعد الانتخابات في إسرائيل، واعترف موفاز الذي كان يتحدث في إذاعة صوت إسرائيل بخطورة الجماعات المسلحة الفلسطينية مؤكدا انها باتت تمتلك الآن العديد من وسائل القتال المتطورة التي يجب الحذر منها.
وتأتي تصريحات موفاز في الوقت الذي تصاعدت حدة العمليات الاستشهادية بقوة وتطور أدائها الفعلي بصورة ملموسة وهو ما بات واضحا خلال الفترة الأخيرة حتى إن معسكرات الجيش الإسرائيلي نفسها باتت هدفا للهجمات الاستشهادية الفلسطينية وكان الفلسطينيون قد اطلقوا أخيرا قذائف هاون باتجاه معسكر للجيش الإسرائيلي، قرب مدينة نفيه دكاليم، ومستوطنة يهودا الواقعة شمال قطاع غزة.
وجاء إطلاق القذائف هذا بعد قيام الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية واسعة في منطقة بيت حانون، بحثا عن المسؤولين عن عدد من المطلوبين وقامت الطائرات العسكرية الإسرائيلية أولاً بقصف منازل بعض المواطنين في المنطقة تمهيدا لتمشيط المنطقة للبحث عن المطلوبين وهو ما أثار السكان بقوة.
متسناع
من جهته وعلى الرغم من ان الاستطلاعات ما زالت تتنبأ بفوز حزب الليكود بأكبر عدد من مقاعد الكنيست في الانتخابات المقبلة، الامر الذي يعني تأهيله لتكوين الحكومة، الا ان بعض المسؤولين في حزب العمل، يعتقدون ان النار باتت قريبة جدا من كرسي شارون، وأنها ستضطره الى (الاستقالة) قبل الانتخابات.
ويلاحظ ان حزب العمل يعيش منذ الاسبوع الماضي، حالة نشوة بالغة، منذ نشر تقرير (هآرتس) حول القرض الذي حصل عليه شارون من صديقه الجنوب افريقي، سيريل كيرن، والاشتباه بأنه قدم رشوة لكيرن.
وقال مسؤولون كبار في حزب العمل، امس ان شارون سيضطر الى الاستقالة قبل الانتخابات، وأن الرئيس سيستدعي زعيم حزب العمل، عمرام متسناع، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، لتكليفه بمهمة تشكيل الحكومة المقبلة.
في المقابل قالت مصادر مقربة من متسناع انه يجري في الايام الاخيرة، لقاءات مع كل نواب كتلته، من خلال التركيز على النواب الذين لا يعدون من معسكر بن اليعازر، في محاولة لبناء قوة معارضة للانضمام الى حكومة وحدة برئاسة شارون.
ويقول المقربون من متسناع إنه يعتبر انضمام العمل الى حكومة وحدة بمثابة تصديق على تدمير الحزب، كما يرى أن عدم انضمام العمل الى حكومة شارون سيساهم في تفككها عاجلا، وحسب المصادر فإن متسناع، ايضا يؤمن بأنه الشخص الذي سيكلف بتشكيل الحكومة المقبلة.
|