Wednesday 22nd January,2003 11073العدد الاربعاء 19 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمين العام للرئاسة الفلسطينية لـ « الجزيرة »: الأمين العام للرئاسة الفلسطينية لـ « الجزيرة »:
لولا المملكة العربية السعودية لانهارت السلطة الفلسطينية مادياً

* رام الله - حاوره مراسل الجزيرة في فلسطين نائل نخلة:
أشاد الأمين العام للرئاسة الفلسطينية السيد أحمد عبد الرحمن في لقاء أجرته صحيفة الجزيرة في رام الله بمواقف المملكة العربية السعودية المناصرة للحق الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وذهب عبد الرحمن للقول انه لولا الدعم المالي المقدم من المملكة العربية السعودية للسلطة الوطنية الفلسطينية لانهارت كل المؤسسات التابعة لها.
وفيما يلي نص الحوار:
* «الجزيرة» المجلس الثوري لحركة فتح دعا في بيان صادر عنه قبل عدة أيام إلى ضبط العمل الوطني الفلسطيني، هل باعتقادك من إمكانية لضبط إيقاع العمل الفلسطيني في وقت يتجه فيه شارون إلى التصعيد العسكري ؟
الأمين العام للرئاسة: تاريخياً كان هناك دائما وأبدا إمكانية لوحدة موقف وطني فلسطيني سواء كان على الصعيد السياسي أو المقاومة أو على صعيد وسائل المقاومة، الحاصل حاليا أن هناك حكومة في إسرائيل لا تريد التوصل إلى أي نوع من الاتفاق مع السلطة الفلسطينية لأنه هذا الاتفاق يعني أنها تناقض نفسها أنها تعترف بما تعمل للقضاء عليه، إسرائيل تعمل للقضاء على السلطة الفلسطينية وبالتالي إسقاط فكرة الدولة الفلسطينية هذا برنامج الليكود والحكومة وبالتالي ما يعوق من حيث الظاهر «تحقيق وحدة أشكال المقاومة الفلسطينية» هو بالضبط الفعل الإسرائيلي الاستراتيجي ضد كل ما هو فلسطيني، مرت فترات كثيرة كان يمكن أن نحقق اتفاقاً، على سبيل المثال في وقف العمليات داخل إسرائيل لكن في الليلة نفسها التي كان من المتوقع أن يعلن فيها بيان صادر عن الشيخ ياسين، إسرائيل ارتكبت أبشع مجزرة في غزة تستهدف قائد من قادة «حماس» هو الشيخ صلاح شحادة وكان الإسرائيليون يعرفون باعترافهم أن هناك مدنيين في هذه البناية ومع ذلك صمموا حتى يفشلوا أي مسعى للتوصل لاتفاق لمنع العمليات لأنهم هم اعتقدوا أن هذه العمليات ساعدتهم وعلى صعيد الرأي العام الإسرائيلي أعطت شارون شعبية لم يسبق لها مثيل إذ أصبح الإسرائيليون مثل قطيع من الخراف الهارب من الذئاب والمنقذ من الذئاب هو هذا المجرم شارون وعلى صعيد الرأي العام الدولي أيضا الوضع تغير بعد 11 أيلول الناس يحكمون على الصورة وعلى المظاهر ليسوا مضطرين إلى أن يميزوا بين قتل مدنيين في تل أبيب أو واشنطن خاصة أن الفكر الموجه للسياسة العالمية هو الفكر الأحادي الجانب والفكر الغربي الذي يضع المقاييس ويحدد القيم فمن كان مع هذه المقاييس فهو من الغرب ومن كان ضدها فهو ضد الغرب.
* «الجزيرة» ما هي أهم البنود التي اشتملت عليها المبادرة المصرية في حوار القاهرة التي وافق الرئيس عرفات عليها ؟
الأمين العام للرئاسة: بالضبط هو ما نتحدث عنه، هو وقف العمليات داخل إسرائيل لأن مردود هذه العمليات أصبح سلبيا في ظل موازين القوى الحالية في ظل طغيان وسيطرة أمريكا على مقدرات القرار الدولي والسياسة الدولية انظر مثلا إذا ارتكبت إسرائيل جريمة ضد مدنيين فلسطينيين واشتكينا إلى مجلس الأمن لا شيء، لكن إذا تعرض مدنيون إسرائيليون إلى أي عملية من هذا النوع تقوم قائمة أمريكا، بوش من الطائرة يستنكر ناهيك عن الغرب كله يستنكر.
نحن نريد أن نوائم أنفسنا ونكيفها في موضوع أشكال النضال بما يخدم هدفنا، الذي يخدم هدفنا هو أن نحصر عمليات المقاومة و الانتفاضة داخل المناطق المحتلة المعترف فيها دوليا أنها فلسطين المحتلة، العالم لا يعرف أن فلسطين التاريخية هي فلسطين.
* «الجزيرة» هل هذا الموقف استراتيجي أم انه تكتيكي؟
أحمد عبد الرحمن: هو موقف استراتيجي وقف العمليات داخل إسرائيل بسبب أن ليس في مقدورنا تغيير السياسة الدولية، هناك حقائق مفروضة ومصطنعة هي ولكنها مفروضة فبالتالي المنطق السياسي يقول هو العمل في إطار الحكمة وعدم العزلة لا يجب أن يكون هناك نضال معزول مثلا عن التأييد العالمي، لا يجب أن يقال على سبيل المثال أن الفلسطينيين إرهابيين، يجب أن نحظى بالعطف الدولي كما حظي شعب الجزائر كما حظي شعب فيتنام، وشعب جنوب إفريقيا، وإذا كانت الذريعة هي هذه العمليات داخل إسرائيل اقصد ادخل إسرائيل ليس في الضفة الغربية ليس في القدس ليس في غزة هذا حق لمقاومتنا حق مشروع أن نقاوم الاحتلال في هذه الأراضي، فإذا كانت القضية فقط المجتمع الدولي سيقف معنا إذا أوقفنا هذه العمليات فانا ادعو الجميع لوقف هذه العمليات وحصر العمل البطولي في الأراضي المحتلة.
* «الجزيرة» هل حقق حوار القاهرة تقدماً في أخذ موافقة من حماس والجهاد الإسلامي بتعليق العمليات الفدائية داخل إسرائيل ؟
أحمد عبد الرحمن: نحن نسعى باستمرار مع حركة حماس والجهاد وحتى كتائب الأقصى وحتى قوى كثيرة، المسالة ليست محصورة في حماس والجهاد، المسالة في التفكير الفلسطيني أيضا، نحن عرب وعصبية الدم قوية عند العرب، قد تستغرب إذا قلت لك أن الانتقام بحد ذاته يصبح هدفاً في بعض الأوقات، الانتقام مجرد أن ترى طفلا يقتل، هذا يحدث الآن في جنين وطولكرم وقلقيلية ورفح وخان يونس، في جنين قبل فترة وقعت جريمة إسرائيلية لم يمض على ارتكاب الجريمة 24 ساعة حتى كان شباب فلسطينيون ينفذون عملية ضد إسرائيليين، مطلق إسرائيليين، لذلك لا يجب أن ننظر إلى الشعب الفلسطيني وان نضعه في مختبر للتفكير السياسي ونقول انه لا بد أن يكون هذه المواصفات فهو شعب كباقي الشعوب.
* «الجزيرة» هل من تاريخ محدد للبدء في جولة الحوار الثانية في القاهرة ؟
أحمد عبد الرحمن: الآن في حديث عن 22 الشهر، هذا دعوة الذين يستضيفون الحوار في مصر.
* «الجزيرة» هل أنتم في القيادة الفلسطينية قلقون على مصير الرئيس ياسر عرفات، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية ؟
أحمد عبد الرحمن: على الإطلاق قضية عرفات هي قضية 8 ملايين فلسطيني، لو كان لدى الإسرائيليين حل سحري باغتيال ياسر عرفات تحل قضاياهم الأمنية وتحل قضايا الاستيطان ويستولون على الأرض للأبد لقتلوا ياسر عرفات منذ زمن بعيد، ياسر عرفات يساوي 8 ملايين فلسطيني، ليست المشكلة عرفات المشكلة هو الشعب الفلسطيني الذي يريد أرضه ويريد أن يقيم دولته وبالتالي ياسر عرفات في هذا العمر هو وضع حياته الآن في خدمة شعبه سواء حي أو شهيد وعندما تتساوى الحياة بالشهادة عند أي إنسان، فالعدو يجب أن يعيد حساباته تجاه أي مشروع إجرامي، كالذي تحدثت عنه الصحف الإسرائيلية قبل أيام تجاه ياسر عرفات.
* «الجزيرة» هناك حديث عن محاولة من قبل شارون لتصعيد الموقف من خلال اغتيال احد كبار الشخصيات الفلسطينية، هل لديكم معلومات محددة عن هذا الأمر ؟
أحمد عبد الرحمن: لا أبدا، الواقع أنها مصادر إسرائيلية هي التي تحدثت عن هذا الموضوع سواء حول توجيه قذيفة تجاه مقر عرفات والادعاء أنها بطريق الخطأ أو اغتيال قيادات من حماس والقوى الفلسطينية، أولا الاغتيال يجري يوميا تجاه الشعب الفلسطيني، اليوم 16/1 هناك ثلاثة شهداء في جنين وطولكرم الاثنان طلاب مدارس الأول من مخيم طولكرم والثاني من المدينة، طلاب مدارس 17 و 19 سنة، الاغتيال مستمر لكن لو عدنا الى الوراء قليلا في السياسة الإسرائيلية فالذي يريد أن يفوز لابد أن يتحول إلى جمس بوند يضرب ضربات خيالية تجاه العرب، يضرب العرب يضرب الفلسطينيين، وهذا وارد ممكن انهم مستمرون في سياسة الانتخابات، لا استبعد عن شارون ارتكاب أي جريمة.
* «الجزيرة» نشرت صحيفة عبرية ملفاً موسعاً حول علاقات مالية وتجارية بين المستشار الاقتصادي للرئيس عرفات وبين رجل يهودي اسمه يوسي غينوسار، وترحيل الأموال الفلسطينية إلى بنوك سويسرية، لم نسمع أي تعليق للقيادة الفلسطينية على هذا الموضوع ؟
أحمد عبد الرحمن: هو في الواقع أنا لست ضليعاً في الموضوع المالي ولا علم لدي.
* «الجزيرة» كيف تنظر إلى موقف الدول العربية مما يتعرض له الشعب الفلسطيني ومن حصار الرئيس عرفات ؟
أحمد عبد الرحمن:
إذا كنت تتحدث عن الموقف الدبلوماسي والسياسي فالدول العربية جميعا ضد حصار الرئيس عرفات وضد احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وضد....الخ. وضد أي شيء اسمه الاعتداء الإسرائيلي علينا هذا أمر مفهوم كسياسية ودبلوماسية.
للأسف طبعا في الظرف الدولي الحالي قدرة الدول العربية لفعل شيء لوقف هذا العدوان هي قدرة تقترب من الصفر، لأسباب لا تتعلق بالنوايا بل بالقدرة، أمريكا الآن مغمضة العينين مع إسرائيل والدول العربية هي تحاول بوسائل سياسية ودبلوماسية لا ترتقي بمستوى الفعل لإقناع الدول الأوروبية تارة وللتدخل مع الإدارة الأمريكية تارة أخرى لكن كل هذا في الواقع لم يوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
* «الجزيرة» كيف تقيم موقف المملكة العربية السعودية سياسيا ومادياً تجاه الشعب الفلسطيني وسلطته ؟
أحمد عبد الرحمن: السعودية منذ انطلاق الانتفاضة قبل سنتين أدركت ما يتوجب عليها تجاه قضية الشعب الفلسطيني ومن هنا كانت القمة الأولى التي عقدت في القاهرة هي التي جسد فيها الأمير عبد الله هذا الموقف السعودي بصندوق الأقصى وصندوق الانتفاضة أعلنهم في خطاب رسمي، هذا على الصعيد المادي والحقيقة يعني لو لا الدعم السعودي لانهارت السلطة الفلسطينية ماديا، وحتى هذه الساعة التي نواجه فيها أزمة كبرى على صعيد استمرار المؤسسة الفلسطينية لأن أي ضربات من إسرائيل وإفلاس ينهي أي سلطة في العالم، السعودية تتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني بجدارة وبمسؤولية على هذا الصعيد، على الصعيد السياسي لا بد أن نلحظ موقفين للسعودية أولا قمة بيروت وزيارة الأمير عبد الله لبوش، خلاصة ذلك كله هو مسعى سعودي لحشد موقف دولي مع السلام الكامل مقابل الانسحاب الشامل وهذه المقولة، وهناك مساهمة للسعودية من شهرين التي تتحدث عن تعزيز التضامن العربي في مذكرة للجامعة العربية وأنا أقول انه جريمة عدم التجاوب مع هذا المسعى لا بد لأي قيادة تدرك خطورة استمرار الوضع في فلسطين وفي المنطقة عامة أن تتجاوب مع المبادرة السعودية سواء كانت في دعم الشعب الفلسطيني أو زيادة التلاحم بين الأقطار العربية، بتوقيع اتفاقية اقتصادية، سياسية، أي شكل من أشكال وحدة العمل العربي، يعني التي نادت بها السعودية أخيرا فيه رد على ما هو حاصل حاليا وكأن هناك إعادة استعمار للمنطقة العربية كلها.
* «الجزيرة» تحدثت عن مواقف عربية غريبة تنقل للقيادة الفلسطينية في بعض الأحيان، هل لك أن توضح لنا ما هي هذه المواقف البعيدة عن وسائل الأعلام وتبقى بالقنوات الدبلوماسية السرية ؟
أحمد عبد الرحمن: فقط أقول:
وسوى الروم خلف ظهرك روم
فعلى أي جانبيك تميل
* «الجزيرة» ما تعليقك على رسالة شارون إلى توني بلير التي يزعم فيها انه لا معنى للإصلاحات في السلطة ما دام عرفات موجوداً في القيادة ؟
أحمد عبد الرحمن: يعني لم أر ولم اسمع وقاحة عنصرية بقدر هذه الوقاحة التي يتمتع بها شارون حقيقة، هناك اعتراف متبادل ووثائق اعتراف متبادل بين منظمة التحرير وحكومة إسرائيل، هذا الاعتراف ينص على عدم التدخل وان كل شعب يختار قيادته.
شارون عندما يقول هذا الكلام إنما يكون هذا عنوان لما هو اخطر لا مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، هو يرفض المفاوضات ولكن يجد من يتجاوب معه مثل خطاب الرئيس بوش للأسف يعني بكل عدم مسؤولية الذي وضع العربة أمام الحصان عندما قال تغيير القيادة الفلسطينية شرط للحل السياسي بدل أن يقول ان الانسحاب شرط للسلام قال هذه الجملة وهي جملة شارونية هذا مجرد تهرب من عملية السلام لا نقبل لأحد أن يتدخل باختيار القيادة الفلسطينية، الشعب الفلسطيني وحده يختار قيادته عبر صندوق الاقتراع هذا هو موقفنا وهذا ما قمنا به في عام 1996، وعندما تتاح الفرصة نحن مستعدون لإجراء الانتخابات النيابية ومن يحكم الشعب الفلسطيني عبر صندوق الانتخاب لا شيء آخر.
* «الجزيرة» متسناع، مرشح حزب العمل للحكومة يقول انه لن ينضم لحكومة وحدة وطنية مع الليكود، ما رأيك في ذلك ؟
أحمد عبد الرحمن: أنا اعتقد أن هذا هو محاولة لخلق أمل أمام الإسرائيليين بأن الطروحات التي يطرحها متسناع ستؤدي للأمن على عكس الطروحات التي يطرحها شارون تؤدي إلى مزيد من الاقتتال والحرب وبالتالي هو يرفض هذه الحكومة لذلك يقول للإسرائيليين من معنى أن انتخبتموني فهناك سلام وامن وان انتخبتم شارون فالوضع الراهن سيستمر، اعتقد أن هذه هي محاولة لخلق أمل لدى الإسرائيليين وحتى يفوز في الانتخابات.
* «الجزيرة» متسناع يقول أيضا ان عرفات أصبح غير ذي صلة ؟
أحمد عبد الرحمن: سواء قالها متسناع أو شارون كلام غير مسئول ولا يؤثر في الموقف الفلسطيني فمن أراد السلام فعليه أن يفاوض ياسر عرفات وهذه القضية انتهينا منها لا يوجد عندنا أفغانستان، والشعب الفلسطيني رقم لا يقبل القسمة ولا يوجد عندنا قرضاي وهذه الأوهام الأمريكية والإسرائيلية بتوليد قيادة فلسطينية خارج الشرعية هي أوهام في مكان غير فلسطين.
* «الجزيرة» كيف تنظر إلى مؤتمر لندن ومنع الوفد الفلسطيني من الحضور ؟
أحمد عبد الرحمن: يعني شارون حاول لي ذراع طوني بلير برفضه مشاركة الوفد الفلسطيني كان رد بلير بسيط جدا سنعقد المؤتمر، و في الواقع الذي خسر من عقد المؤتمر هو إسرائيل وهو شارون، لماذا ؟ لأن الأسرة الدولية كلها حضرت هذا المؤتمر وفلسطين حضرت سواء كان عبر ممثلنا في لندن الذي كان يجلس تجاه جاك سترو مباشرة والى جانب وليام بيرنز والى جانبه موراتينوس ولارنسون وآخرون بالإضافة للمشاركة عبر الدائرة التلفزيونية التي سلطت الضوء على الغطرسة الإسرائيلية، قد يكون هذا المؤتمر هو فرصة لتشجيع المجتمع الدولي للتدخل أكثر لحل القضية الفلسطينية ومشكلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
لأن إسرائيل تضع فيتو تاريخيا على أي مؤتمر دولي لا تشارك به ويبحث في القضية الفلسطينية سواء وقعت عملية 5 يناير أم لا هذا موقف إسرائيلي ثابت، تعتبر القضية الفلسطينية قضية محلية وليست قضية صراع بين شعبين، أنا اذكر في مفاوضات كامب ديفد الأولى كان الذي يتولى التفاوض من الجانب الإسرائيلي مع المصريين هو وزير الداخلية وليس وزير الخارجية لماذا لأنهم كانوا يعتبرون أن القضية الفلسطينية هي شان داخلي وليس قضية دولية، كأنه أقلية يعني تعيش في أرضهم ارض إسرائيل الكبرى هكذا كانوا يفكرون.
* «الجزيرة» كيف برأيك سيكون عام 2003 على المنطقة بأسرها ؟
أحمد عبد الرحمن: عام3 200 عام سقوط شارون، المنتصر في الانتخابات هو الساقط غدا.
* «الجزيرة» لماذا ؟
عبد الرحمن: شارون أمامه بابن مغلقان باب الأمن أغلق لأن ورقة الأمن الإسرائيلي هي في يد اصغر شبل فلسطيني، انتهى باب السلام لأنه لا يمكن إطلاقا أن يتحقق سلام بشروط شارون وبالتالي شارون بلا برنامج «بلطجي»، قاتل، مغامر، ولكن ليس رجل دولة، رجل دولة يقدم حلول للمسائل التي يعاني منها شعبه.
الشعب الإسرائيلي يعاني من فقدان الأمن ويعاني من التدهور الاقتصادي يعاني منها بقلق مستديم لفقدان السلام، لا يوجد لدى شارون حلول لهذه القضايا. ثانيا على الجانب الآخر غرق في فضائح كبيرة وفساد اكبر هذه القضايا أفقدته الثقة الشعبية في إسرائيل، ثانيا ان استمر متسناع على موقفه بعدم الدخول في حكومة وحدة يرأسها شارون فهذا هو رصاصة الرحمة التي ستطلق على أي حكومة يشكلها شارون لأن حزب العمل مصدر قوته ليس العدد في الكنيست بل عنده شرعية تاريخية فهو مؤسس إسرائيل ويستطيع هذا الحزب كلما تميز عن برنامج الليكود هو كان ذيل لحزب الليكود على مدى سنتين أو أكثر كلما تميز عن حزب الليكود ازدادت ثقة قطاعات واسعة من الشعب الإسرائيلي به، أن برنامجه صحيح، لكن الرأي العام الإسرائيلي لم يعد يفهم الفرق بين اليعازر وبين شارون، إذا كان اليعازر نسخة من شارون فيختار شارون الأصل.
الآن متسناع يطرح شيئاً آخر، يقول انه لا يريد المستوطنات وانسحب من قطاع غزة خلال سنة، التفاوض مع القيادة الفلسطينية، القدس بأحيائها اليهودية لنا أما القدس الأخرى ليست لنا، هذا طرح جديد، لو أمكن أن يتجذر ويتوسع في إطار الرأي العام الإسرائيلي ويتأكد الرأي العام الإسرائيلي أن هذا كلام صحيح وكلام يلتزم به الحزب يكثر أمام تلك النسبة التي تأتي عبر استطلاعات الرأي، هل تريد أن تعيد عملية السلام دائما النسبة فوق الـ66% لكن طبعا حزب العمل هو فقط برنامجه مع قيادة اليعازر، بالنسبة لشارون هذا كله سيواجه شارون المنتصر فضائح مالية اتهامات حزب كلها ضده، تحالف يميني معه وهو المستوطنون ومن معهم إن دخلوا حكومته فهو تقصير اجلها لأنه دوليا شارون نفسه غير مقبول لدى الأطراف الدولية، فما بالك عندما يكون ليبرمان وآخرون إلى جانبه الحزب الوطني الديني حزب المستوطنين«آفي ايتان» وكل هذه المجموعة من المتطرفين وبالتالي شارون المنتصر في الانتخابات هو الساقط في سياسة 2003.
* «الجزيرة»ولكن شارون، نتنياهو، موفاز، كلهم مع طرد عرفات ؟
أحمد عبد الرحمن: عندهم رأي يقول ان طرده خارج فلسطين يجعله اخطر على إسرائيل وأنا مع هذا الرأي.
* «الجزيرة» وماذا لو أقدمت إسرائيل على هذه الخطوة؟
أحمد عبد الرحمن: دعهم يفكرون أو يجربون طرد ياسر عرفات أولا يعني سحب الاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل لابد أن يكون واضحاً الاعتراف بدولة إسرائيل باسم الشعب الفلسطيني والرئيس عرفات اطرده يعني سحب الاعتراف، اعتقد انه لو سألت الشعب الفلسطيني إذا طرد ياسر عرفات هل تقبلوا باعتراف بدولة إسرائيل أم لا؟ سيقول لك 99% من أبناء الشعب الفلسطيني نعم لسحب الاعتراف بدولة إسرائيل، إسرائيل تفهم هذه الحقيقة وبالتالي الحديث عن طرد ياسر عرفات هو ديماغوجيا وتهريج سياسي لا أكثر ولا أقل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved